صمود وانتصار

نصرُ لبنان

زهراء العرجلي

وعودٌ كثيرة، بإنهاء المقاومة وعودة المستوطنين إلى الشمال بالقوة، خيالهم واسع وواقعهم مرير، بالأمس رفع نتنياهو سقف أحلامه كَثيرًا إلى أن كاد يعانق السماء، واليوم تهاوى عرش جبروته تحت أقدام حزب الله.

في بداية العدوان على لبنان كانوا يصرحون بأنهم سيعيدون المستوطنين بالقوة وأن المقاومة ستنتهي فكان جواب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “رضوان الله عليه”، أنّ بيننا وبينكم الأيّام والليالي والميدان.

وبعد استشهاد الأمين العام توهموا أن المقاومة قد انتهت، ولكن خاب كُـلّ جبار عنيد، فباستشهاد السيد سلام الله عليه قويت المقاومة، وعظم جهادها، وازداد تمسكها بمبادئها.

أرادوا كسر حزب الله فانكسروا هم!

المقاومة ولّادة، وباستشهاد قادتها يتوج نصرها!

بعد ذلك أرادوا تأليب بيئة المقاومة على المقاومة، ويا له من غباء، أيؤلَّبُ أبٌ وأُمٌّ على أبنائهم؟!

ومع ذلك قصفوا ودمّـروا وما زال حزب الله متقدمًا، ولبندقيته متحزمًا.

في كُـلّ عملية يريدون فيها إنهاء حزب الله يظهر حزب الله بقوة وعزيمة أكبر من ذي قبل، فباءت كُـلّ مخطّطاتهم بالفشل الذريع، فلا لبنان انهزم، ولا حزب الله انتهى، ولا المستوطنون عادوا بالقوة.

وكما كان متوقعًا منذ بداية العدوان على لبنان أنّ لبنان ستنتصر، وكما وعد شهيدنا الأقدس بأن المقاومةَ قطعًا ستنتصر، انتصر لبنان النصرَ المبين، وما النصرُ إلا من عند الله.

في الرابعة، فجر السابع والعشرين من نوفمبر توج نصر لبنان والمقاومة بعودة الأهالي إلى بيوتهم، عاد الغائبون حاملين شارة النصر وراية حزب الله، عادوا ليثبتوا للعالم أجمع أن لبنان عصيٌّ على كُـلّ الأعداء، وأن المقاومة باقية ما بقي الليل والنهار.

لبنان أرض الحرية، ومنبع الكرامة والعزة، وموطن السيد الأعز لا يمكن أبدًا أن يُحتَل.

في لبنان انتصر الدم على السيف، انتصر الإيمان كله على الشرك كله، انتصر حزب الله ليجدد أبطاله العهد لسيد الشهداء، السيد المجاهد والأسد الغالب، مرعب العدوّ الصهيوني حيًّا وشهيدًا، أنهم على نهجه ماضون وفي خطاه سائرون وبوصيته متمسكون.

انتصر لبنان ليقول للعالم أجمع: كما انتصرنا اليوم ستنتصر غزة بالغد، وليذكرهم بكلام السيد حسن حين قال: إن “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت وستبقى كذلك.

“إسرائيل” مهما تجبرت وتعالت، مهما أبادت وَدمّـرت هي إلى زوال بإذن العزيز المتعال.

و”إسرائيل” لن تردعها لا المحكمة الدولية ولا حكام العرب المتصهينون، إنما المقاومة -المقاومة وحدها- هي من ستزيلها من الوجود، وكما انتصر لبنان يقينًا غزة ستنتصر.. {وكان حقًا علينا نصر المؤمنين}.