صمود وانتصار

القائد القرآني: الرقمُ الصعبُ في معادلة الحاضر والمستقبل

عدنان ناصر الشامي

إن القائدَ القرآني، حفظه الله، هو الرقمُ الصعبُ في معادلة الحاضر والمستقبل، ليس لليمن فحسب بل لكل الأمتين العربية والإسلامية، يحلق في فضاء المجد، كطائرٍ جريءٍ يختار علو السماء، ويحمل في جناحيه آمال أُمَّـة بأسرها. إنه المتخصص في خلط الأوراق وخلق الحوادث، هو الذي يكتب في سجلات التاريخ بأحرف من نور، والطوفان الكاسح الذي يُغرق الأعداء في بحرٍ من الهزائم.

هو المنارة في ظلام اليأس، هو الغيث في صحراء القحط، يمد الأيادي البيضاء للجميع دون تمييز، مُحطمًا أسوار الفتنة ومُدشّـنا عصر السلام والتآخي. ويُحيي العزائم التي كادت تخبو. يُعيد إلى الأذهان قصص البطولات والملاحم، ويؤكّـد أن النصر لا يأتي إلا بالمثابرة والإيمان.

أطل في زمن انقضت فيه جميع التناقضات، وأظهر للناس بليغ القول وعظيم الفعل، فكان كالعاصفة الناعمة التي تضرب سواحل الطغاة، وتدك حصونهم، فلا يبقي ولا يذر، إنه محوّل الهموم إلى آمال، والخيبات إلى انتصارات، يبرز هو كعلامة الاستفهام التي تطرح التساؤلات، وعلامة التعجب التي تُثير الدهشة. وكلما أطلق لسانه بالحق، خُيل لأعدائه أنه سيف من سيوف الله، مُشهرٌ في وجه كُـلّ من تسول له نفسه التمرد على العدل.

القائد القرآني هو بلسم الشفاء لأمةٍ أنهكها الفساد والاستبداد، وحذف العلل التي تفتك بجسدها، ليُعيد لها هيبتها ويُعيد للأحلام بريقها. في هذا الزمن العصيب، تُظهر قيادته أن البقاء للأصلاء، وأن النصر لا يأتي إلا بصدق النية وثبات الموقف.

أغلق المندب وأشعل البحار، محولًا مياهها إلى سجّينٍ للصهاينة، يلوذون بالفرار أمام زخم من إرادته. كأنه يزف إليهم عاصفةً من النذير، تُذكرهم بأن كبرياءهم ليس إلا رمالٍ متحَرّكة ستبتلعهم، ليعلن أنه لا مكان للذل والعار في زمن الكرامة. لقد غيّر المعادلات وقلب الطاولات على من يُظن أنهم الأقوياء، فصكَّ المندب بعبارة صارخة: “محظورٌ عليهم المرور، بل محرَّمٌ عليهم السلام”. هنا، وُلدت أُسطورة جديدة في بحر الظلام، حَيثُ تتلاطم الأمواج تحت وقع أقدامه، ويعيش الأعداء في كابوس لا ينتهي.

إنه القائد الذي لا يُعرف الهدوء، بل يُعرف في كُـلّ ميدان بشجاعته، الذي يُفاجئ الأعداء في البحار، وسيفاجئهم في البر أَيْـضًا. يُعدُّ هذا الرجل مُحقِّقًا لمعادلات لم يتخيلها كثيرون، مُدخلًا الندم في قلوب الأعداء ليكون رفيقهم الذي لا يُفارقهم، مبينًا أن الحق لا يمكن أن يُغلب، وأن العدوان لا يُحقّق أهدافه أمام إرادَة الشعوب الحية.

إنه رمزٌ للأمل والنصر، وقد أرسى دعائم القوة والثبات، في عالمٍ تتلاطم فيه أمواج الشكوك. هو العلامة الفارقة التي تُدخل علامة الاستفهام والتعجب إلى عقولهم، مُظهِرًا أنه في كُـلّ مرة يُحاكون خططهم، تُقلب الأمور لصالح الحق، ويخرج من بين سطور الدموع ضوء الأمل

في ساحة فلسطين، أظهر مواقفه البطولية، مُدافعًا عن الحق بلسانٍ لا يعرف الخوف… في كُـلّ محفل، كان صوته يصدح في آذان المتخاذلين، مُشيرًا إلى أن فلسطين ليست مُجَـرّد أرض، بل هي شرفٌ يُدافع عنه كُـلّ شريف. قال في وضوح: “إن غزة هي رمز المقاومة، وصمودها دليل على أن الأحرار لا يُقهرون”. وهنا، أضرم النار في قلوب الصهاينة، مُعبرًا عن حبه للشعب الفلسطيني، ومعلنًا أن نصرتهم واجبٌ لا محيد عنه.

فكلما نطق بكلمة، كانت كالرصاصة تنطلق نحو أهدافها، تُشعل في نفوس أبطال الأُمَّــة روح العزة والكرامة. وقد جعل من دعمه للمقاومة جسرًا يُوصل بين الأجيال، مُعلنا أن النصر لا يتحقّق إلا بالإرادَة الحديدية والعزيمة الصادقة.

إن القائد القرآني يجسد رمز الأمل والتحدي، مُثبتًا أن الحق سيظل رائدًا في زمن التحديات. هو السيف الذي لا يلين، يقف شامخًا أمام الطغاة، مُحقّقا بذلك المعادلة الصعبة: نصرٌ مبين في زمن الشدائد، وولاءٌ لا يلين لأبناء الأُمَّــة.

فليُكتب في سجلات التاريخ أن القائد القرآني كان نجمًا ساطعًا في سماء الحق، وملهمًا لأبناء الأُمَّــة، وقائدًا يُحرّر الضمير، وأملًا يرفرف في آفاق المستقبل.

ختامًا، يُسجل التاريخ أن هذا القائد لم يكن مُجَـرّد قائد عادي، بل كان وديع البحر الهائج، وسيفًا في ميدان القتال. هو مُجددٌ لعهد الأمل، مُدافعٌ عن الحقوق، وكما يقول المثل: “أمرٌ يقترب، فاستعدوا له، فَــإنَّ القائد القرآني قادمٌ ليُحقّق النصر.