“على بلاطة”
مقالات ||مالك المداني
الولايات المتحدة الأمريكية مطعم كبير يقدم وجبة واحدة!
ولكن النادل لا ينفك عن سؤالك:
ما الذي تريده على الغداء يا سيدي؟!
ضع وجبتك اللعينة وانصرف، هذا ما أريد!!
هاريس .. ترمب .. ديمقراطي .. جمهوري ..
شطيرة سبانخ مع البيض .. شطيرة بيض مع السبانخ ، لا فرق!؟
لا يمكن التفضيل بين الشيء ونفسه!
قائمتكم الطويلة تحتوي على وجبة واحدة فقط!!
وهي بالمناسبة سيئة المذاق كما أنها باهظة الثمن!!
لذا قدموها وحسب وكفى تحايلاً وسخف!
هل تظنون أيها الحمقى أن العالم مكان يمنح قاطنيه ترف الاختيار؟!
هل تظنون أن نظام عالمي قبيح كهذا سيسمح لكم بالعبث بأركانه؟!
أنتم أغبياء إلى هذا الحد إذاً!
حد التصديق أن لكم مساحة.. حد الترقب..
حد الانتظار والتحليل والتوقع والتطلع والمشاركة!
هل تعلمون ما معضلة الإقتراع؟!
الغالبية!
وهل تعلمون ما مشكلة الغالبية ؟!
إنهم حمقى!!
وإن كان هنالك أحد سيضع مصيره بين يدي أحمق
فبالتأكيد بأنها ليست الولايات المتحدة الأمريكية!!
هذا العالم لا يحدد هوية من يرأسه، هذه حقيقة قد تكون جديدة عليكم!!
هامش حريتكم ينتهي عند انتخابات الحراسة لا الرئاسة!
الخراف لا تختار راعيها.. الخراف تختار كلب حراستها فقط!
هل تفضلون القوقازي أم الماستيف، القوي ام الذكي، هذا كل ما لديكم.. وكل ما لديكم لا يهم!
ما يهم أنكم ستذبحون!!
لذا إليكم هذه المعلومة..
الولايات المتحدة الأمريكية ليست قرار شخص أو نزوة رجل!
أنتم أمام فكر ومشروع ونظام، يدار في الظل!
يقدم لكم الشيطان وانعكاسه في المرآة ويطلب منكم اختيار أيهما تريدون!!
سبعة وأربعون رئيساً سكن البيت الأبيض،
سبعة وأربعون ولم تختلف سياساتهم قط!
لكنكم مازلتم تتوقعون رؤية وجبة مختلفة على الطبق!
الأمر الذي لن يحدث!
ليس وأنتم على طاولة الطعام، تجادلون النادل!
تريدون شريحة لحم أو صحن فلافل؟!
عليكم اقتحام المطبخ في الخلف وتغيير الطاهي نفسه.. لا؟!
فلتتناولوا غداءكم بصمت إذاً!.