وسط مناشدات المدنيين المحاصرين في قطاع غزة .جرائم الإبادة الصهيونية مستمرة لتنفيذ »خطة الجنرالات«
دخلت حرب الإبادة الجماعية التي تشنها “إسرائيل” على غزة، يومها الـ394 على التوالي، في ظل استمرار المجازر بحق المدنيين، تزامنًا مع عدوان واسع ومكثّف وحصار مطبق لشمالي القطاع.
ولم تُستثنَ المرافق الطبية والمستشفيات من الإستهداف المباشر وعمليات القتل والتدمير منذ الشهور الأولى لاندلاع الحرب وحتى اليوم.
وفي السياق، قال مدير منظمة الصحة العالمية، في تصريح له، إنّ “التقارير مقلقة بتعرض مركز الشيخ رضوان للرعاية الصحية شمال غزة للقصف بينما كان الأطفال يستعدون لتلقي جرعات التطعيم”.
ولفت المدير الأممي إلى أنّ “6 فلسطينيين أصيبوا بينهم 4 أطفال، بعد قصف مركز تطعيم في شمال غزة”.
إلى ذلك، ناشدت وزارة الصحة في غزة المنظمات الدولية ضرورة إرسال وفود طبية وجراحية وتسهيل وصولها إلى مستشفيات شمالي غزة، يأتي ذلك في وقت قال فيه الدفاع المدني بغزة إن عمله معطل قسراً بكافة مناطق شمال القطاع لليوم الـ12 بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر.
وفي تطورات الإبادة المستمرة وسط صمت عالمي، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال ارتكب 4 مجازر بالقطاع وصل منها إلى المستشفيات 27 شهيدا و86 مصابا خلال 24 ساعة. وأعلنت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 43 ألفا و341 شهيدا و102 ألف و105 مصابين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي التفاصيل، ذكرت مصادر إعلامية من داخل القطاع أن آليات الاحتلال تقدمت نحو مدرسة الفاخورة غرب مخيم جباليا شمال غزة وأطلقت النار والقذائف بكثافة، في حين أفادت المصادر نفسها باستشهاد فلسطيني في قصف بمسيرة معادية في مخيم الشابورة وسط رفح. هذا وسبق أن أفادت مصادر طبية باستشهاد 23 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم الأحد، 13 منهم شمالي القطاع.
وأفادت المصادران فلسطينيان استشهدا في قصف للعدو على منطقة السودانية شمالي غرب مدينة غزة، كما استشهاد فلسطينيان ايضاً وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على جباليا النزلة شمالي القطاع.
إضافة إلى ذلك، فقد اوضحت المصادر محلية بانتشال جثامين 4 شهداء إثر غارات معادية قبل أيام على منازل شمال مخيم النصيرات. المصادر نفسها استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف على منزل بحي الجرن بجباليا البلد شمالاً.
هذا واستشهد مواطن وأصيب آخران صباح يوم امس جراء قصف إسرائيلي على منزل لعائلة جرغون شرق رفح. واستشهد 3 مواطنين منهم أم وطفلها بقصف الاحتلال منزلاً لعائلة النجار في حي الجرن شمال غزة.
كما ارتقى 6 شهداء وأصيب وفقد آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا بمدينة بيت لاهيا شمالي القطاع.
ونسف جيش الاحتلال عدداً من المباني السكنية في مخيم جباليا شمالاً. وأفادت مصادر محلية، باستشهاد وإصابة عدد من المواطنين جراء قصف الاحتلال منزلاً في تل الهوا، وسط مناشدات لمركبات الإسعاف بالتوجه إلى المكان.
الأونروا: يجب إنهاء الصراع
من جهته، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أكد أن “تفكيك الوكالة بغياب بديل قابل للتطبيق سيحرم الأطفال الفلسطينيين من التعلم”.
وقال إنه “بدلاً من التركيز على حظر الوكالة أو إيجاد بدائل يجب أن ينصب التركيز على إنهاء الصراع”.
“اليونيسيف”: إسرائيل قتلت أكثر من 50 طفلاً في جباليا خلال يومين
بدورها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) كاثرين راسل إن الأسبوع الماضي شهد نهاية دامية من الهجمات في شمال قطاع غزة. وأشارت راسل إلى استشهاد أكثر من 50 طفلاً في جباليا خلال اليومين الماضيين بسبب الهجمات الإسرائيلية.
ودعت المسؤولة الأممية إلى وقف الهجمات على المدنيين، بمن في ذلك العاملين في المجال الإنساني وما تبقى من المرافق والبنية التحتية المدنية في غزة.
ومطلع الاسبوع، أصيب 3 أطفال فلسطينيين جراء إلقاء طائرة مسيّرة إسرائيلية قنبلة على عيادة طبية خلال الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة.
وعلى مدى أشهر الحرب حذرت منظمات صحية وحقوقية من انتشار وتفشي الأمراض والأوبئة -خاصة بين الأطفال في القطاع- جراء نقص الأدوية والتطعيمات والظروف الصحية والمعيشية الصعبة التي يمر بها النازحون.
يُذكر أن جيش الاحتلال بدأ في 5 أكتوبر/تشرين الأول الماضي قصفاً غير مسبوق على مناطق شمال القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي.
أهداف “خطة الجنرالات ”
في 4 سبتمبر/ أيلول الماضي، كشف موقع “واي نت” العبري عن “خطة الجنرالات”، والتي تهدف إلى “تحويل كامل المنطقة الواقعة شمال ممر نتساريم (أنشأته إسرائيل وسط القطاع)، أي محافظتي غزة والشمال، لمنطقة عسكرية مغلقة.
الخطة أعدها عسكريون إسرائيليون سابقون، وتقضي بـ”إجلاء السكان خلال أسابيع قليلة، وفرض حصار على المنطقة، لدفع المسلحين بمدينة غزة للاستسلام أو الموت”، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في 22 سبتمبر الماضي.
وتشمل تفاصيل الخطة، بحسب وسائل إعلام الاحتلال الصهيوني ، إحكام “الحصار على شمال قطاع غزة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، واعتبار من سيبقى داخله مقاتلين، ما يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم بعد إعلان المنطقة عسكرية مغلقة”.