صمود وانتصار

يجب أن نعتبر بما نشاهد من شواهد قبل أن نكون عبرة للآخرين

الصمود| من هدي القرآن |

أن في كل ما نشاهد في البلاد العربية والإسلامية شواهد كثيرة يجب أن نأخذ منها العبرة، قبل أن نكون نحن عبرة للآخرين، يجب أن نأخذ منها ما يكشف لنا واقع أعداءنا. أو ليسوا يقولون الآن: أن أمريكا كشفت عن وجهها؟ هي تكشف عن وجهها ثم أنت من لا تزال قابلاً لأن تُخدع بها.

ثم إذا كان هناك مسؤول في الدولة هذه, أو في تلك الدولة، شأن الأمة العربية هو شأن واحد, إذا ما كان هناك مسؤول يرى نفسه مضطراً فلا يحاول أن يفرض واقع ضعفه على شعبه، إذا كان يرى نفسه هو أنه مضطر وهو ينظر إلى مصالحه، ينظر إلى نفسه أنه قد ثقل بممتلكاته، بقصوره بأرصدته في البنوك، بعهود, بمواثيق بينه وبين أولئك، فيرى نفسه أنه مضطر إلى شيء من هذا، وهو يعرف في قرارة نفسه أن فيه ضرراً على شعبه فلا يحاول أن يفرض ضعفه على الآخرين.

نحن نقول: هذه حالة سيئة حتى عند من يحملون الدين, واسم الدين أنه إذا كنت تطلب العلم وأنت ترى نفسك أنك تحمل نفسية ضعيفة.. لا تقـرب العلم، لا تتعلم لتصبح في نظر الآخرين رجل دين, وحامل علم يُقتَدَى به؛ إنك حينئذٍ من سيصبغ دينه بضعفه، من سينعكس ضعفه على مواقفه الدينية.. لا يجوز هذا حتى في العمل لله.

الذين يحملون رسالات الله هم نوعية معينه من قال الله عنهم: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ}(الأحزاب: من الآية39). وكم عانت الأمة قديماً وحديثاً ممن حملوا اسم الدين, وحملوا العلم علم الدين ولكنهم بأنفسهم الضعيفة انعكس ضعفهم كله على الدين فأضعفوا الدين في نظر الأمة، وأضعفوا الدين في واقع الحياة، وأضعفوا الأمة أيضاً بضعف نفوسهم، وكل ذلك بسبب ماذا؟ بسبب أن نفوسهم ضعيفة.

بل نحن نقول أحياناًً: أنه لا ينبغي لك أيضاً أن تجامع زوجتك في فترة يحتمل أن تحمل منك وأنت في حالة تحس بأن نفسيتك ضعيفة وهزيلة، ستنجب مولوداً ضعيفاً هزيلاً في روحيته ونفسيته وسينشأ نسخة منك.. الضعف يترك أثره في كل شيء، والله أراد لأوليائه أن يكونوا أقوياء، حينئذٍ من تكون مواقفهم قوية من يكون أولادهم أقوياء، ينجبون أقوياء ويقفون مواقف قوية، ويقولون قول الأقوياء، ويتحركون بقوة في كل مواقعهم؛ لأنهم ماذا؟ لأنهم أولياء للقوي العزيز، وكيف يكون الضعيف ولياً للقوي، ويـبقى على ضعفه.

أوليس أي شخص منا إذا ما رأى نفسه أنه أصبح مقرباً عند شخص قوي، عند محافظ أو عند وزير أو عند رئيس أنه يرى نفسه قوياً؛ لأنه يرى نفسه ماذا؟ أنه أصبح ولياً مقرباً من رجل قوي.

الضعيف لا يصدق عليه بأنة من أولياء الله؛ لأن هذا هو شاهد من واقع الحياة، شاهد من واقع الحياة، لو كنت ولياً لله فإنك لا تضعف أبداً؛ لأنك ولي للقوي العزيز، ولهذا قال في هذه الآية: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}(الحج: من الآية40) وأنتم تسمون أنفسكم أولياء للقوي العزيز، وأنتم تستمدون قوتكم من القوي العزيز. فعندما تضعف فإنك فعلاً بعيد عن الله سبحانه وتعالى.

لاحظ نفسك وجرب نفسك أنك أنت من ضعفت وأنت تدعي أنك من أولياء الله لو جاء رئيس الجمهورية، لو جاء رئيس الوزراء، لو جاء حتى قائد أو محافظ محافظة يقول لك: نحن معك، و تحرك ولا تخف شيئاً نحن سنقف معك بكل ما نملك، ألست سترى نفسك حينئذٍ قوياً, وتنطلق بقوة وتتحدى الآخرين؛ لأنك هنا وثقت بشخص تراه قوياً، لو كانت ثقتك بالله على هذا النحو لكنت قوياً، وعندما تكون قوياً ستكون مواقفك قوية، سيكون قولك قوياً، ستكون رؤيتك قوية، سيكون تحركك كله مصبوغاً بالقوة، بل ستنجب أولاداً أقوياء؛ لأنك تحمل روحيةً قوية، تحمل نفساً قوية.

أما الضعيف فإنه من يصبغ الحياة كلها بضعفه، ويصبح كل شيء تلمس فيه آثار ضعفه: منطقه ضعيف، مواقفه ضعيفة، إسهاماته ضعيفة، مشاركاته ضعيفة، وكلما يخرج منه ضعيف.

وحينما نُخدع, وتُخدع الدولة, ويُخدع الكبار كما خُدِع الآخرون سنرى أنفسنا في وضع محرج، سنرى أنفسنا في وضع محرج, وحينئذٍ نرى أنفسنا لا نستطيع أن نعمل شيئاً، وإذا ما أردنا أن نعمل شيئاً نكون قد كشفنا واقعنا للآخرين ضعافاً، ويكونون هم من رأوا أنفسهم بأنهم قد غزونا إلى عقر دورنا ((وما غُزي قوم في عُقر ديارهم إلا ذلوا)). ما الذي يمكن أن يصنع الناس حينئذٍ؟ لا شيء, ثم من الذي يمكن أن يقف معك حينئذٍ؟ لا أحد.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من ملزمة خطر دخول أمريكا اليمن

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ 3/2/2002م

اليمن – صعدة