صمود وانتصار

اليمن في عام الطوفان الأول: دعمٌ شعبيٌ لا يتوقف، وتعبئة عامة نصرة لفلسطين

منذ عام ونيف على انطلاق عملية “طوفان الأقصى” واليمن يشهد زخمًا شعبيًا متجددًا دعماً لغزة, بدءًا من الساعات الأولى للطوفان صباح السابع من أكتوبر، وتواصلت الفعاليات وتعاظمت في مشهدية تجاوزت الكلمات والمشاعر في سياق دعم عملي صادق و ملموس، وشمل : تعبئة شعبية عامة, وتظاهرات جماهيرية مليونية أسبوعية على الأقل، وبلا كلل ولا فتور، كلها بعنوان النصرة وتحت شعار الإسناد, في انخراط متكامل لا يستثني وسيلة ولا يدخر  جهداً من أجل فلسطين، معبرين عن تفاعل وحماس دائمين، وباستعدادات غير محدودة، حتى بات المشهد اليمني جزءًا يصعب تخيله بلا فلسطين، وتحول مشهد المليونية الأسبوعية من صنعاء ومختلف المحافظات إلى أيقونة إنسانية فرضت نفسها في المشهد العالمي المنقسم بين متصهين صامت أو مقاوم مساند.

قضية محورية.. دعم مستمر وتحركات شعبية واسعة

فلسطين لم تغب يوماً عن وجدان الشعب اليمني، وظلت القضية الأهم على الإطلاق, بدءًا من المظاهرات والإسناد المعلن، وصولاً إلى الدعم العملي الذي ترجم عبر عمليات القوات المسلحة اليمنية، بصواريخ باليستية وصلت إلى عمق فلسطين المحتلة، ومسيراتها تسيدت خليجًا ومحيطًا ومضيقًا، لتؤكد أن موقف اليمنيين تجاه فلسطين تعدى مجرد التعاطف الشعبي.

ومنذ انطلاقة عملية “طوفان الأقصى” اتخذ اليمن مساراً تصاعدياً عبر خمس مراحل متتابعة من التصعيد والإسناد، ومن سويعات الطوفان الأولى كان اليمن الأسبق في خروجه، لتشهد الساحات اليمنية زخماً شعبياً وحماسًا غير مسبوقين، بدءًا من أول خروج جماهيري في ساحة باب اليمن، وتعاظمت مليونياته، مجسدة عزيمة الشعب اليمني لا يهاب حرباً ولا حصاراً، مكرسًا أيامه وأسابيعه وأشهره  إلى ساحات  تعبئة شعبية عامة ونفير شامل، بما يتجاوز أكثر من 746,972 نشاطاً جماهيرياً وتعبوياً، سجل في مختلف المحافظات اليمنية.

وعي شعبي تخطى حدود الأرقام وجغرافيا المنطقة

تنوعت فعاليات الإسناد الشعبي لتشمل ما يزيد عن 9,497 مسيرة وتظاهرة مركزية، حملت في عناوينها موقف اليمنيين في كل مرحلة وتفاعلت بصدق مع مظلومية وانتصارات المقاومة في فلسطين وجبهات الإسناد, وعبرت عن سخط شعبي عارم تخطى حدود الأرقام وجغرافيا المنطقة.

وضمن مسار الإسناد الشعبي أقام اليمنيون ما يزيد عن 50,430 فعالية متنوعة، و170,165 وقفة شعبية ومجتمعية، و216,087 وقفة لطلاب الجامعات والمدارس، إضافة إلى أكثر من 300,376 ندوة وأمسية ثقافية، عكست في مدلولاتها عن وعي مجتمعي راسخ وارتباط وثيق بفلسطين قضية الأمة الأولى والأساس.

ولم تقتصر أنشطة التعبئة على الفعاليات الجماهيرية، بل امتدت لتشمل تطوير القدرات العسكرية والتدريبية، ونظمت اللجان التعبوية أكثر من 2866 مسيرًا عسكريًا وكشفيًا ومناورة تدريبية لعدد تجاوز النصف مليون متدرب ضمن جهود تعبوية شاملة.

 خطابات السيد القائد الأسبوعية.. وشعبٌ يلبي القائد.. وساحات تمتلئ بحشود مليونية

في تمام الرابعة عصر كل خميس طيلة عام الطوفان وأكثر، يطل السيد القائد من منبر المحور المساند والمعركة المصيرية، يستنهض الأمة, يكشف الحقائق, يفضح جرائم اليهود, يذكِّر بواجبات الشعوب ومسؤوليتها الإنسانية ويشحذ الهمم، ويضع موجهات ترسم مسار مرحلة جديدة ومعالم نصر أكيد، ومنذ السابع من أكتوبر بلغ عدد خطابات السيد ما يزيد عن (45 كلمة وخطابًا) في عام الطوفان الأول، وهي إحصائية لا تشمل عموم الخطابات الخاصة بمناسبات دينية ووطنية وثورية، مع أنها الأخرى لا تخلو من ذكر فلسطين والتفصيل في مستجداتها المتزامنة.

وعقب كل خطاب وفي يوم الجمعة تمتلئ الساحات بحشود مليونية من مختلف الأطياف والأعمار، تلبي نداء القائد, وتجدد تضامنها ودعمها الكامل للشعبين الفلسطيني واللبناني، وتعلن جهوزيتها لخوض حرب التحرير والخلاص من الصهيونية, وتجدد دعمها لعمليات القوات المسلحة المساندة لشعبي فلسطين ولبنان.

 زخم مستمر رغم التحديات

لم يكن الوقت سلاحًا يهوديًا يطعن زخم اهتمام اليمنيين, ويستنزف عنفوانهم وتفاعلهم، بل كان إعجازًا قيميًا عكس عقارب الساعات ورماح الأيام والشهور إلى وجوه الصهيونية العالمية، وعلى مدار عام وأكثر ما انقطع مسار الشعب اليمني وإسناده ودعمه، رغم بُعد المسافات وشح الإمكانات في مواجهة أقوى ترسانات العالم عدة وعديدًا, ورغم تجدد تعرضهم لعدوان معلن من شركاء اليهود في ذبح غزة وتجويعها، على أن كلمة الفصل تتسق وتتقاطع كليًا بين صوت الشارع اليمني الملبي لفلسطين, ودعوات السيد القائد الداعي لتفعيل الجهود والطاقات لخوض غمار حرب لا مفر منها, تفضي لتحقيق حتمية زوال الكيان المؤقت.. لهذا كله يقول اليمن بلسان قائده: “ونفكر بما هو أكثر ونخطط لما هو أعظم “

المصدر ـ موقع أنصار الله