صمود وانتصار

ما بين السيطرة والانسحاب

أنهار السراجي

ذات موقع استراتيجي هام، إطلالها على البحر الأحمر والعربي، مناخها المتميز، ثرواتها الهائلة، الأرض البكر، إنها “اليمن السعيد” أرض البن، بلد الإيمان والحكمة..

وهل هذا ما جعلها محط أنظار الغزاة؟

نعم؛ هذا ما جعلها تحت أطماع خارجية عبر العصور وتداول الأيّام..

حاول الغزاة على اليمن لكنهم تفاجؤوا بأنها جعلت من نفسها مقبرة لهم.

حركت أذيالها لتعلن حرباً أمريكية سعوديّة بريطانية همجية من واشنطن تحت ستار الإرهاب وهي أم الإرهاب.

ومارسوا الإجرام لينتهكوا السيادة اليمنية ومد نفوذهم في البلاد.

غارات أمريكية سعوديّة جوية تسقط على سماء صنعاء لتجعل إحياءها السكنية خراباً، ركامها أشلاء أطفال ممزقة، نساء وشيوخ.

فاستمر العدوان على اليمن، وأمريكا ترأس ذلك وترسم خرائط الشر في البيت الأبيض، وكانت تعتقد أنها ستحسم الأمر في عاصفة الحزم بأسبوع كما أسموها، لكن الواقع كان عكس ذلك؛ فالباطل زائل أمام الحق الذي يقهر، وتحت عناوين ستار السيطرة..

أسلحة فتاكة وفسفور محرم؛ كي ينزع بلدة سيادتَها.

فمن بين حنين الطائرات وصوت الانفجارات أتت سفينة النجاة بمنحة إلهية منحها الله لهذا الشعب العظيم، ومن أول وهلة للعدوان على اليمن انطلق السيد القائد ليرسم مواجهة العدوّ عسكريًّا، سياسيًّا، ثقافيًّا، إعلاميًّا، وكلّ ما حاولوا بذريعة جديدة كان لهم بالمرصاد.

وحين سمعه الأحرار انطلقوا إلى ميادين العزة والكرامة؛ لأَنَّهم علموا حجم المسألة وخطورة الموقف والتثاقل.

فانطلقوا بسيف ذي الفقار الحيدري وشجاعة الكرار وبصبر أيوب وبثقة يعقوب، وبحكمة يوسف، وبتوجيهات الله، وبسيرة محمد “صلى الله عليه وآله وسلم”.

ليقولوا: لبيك يا أبا جبريل؛ انتقامًا لدماء الأبرياء، ولكل من انتهك سيادة اليمن..

فقدموا أرواحَهم شهداءَ، والفشل يلامس أهداف العدوّ يومًا إثر يوم.

وبين الوعي والانطلاقة تطوير للقدرات العسكرية والصناعات المحلية رغم الظروف المعيشية والحصار الذي فرضه العدوّ على هذا الشعب إلَّا أن الأمل والقضية العادلة توطد نفسها.

وكلما حاولوا التضليل للشعب اليمني زاد وعياً وبصيرة، وأدرك حجم التفريط والتثاقل، أنهم أمام غدة سرطانية؛ إذ لم يتم علاجها ستنتشر في باقي أنسجة الجسم.

عبروا البر والبحر وانطلقوا بكل بسالة وشجاعة ليحرقوا الإبرامز ويهتفوا الموت لأمريكا التي أرادت وتريد الموت للعالم.

ومن فشل إلى فشل أصبحت أمريكا متورطة.

وها نحن اليوم ننهي قواعدها العسكرية ونلغيها من خارطة البحر الأحمر، وها هي من طموح السيطرة إلى فقدان السفن وانسحاب حاملات الطائرات من الشرق الأوسط.

لتعلم أن اليمن حر أبي، شعب مستبسل يموت لكن لا تموت كرامته.