صمود وانتصار

الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًّا جديدًا لحزب الله اللبناني

محمد علي الحريشي

دخل السرور والغبطة في نفوس أحرار العرب والمسلمين فور سماعهم بنبأ اختيار الشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا جديدًا لحزب الله اللبناني، هذه الخطوة الموفقة التي قام بها قادة حزب الله اللبناني سوف تترك آثارًا إيجابية داخل صفوف المقاومة الإسلامية اللبنانية، وعلى مستوى قوى محور المقاومة والجهاد، فالعدوّ الصهيوني ومن خلفه قوى الشر والطغيان يفشلون في كُـلّ مرة يغتالون فيها قائداً من قيادة محور المقاومة ويتفاجؤون بخروج قائد جديد يواصل طريق المقاومة والجهاد حتى تحرير فلسطين وإزالة كيان الاحتلال.

سياسة الاغتيالات التي تتبعها العصابات الصهيونية ضد قادة المقاومة والجهاد لن تجدي نفعًا ولن تحقّق أهدافًا للعدو في إضعاف المقاومة وتفكيك صفوفها والقضاء عليها، قد تنفع سياسة الاغتيالات وتحقّق أهدافها ضد القادة في الأنظمة السياسية التي تهيمن عليها وتسيرها أمريكا وفي الأنظمة التي لا ترتبط بشعوبها، فاغتيال ذلك النوع من القادة الذين يرتبطون بالخارج ولا يرتبطون بشعوبهم يحقّق أهداف العدوّ ويترك آثارًا سياسية كبيرة قد تؤدي إلى تغيير نظام الحكم في الدولة المستهدفة، مثلما حدث في كثير من دول العالم التي تولت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (C I A) اغتيال قاداتها أَو وقع فيها انقلابات من قبل المخابرات الأمريكية، لكن لم تفهم النفسية الأمريكية والصهيونية الخبيثة أن قادة وحركات المقاومة الإسلامية لديهم ارتباطات مع الله سبحانه وتعالى، ومع عقيدتهم الإسلامية وبالقرآن الكريم وبالنبي محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، قادة وحركات المقاومة لديهم روابط قوية ومتينة مع نهج وثورات الإمام علي بن أبي طالب والإمام الحسين بن علي وَالإمام زيد بن علي سلام الله عليهم، وارتباطهم وثيق بحاضنتهم الشعبيّة ليس على المستوى الجغرافي الذي ولدت فيه المقاومة بل على مستوى خارطة الساحة الإسلامية.

هذه الحقائق التي يتغافل عنها العدوّ الصهيوني والأمريكي بغباء أَو بغطرسة جنون العظمة هي المتغير الجديد والمعادلة العسكرية التي فوجئ بها العدوّ الأمريكي والصهيوني في ميدان المعركة والمواجهة مع المجاهدين، فحركات المقاومة التي لديها ارتباطات وثيقة بالله سبحانه وتعالى، وبثقافة الإيمان والجهاد لا يمكن التأثير عليها وهي في صراعها مع العدوّ المحتلّ ومع رأس الشر والكفر والطغيان قد أعدت وهيأت عشرات ومئات وآلاف القادة الذين تربوا وتثقفوا على مبادئ قيادية إسلامية راسخة وهو مبدأ التسليم والانقياد لمن تم اختيارهم ليقودوا المقاومة والأمة إلى بر الأمان.

على العدوّ الصهيوني أن يدرك أن سياسة الاغتيالات ضد قادة المقاومة لن تحقّق له ما يحلم به، لم يستفد العدوّ الصهيوني من فشله في اغتيال قادة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» في الفترات الماضية لكنه أمعن في ارتكاب الحماقات وولغ في دماء الأبرياء، وهو يجري وراء السراب ويهرب من مصيره المجهول بارتكاب مزيد من المجازر والدمار، لن ينعم العدوّ الصهيوني المحتلّ بالأمن في أرض محتلّة جلبته إليها القوى الاستعمارية الغربية على حين غفلة من الزمن.

نبارك للمقاومة الإسلامية اللبنانية ولقيادة حزب الله اللبناني وكوادره ومجاهديه والشعب اللبناني الحر اختيارهم للشيخ نعيم قاسم أمينًا عامًا جديدًا لحزب الله اللبناني وقائدًا للمقاومة الإسلامية اللبنانية؛ ليكون خير خلف لخير سلف، لمواصلة درب المقاومة والجهاد ضد الوجود الصهيوني في أرض فلسطين وسوف يستمر درب الجهاد والمقاومة حتى تحرير فلسطين وتطهير الأقصى الشريف من دنس اليهود المحتلّين.