تنشيطُ التنظيمات الإجرامية.. لماذا سوريا الآن؟
غيث العبيدي
أتت المعارك في إدلب بين الجيش العربي السوري وتحالف التنظيمات الإرهابية، متزامنة تمامًا مع الوقت الذي أعلن فيه وقف إطلاق النار، بين حزب الله اللبناني “رأس حربة محور المقاومة” وبين الكيان الصهيوني.
فهل يأتي هذا التزامن صدفة مطلقة وخالية من الانتظار؟
وهل واقعة سوريا مكملة لواقعة الجنوب اللبناني، أم أنها منفصلة ولا علاقة سببية ظاهرة أَو مستترة لها؟
ويذكر أن هذا التحالف الإرهابي لم يتحَرّك منذ عام 2020، بعد هدنة إيقاف العمليات بين سوريا وحليفتها الاستراتيجية روسيا من جانب، وبين تركيا بوصفها الداعم الأهم لما يسمى فصائل المعارضة السورية “هيئة تحرير الشام وأخواتها” من جانب آخر.
واستكمالاً للأسئلة..
لماذا تحَرّكت تلك التنظيمات الإرهابية باتّجاه المناطق ذات الحضور القوي لعناصر حزب الله اللبناني والمنسجمين معه؟
دلالة التوقيت، واتّجاه سير العمليات، وما سبقها من تدريبات من قبل ضباط أُورُوبيين على كيفية استخدام الطائرات المسيّرة، ولمدة كافية حتى الإتقان بمعايير مؤثرة، ينبئ بأن التزامن لم يأت من فراغ والعملية تكاملية، وقفت مؤقتاً في لبنان، وستستمر في سوريا، والهدف هو حزب الله اللبناني.
الاختلاف في نوعية العمليات العسكرية، وفي هذا الوقت تحديداً، مطلب وجودي مهم من الثالوث “الغربي المسيحي، والصهيوني اليهودي، والتركي الإسلامي” من حَيثُ وقع العمليات والتفاعل معها والمشاركة فيها، بعيدًا عن الإحراجات العربية والإسلامية، والضغط الدولي، والرأي العام العالمي، بدواعٍ أن المعارضة مستقلة، وغير منتمية للنظام السياسي الحالي في سوريا، بوصفه نظاماً دكتاتورياً، وتعارض الأُسلُـوب المستخدم في إدارة الدولة، ولها كامل الحق في أن تعارض بالأساليب التي تراها مناسبة، حتى إسقاطه والقضاء عليه.
إذن محرك الأحداث الحالية في سوريا، عبارة عن دول متشابهة، يجمعهم هدف واحد وغاية واحدة، فبعد أن سقطت السعوديّة من مضمار التنافس مع تركيا لخلافة المسلمين السنة، فتح الغرب مسالك الطرق أمام أردوغان، لتولي هكذا منصب “خليفة المسلمين السنة” بلا منازع بالاتّفاق مع اليهود، وباعتبار أن “محمد بن سلمان” صبي المملكة الأحمق، ضارب عكس اتّجاه الدين، على عماه أَو بإرادته، وذهب باتّجاه ينافي الفكر الإسلامي السائد، لتخسر السعوديّة على يديه تلك المكانة لصالح تركيا، والثمن الذي يرضي الغرب ومرجعية المسلمين السنة هو القضاء على الأجنحة العسكرية لعدوهم المشترك “حزب الله، الحرس الثوري، الفصائل العراقية” في سوريا؛ باعتبَارها الجامع لكل تلك الأجنحة على أقل تقدير لحد هذه اللحظة، وبدلاً من أن تقاتل “إسرائيل” وأمريكا بجيوشها، وجدت من يقاتل عنها.