إدراكُ الحقائق.. بدون تكلُّف
طاهر القادري
إذا ما تأمل الإنسان إلى الأحداث في هذا العالم، فَــإنَّه وبدون تكلُّفٍ يدركُ الحقائق التي ترسِّخُ في أعماقه عظمةَ دين الله والحاجة الماسة إليه.
فبينما تتشدَّقُ الولاياتُ المتحدةُ بحقوق الإنسان، ورعاية السلام في العالم، نجدُها وللمرة الرابعة تستخدمُ حق “الفيتو” ضد قرار يُجمِعُ عليه العالم، وهو قرارُ وقف الحرب في “غزة”.
وهذا التصرف يصرخُ في وجوه كُـلّ أُولئك الذين ذهبوا للبحث عن السلام من “أمريكا”، وعلى رأسهم المسلمون، الذين نظروا إليها نظرةً متجرِّدةً عن القرآن؛ فصدِّقوها.
ولو رجعوا إلى دينهم وكتابهم لاهتدوا إلى سبل السلام.
فماذا عملوا اليوم؟
لا شيء؛ لأَنَّهم أصبحوا يعتقدون أن” أمريكا” بيدها المُلك فلتقرّر ما تشاء.
فذهبت لتستأنف القتلَ والتدمير والتجويع لإخواننا في “فلسطين”.
وذهب المسلمون كُـلٌّ في جهة يمارسون حياةَ الذل والوهن.
وأما السعوديّةُ فذهبت مسارِعةً للرقص في “موسم الرياض” دون أن يرفَّ لها جفنٌ لما يعانيه شعبُ فلسطين؛ لأن الرقص أصبح جزءًا من دينٍ، شرّعه “العريفي” و”القرني” وغيرهما.
وعلى الجانب الآخر في “اليمن” برز موقفٌ عظيمٌ منبعُه القرآنُ الكريم.
فهنا قائدٌ عظيمٌ يبيِّنُ لنا زيفَ أُولئك، لولا أن مَنَّ اللهُ علينا به، لأصبحنا ندينُ اللهَ بالرقص والترفيه، ولقُمنا نصيحُ في “أبي عبيدة” عليه السلام، قائلين: “جاهدهم بالسُّنن” كما فعل الكثيرُ من الملعونين.
ونحن اليومَ بفضل الله الذي مَنَّ علينا بهذا القائد العظيم الشجاع، مَن لا يخاف في الله لومةَ لائم، ولا يخشى إلا الله، نقف المواقفَ المشرِّفة، وننصُرُ “غزة” بالقول، وبالصواريخ، ونهتفُ بالبراءةِ من أعداء الله في كُـلّ الساحات والميادين.
هذا هو الدين الحق، الذي يقومُ على أَسَاس البراءة من أعداء الله، وموالاة أوليائه، ونصرة المظلومين من عباده، (فمن سمع مناديًا ينادي يا للمسلمين فلم يُجِبْه فليس من المسلمين).