الشيخ نعيم قاسم: نحن أمام انتصار كبير في معركة “أولي البأس” يفوق النصر الذي تحقّق عام 2006
وقال سماحته في كلمة ألقاها مساء اليوم الجمعة أنّ المقاومة “انتصرت لأنّها منعت العدو من تدمير حزب الله وإنهاء المقاومة، أو إضعافها إلى درجة لا تستطيع معها أن تتحرك، ولأنّها استمرت، وستبقى مستمرةً”.
ولفت سماحته إلى أننا “كرّرنا بأننا لا نريد الحرب ولكن نريد مساندة غزة وجاهزون للحرب إذا فرضها الاحتلال”. مشيرًا إلى أن “العدوان “الإسرائيلي” على لبنان كان خطيرًا جدًا وآلمنا وجعلنا نعيش حالة من الإرباك لعشرة أيام”.
وأكد أن حزب الله استعاد قوّته ومُبادرته فشكّل منظومة القيادة والسيطرة مجددًا ووقف صامدًا على الجبهة، وبدأ بضرب الجبهة الداخلية للعدو، وألحق خسائر كبيرة جدًا بالكيان الصهيوني.
وشدد على أن “الحرب بناها الاحتلال منذ 64 يومًا على أساس إبادة حزب الله وإعادة “سكان” الشمال والعمل على بناء شرق أوسط جديد”، موضحًا أن “الإسرائيلي” توقّع أن يُنجز أهدافه خلال وقت قصير بعد ضرب منظومة القيادة وإمكانات كانت موجودة لدينا.
وأشار إلى أن خلال هذه الحرب بات هناك مئات الآلاف من النازحين في “إسرائيل” بدل الـ 70 ألفًا، وأثبتت المقاومة بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها الشهيد السيد حسن نصر الله فعّالة وتأخذ بعين الاعتبار كل التطورات.
وأكد الشيخ قاسم أن صمود المقاومين الأسطوري أرعب الجيش “الإسرائيلي” وأدخل اليأس عند سياسييه وشعبه، وقال: “لم نُرِد الحرب منذ البداية ولكن نتيجتها بإيقافها أردناها من موقع قوّتنا وتحت النار”، لافتًا إلى أن “الاحتلال راهن على الفتنة الداخلية مع المُضيفين وهذه المراهنة كانت فاشلة بسبب التعاون بين الطوائف والقوى”.
أضاف سماحته: “نعلن أننا أمام انتصار كبير في معركة “أولي البأس” يفوق النصر الذي تحقّق عام 2006.. انتصرنا لأننا منعنا الكيان الصهيوني من إنهاء وإضعاف المقاومة وتدمير حزب الله، والهزيمة تحيط بالعدو “الإسرائيلي” من كلّ جانب”.
وأوضح أن “اتفاق وقف إطلاق النار ليس معاهدة وهو يؤكد على خروج الجيش “الاسرائيلي” من كل الأماكن التي احتلّها وينتشر الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني”، مشيرًا إلى أن “الاتفاق تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية ووافقنا عليه ورؤوسنا مرفوعة بحقّنا في الدفاع”.
وشدد الشيخ قاسم على أن التنسيق بين المقاومة والجيش اللبناني سيكون عالي المستوى لتنفيذ التزامات الاتفاق، وقال: “نظرتنا للجيش اللبناني هي أنه جيش وطني قيادةً وأفرادًا وسينتشر في وطنه ووطننا”.
وتوجه سماحته بالشكر لرجال المقاومة في الميدان “ونعتزّ بهم فهم قمة الجهاد وخلاصة العطاء، ونشكر شهداءنا الكبار الذين مهّدوا لنا طريق القوة والعزة، كلّ شهدائنا كبار لأنهم تعالوا على هذه الدنيا ورفضوا الذلّ، ونعتزّ برجال المقاومة في الميدان الذين أذلّوا العدو وواجهوه مواجهة أسطورية”.
كما توجه الشيخ قاسم بـ”الشكر الكبير للمفاوض السياسي المقاوم رئيس مجلس النواب نبيه بري والشكر لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والشكر للجمهورية الاسلامية الإيرانية والإمام الخامنئي وحرس الثورة الاسلامي والشعب الإيراني، والشكر لليمن شعبًا وقيادة وخاصة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والعراق الأبيّ بمرجعيّته وحشده وشعبه، والشكر لسوريا قيادة وشعبًا على دعمها للمقاومة”.
وأكد الشيخ نعيم قاسم أن “دعمنا لفلسطين لن يتوقّف، فلسطين هي قبلة الأحرار وقد برز دعمنا في الميدان وسيستمر بطرق مختلفة.
وأعلن أننا “سنتابع مع أهلنا عملية الإعمار ولدينا الآليات المناسبة وسنتعاون مع الدولة، وسنهتمّ باكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب الرئيس وسيكون بالموعد المحدد، وسيكون عملنا الوطني بالتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه، وسنتعاون ونتحاور مع كل القوى التي تريد بناء لبنان الواحد في إطار اتفاق الطائف، وسنعمل على صون الوحدة الوطنية وتعزيز قدرتنا الدفاعية وجاهزون لمنع العدو من استضعافنا”.