دفعة الشهيد السيد حسن نصر الله: جهوزية عالية لمواجهة أخطار قائمة ومخاطر محتملة
يحيى الشامي
نفذت النقطة المتقدمة الأولى التابعة لدائرة التموين العسكري في وزارة الدفاع، مناورة عسكرية تكتيكية لوحدات رمزية من قواتها المتخرجة من دورة تدريبية قتالية، حملت اسم “دفعة الشهيد السيد حسن نصر الله”. هذه المناورة جاءت في إطار التدريبات والتحديثات الواسعة و الاستعدادات المستمرة والجهوزية العالية التي تنهجها القوات المسلحة، وهي تأكيد ميداني ناري على حالة الجهوزية المستمرة والتدريب المتواصل للقوات على المهارات البدنية، والاستخدام الاحترافي للمختلف الأسلحة والذخائر.
وتميزت المناورة بتنفيذ سلسلة من العمليات العسكرية التكتيكية التي جمعت بين عمليات دفاعية وأخرى هجومية وفقاً لسيناريوهات الاشتباك الناري الذي حاكى ابتداءً، عملية هجومية على معسكرات العدو وتدمير خطوطه الدفاعية من تحصينات وثكنات ، وباستخدام مجموعة متنوعة من الأسلحة المتوسطة والخفيفة وكذلك بعض المسيًرات المسلّحة التي باشرت مرابض مدفعية العدو وبعض آلياته بهجمات استباقية أفقدته القدرة على التحكم الناري بها وأخرجتها عن جهوزيتها مع بدء المناورة ، وهذه العملية تزامنت مع استخدام مكثف لسلاح القناصة الموزع على خطوط التماس ومحاور الاشتباك الأولي، علاوة ضربات مكثفة لسلاح المدفعية على مستحدثات العدو الدفاعية الأمامية وتجمعاته داخل معسكراته وخلف خطوط الدفاع.
من خلال التنوع في استخدام الأسلحة حرص المدرِّبون على اختبار كفاءة الاستخدام الناري للأفراد الخريجين، ما عكس شمولية التدريب الذي تلقوه في الدورة التأهيلية، وهو ما منح القائمين على التدريب الحصول على مؤشرات جديدة لتقييم مكتسبات الدورة التدريبية من واقع الميدان ومعطياته ووفق مختلف السيناريوهات القتالية المحتمل مواجهتها.
بدأت الفعاليات بعرض عسكري مهيب للقوات المشاركة، حيث قدم الخريجون استعراضًا مسيرياً للكتائب، عكس مهارات الانضباط والاستجابة البدنية العالية للمقاتلين المشاركين. أظهر هذا العرض مستوى عالٍ من الانضباط والدقة في الأداء، مما يعكس جودة التدريب وبالتالي التزاماً عالياً بالنهج التطويري المتبع لدى القوات المسلحة .
خلال المناورة، تم محاكاة سيناريوهات قتالية واقعية، مما سمح للمشاركين بتطبيق مباشر واقعي لما تعلموه في ظروف شبيهة بالمعارك الحقيقية في بيئة جبلية، خفيفة الغطاء النباتي، ونادرة السواتر الطبيعية، و شملت هذه السيناريوهات عمليات دفاعية محدودة وفيما أخذت العملية الهجومية وقتا أطول وجهدا أوسع، ولم تخل المناورة القتالية من مهام استطلاع متقدم واختراق لمواقع العدو، بالإضافة لعمليات أسر داخل معسكر العدو، وإنقاذ لعناصر موالية، ما عكس تنوع المهارات التي حظي بها الخريجون.
إن اختيار اسم “دفعة الشهيد السيد حسن نصر الله” للدورة يحمل دلالات عميقة بحكم طبيعة المرحلة والمواجهة القائمة على كافة جبهات المحور في معركة الإسناد أو ملاحم الالتحام المباشر التي تتطلع إليها عبر ترتيبات الجهوزية للوصول إلى حالة استعداد متكامل وشامل لخوض المواجهة المباشرة مع العدو “الأمريكي والإسرائيلي”.
تأتي المناورة ضمن رؤية الدفاع اليمنية لرفع مستوى الجاهزية والاستعداد لدى منتسبي القوات المسلحة، كما أنها تعكس التزام القيادة العسكرية بتوفير أعلى مستويات التدريب والتأهيل لخريجي الأكاديميات العسكرية مما يضمن قدرتهم على مواجهة التحديات الأمنية المختلفة بكفاءة عالية.
المناورة النارية والعرض التدريبي يمثلان امتداداً لرؤية المؤسسة العسكرية المبنية على ديمومة الجهوزية لمواجهة المخاطر القائمة والمحتملة. تؤكد المناورة وسواها من العمليات التدريبية الميدانية نجاح استراتيجية التدريب المتبعة في القوات المسلحة، كما أن أهميتها لا تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل تمتد لتعزيز ثقة الشعب اليمني بقدرات جيشه وخبرة مقاتليه.