شهداءُ الفتح الموعود
عبدالسلام المتميز
ليس إلا بضَروسٍ لا تذر
سنُعزّيك ورميًا بالشرر
لا عزاء اليوم إلا أن تُرى
شُهُبُ الثأر كلمحٍ بالبصر
أمتي قد بلغ السيل الزُّبَى
فاتركي عنكِ ألاعيب الصغر
أوَما قد كان (نصر الله) يا
أمتي كنزاً جديراً يُدّخر
وهو من أفنى جهاداً عمرَه
دافعاً صهيونَ عنكم والضرر
منذ أردَت أمتي نكستُها
والفضاء انسد والعزم انحسر
زعموا صهيون لا تُقهَر بل
صوّروها كقضاءٍ وقدر
يومَ أعماق النفوس انهزمت
قال حزب الله كلا، وانتصر
فأعادوا أمل النصر لنا
مثلما رُدَّ ليعقوب النظر
في زمان الذل هم مَن حفظوا
ماء وجه الأمة الزاهي الأغر
حسن الإنسان عطفاً وندىً
وهو نصر الله إن خطبٌ حضر
ليّن الجانب عَذب المُجتنى
مُضرَم الهمة صعبُ المُنكسَر
موسوي العزم نوحي المدى
عيسوي الحب ربّيّ الفِكَر
حيدري السيف حمزي الفدا
أحمدي السير محمود السيَر
فأس إبراهيم في إصبعه
حطّمَت أصنامَ وهنٍ وخوَر
إن تلُح مرفوعةً ينزلْ بها
في صياصي خيبرٍ نصبٌ وجر
أيها الصالح أخرجتَ لنا
ناقة العزة من صم الحجر
وجعلت العز فينا قسمةً
في ربانا كل شِربٍ مُحتضر
فأتى أشقى الورى في عصرنا
مستبيحًا فتعاطى فعقر
وغداً يعلم ُحتمًا أنه
إذ أتى قتلَك واللهِ انتحر
يا حسينيًّا شعورًا ويدًا
لا حسيني انتما دون أثر
فحسين ثار كي نلقى مدى
الدهر من مثلك فرسان الظفر
سيفه امتد بيمناك (صوا
ريخ) منها كيد صهيون اندحر
درعه امتدت بيسراك تقي
من سهام البغي آلاف الأسر
كنت تُغْشِيهم دواهيَ الموت من
كأسك المُرّة في بحرٍ وبر
ولقد صرتَ عليهم سيدي
بعدما استشهدت أدهى وأمَر
لم تزل فينا ربيعاً صَيّباً
حيثما أرسله اللهُ انهمر
وبه رعدٌ وبرقٌ مُحرقٌ
منه قلب الشر بالرعب انفطر
أعظمُ النكبات فقدُ العظما
فاحذري يا أمتي كُلَّ الحذر
كلما استشهد منا قائدٌ
أزلف النصر بقاداتٍ أُخَـر
كم بهم مثل (صفي الدين) مَن
جسّد الحق صفاءً كالدرر
ظل فينا بُرهةً حُبًّا لنا
ثم شوقاً لـ (أمين الروح) مر
إيهِ يا(هاشم) ما أعجلك الـ
يومَ عن قومك عجّلتَ السفر
قال: عاد السامري منتبذًا
قبضةً فيها من الرسل أثر
صنعوا من زينةِ النفط لهم
عجلَ تطبيعٍ نفاقًا وبطر
ومضت صهيون تُفنِي غزةً
فنصرناها كما الله أمر
وبذلتُ الروحَ في نُصرتها
ما وَهَى القلب وما زاغ البصر
وكإسماعيل والسنوار مَن
جسّدوا العزة في أبهى الصور
فلياليهم جهادٌ ودعا
إذ ليالي الغير كأسٌ ووتر
صفعة (السنوار) بالطوفان قد
