صمود وانتصار

مخطط عملاق للقدس الكبرى يطمس المعالم العربية والإسلامية

في ظل صمت عربي وإسلامي مريب ومُخز يواصل الكيان الاسرائيلي فرض الوقائع على الأرض في مدينة القدس، ويعمل بدون توقف على تهويد المدينة المقدسة في إشارة واضحة إلى العالم برمته بأنه عاقد العزم على إبقاء القدس، بجزأيها الغربي والشرقي عاصمة أبدية لدولة الاحتلال، كما يتشدق أركانها جهاراً نهاراً.
وفي هذا الإطار قال المركز الإعلامي لشؤون القدس – “كيوبرس” في تقرير له: إن بلدية الاحتلال الإسرائيلي وعبر مخطط كبير يقوده رئيسها نير بركات، تخطط لإجراء تغييرات واسعة في المدخل الرئيسي للمدينة من جهتها الغربية، والتي ستُلقي بظلالها على طابع المدينة التاريخي وتطمس الوجه الحقيقي الإسلامي العربي العريق للمدينة.
وأوضح مركز “كيوبرس”، أن المخطط يحمل عنوان “وجه القدس – المدينة الحديثة”، وتعمل على تنفيذه شركة إسرائيلية للتخطيط والهندسة والتي وضعت الخطط الشاملة والتفصيلية للمخطط، فيما فازت شركة ألمانية من بين ثلاث شركات عالمية، بوضع التصميم والتخطيط للمنظر العام للمدخل الرئيسي المذكور وهي شركة “طوفوطك 1” الألمانية.
وكانت شركة بريطانية وأخرى برتغالية شاركتا في مسابقة عالمية داخلية لوضع المخطط المذكور، لكن في نهاية المطاف وقع الاختيار على الشركة الألمانية المعروفة عالمياً لتنفيذ المخطط.
وتعتزم البلدية الاسرائيلية في القدس إجراء تغييرات جذرية واسعة في المدخل الرئيسي لغربي المدينة، وتحويلها إلى مدخل عملاق واسع، هو الأكبر في البلاد، حيث تقع رقعة المخطط الشاملة على مساحة 720 دونماً، من ضمنها 211 دونما فقط للمدخل الرئيسي، وستكون تكلفة تنفيذ المخطط للمساحة كلها نحو 1.4 مليار شاقل، أمّا تكلفة تخطيط المدخل الرئيسي (أي 211 دونماً) نحو 170 مليون شاقل.
ونُقل عن نير بركات قوله في تصريحات صحفية تشير -من وجهة نظهره التهويدية -إلى المخطط المذكور: ستتحول القدس في السنين القادمة إلى المركز التجاري المتطور والأكثر حداثة في البلاد، يتخلله مشاريع تكنولوجية، التاريخ المتميز للقدس، على حدّ تعبيره.
وتم المصادقة على المخطط قبل نحو سنة في اللجنة اللوائية للبناء والتخطيط في القدس، والذي يتضمن وضع حلول جذرية لشبكة المواصلات العامة، وتوصيل المنطقة مع شبكة القطار الخفيف والقطار العام – الواصل بين مدينتي تل أبيب والقدس-.
وقالت الشركة: إنّها تهدف في مخططها إلى الدمج المناسب بين الماضي والحاضر بطريقة حديثة لمدينة لها تاريخ يمتد عبر مئات السنين، دون إغفال الواقع الحياتي في أيامنا هذه.
ومن خلال نظرة موسعة إلى التصميمات الأولية لمخطط المدخل، يظهر التركيز على الوجه الجديد للقدس بعد احتلالها، عبر بنايات شاهقة تطمس المعالم العامة في القدس المحتلة وتغطي على تاريخها الإسلامي والعربي.