صمود وانتصار

30 نوفمبر “وعي” يؤكد على ضرورة التحرر والاستقلال

 

عبدالفتاح حيدرة

عندما تعجز عن تحقيق هدفك، يكفي أن تتمسك بحلمك. وهدفي وحلمي اليوم وغدًا هو أن يكون التحرر والاستقلال اليمني قائمًا على أساس وهوية الوعي الشعبي اليمني، وخاصة ونحن في ذكرى الاحتفال بيوم الـ30 من نوفمبر، ذكرى رحيل آخر جندي للمستعمر البريطاني من جنوب اليمن. وبرحيله، رحل جاثوم رزح على صدور المحافظات اليمنية الجنوبية 128 عامًا. وللأسف، ها نحن نحتفل اليوم بهذا الانتصار المجيد في ظل عودة بدائية لقوى الغزو والاحتلال لتدنيس دماء ثوار وأحرار 14 أكتوبر و30 نوفمبر في المحافظات الجنوبية مرة أخرى، وبتخطيط (بريطاني – أمريكي – إسرائيلي) وبتنفيذ (السعودية والإمارات).

يبقى السؤال اليوم: من الذي اخترق الحركة الوطنية اليمنية التي صنع مؤسسوها الـ30 من نوفمبر المجيد، لإيجاد جماعات وأفراد أحزاب اليوم، الذين صمتوا وتخاذلوا عن ما يحدث في جنوب اليمن؟ كتبوا شهادة وفاتهم وختموها ببيادة لقطاء المحتل البريطاني القديم والحديث. ها هو واقع الحركة الوطنية اليمنية حول ما يحدث اليوم في المحافظات الجنوبية مأزوم جدًا، ولا يمكن أن ينهض إلا بتفعيل نشاط العقل اليمني الثائر الحر، بألوانه المتباينة وأطيافه الشديدة التنوع والثراء، بحيث لا يستثني أحد، ولا يستثني أحد نفسه، لينخرط جميع اليمنيين في نشاط ثوري وعسكري وسياسي وشبابي واجتماعي وأمني، هدفه تحرير كافة الأراضي اليمنية من رجس المحتل البريطاني القديم ولقطائه الإماراتيين والسعوديين الجدد.

إن وحده الوعي الشعبي اليمني الذي صمد عشرة أعوام في وجه الغازي المحتل السعودي والإماراتي، ويقصف سفن الغازي والمحتل الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي في البحر الأحمر، هي وحدها من يمكنها أن تؤسس لمرحلة الانطلاق الجماعي باتجاه نهوض يمني متكامل، نهضة شعب ووطن ودولة. ولأن المرحلة التي نعيشها اليوم دقيقة، تقتضي الوضوح والشفافية والتصادق والتعارف والصراحة والعلنية، تأسيسًا لعلاقة استقلال وحرية لكافة اليمن واليمنيين، سواء كانت اختلافًا أو تطابقًا، صداقة أو تناقضًا. المهم أن ندير عملية الوعي التحرري بجدية، فقد افتقدناها لفترة طويلة.

إن هذه الذكرى محطة تدعونا لنبدأ فورًا بتسليط ضوء الوعي الشعبي بتحرير الأرض واستقلال القرار من خلال قيم التحرر ومشروع استقلال يمني واحد، على نقاط الاتفاق ونقاط الاختلاف في الوقت ذاته. إن تسليط الوعي المرتبط بقيم ومشروع تحرر واستقلال واحد هو الطريق الوحيد لتوليد أفكار وحلول لكافة المشكلات. وحده الوعي الشعبي المرتبط بقيم تحرر عليا وسامية ومشروع استقلال واضح وصريح هو من سيقوم بشق كل الطرق ويبتكر كافة الأساليب لتحرير الأرض، والتي لم ولن تخطر على بال الغزاة وأدواتهم.