لفَحَت (صهيونَ) من مَسّ سقر
وببأس الله حقاً فجّرَت
فيهمُ الموتَ عيوناً فانفجر
فهي أقسى ما رأى تاريخهم
وبها التاريخ والله انبهر
مِن عصا موسى عصاه استلهمت
كيف فَلقُ البحر أو شَقّ الحجر
دمُ (نصر الله) و(السنوار) قد
وحّد الأمةَ والكسر انجبر
كالحسين استشهدا أو حمزةٍ
فوقار الأسد ألّا تُحتضر
إن من يشمت باستشهادهم
فهو من (صهيون) أبدى أو ستر
(نجمة اسرائيل) في باطنه
ظنت النصر فأبدت ما أسر
لو رآهم يقتلون الأنبيا
لرأى في الأنبيا محورَ شر
هم بقايا نُطفٍ من خيبرٍ
عاهر النفط استقاها وبذَر
يا شعوب الأمة الكبرى انهضوا
واستجيبوا لهُدى آيِ السور
ليس بالصبر على الذل نرى
فرَجًا بل كلَّ بؤسٍ وكدر
لكنِ الصبر على درب الهدى
إن هذا الصبر مفتاح الظفر
ولقد دمدمَتِ الأخطار في
دارِنا فلْتركبوا أمّ الخطر
والعنوا كلّ فمٍ أو قلمٍ
دجّن الناس لطاغٍ قد فجر
باسقاتٌ قمم العز ومَن
هاب رُقياها يمُت رهنَ الحفر
ليس بالمسلم من لم يستجب
إنْ صراخ المستغيثين استعر
لو قضى العمرَ صيامًا أو على
وجهه حجّ دهورًا واعتمر
حجّةُ الله هُدى القرآن إذ
يسّرَ الذكرَ لمن فيه ادّكر
إن تكن روح الجهاد المبتدا
لن نرى حتمًا سوى النصر خبر
لن نرى إلا جميلاً فاصبروا
واحمدوا الله بما ساء وسر
لو ذراري (قومِ لوطَ) استكبرت
فهو نجّى آلَ لوطٍ بسَحَر
فخذوا من عزم موسى الدرس أو
فخذوا من أمّهِ بعض العبر
ثقةً بالله ترمي طفلها
إن عين الأمن في قلب الخطر
فرغت صبرًا وغارت عينها
فرددناه إليها كي تقر
نحن في أيامِ (من يرتد مِنْـ
ـكم) ولاءً، يأتِ بالقوم الغُرر
من أحَبّوه ونالوا حبَّه
بجهادٍ كَرُّه ما فيه فَر
هم أذلاءٌ على من آمنوا
وأعزّاءٌ على من قد كفر
هذه حتميةُ النصر لنا
فوعودُ الله أوفى وأبر
وهي حتمُ الحسرة العظمى لمن
سارعوا فيهم بوعدٍ مُستطَر
فعسى بالفتح أو أمر من الله
يخزيهم وما منه مفر
عالِم الغيب إذا قال (عسى)
فهي وعدٌ قاطعٌ عنه صدر
كيفَ تأتِ المستجدات أتت
فلصهيون الزوال المنتظر
لا رثاء اليوم إلا باللظى
ففم الصاروخ أوفى مَن شعر
فانظروا ما أبلغ (الكورنيتَ) في
بطن (مِركافا) وفي قلب (الهمر)
أفصح الله لسان الْـ(آر بي
جي) ولا فُضّ فَمُ اللغم الأغر
فاضربوا حتى يظنّوا أنها
صيحةُ الساعة أو إحدى الكبر
ولْيروا أهوالَ يوم الحشر قد
بدأت بالفعل وانشقَّ القمر
وانتُقوا الطور عليهم نتقةً
ما لهم من بعدها من مستقر
للعَزا لا خيمة ننصِبُها
في سوى القدس بفتحٍ منتظَر