صمود وانتصار

شعب الإيمان والجهاد مع غزة حتى النصر

الصمود||تقرير||

شرف الدين: رسالتان إلى أبناء غزة: أنتم لستم وحدكم، الشعب اليمني معكم بكل ما يملك في كل الميادين

د. الحاضري: الحرب مع الكيان الصهيوني توقفت لكن لم تنتهِ: التهديدات قائمة، وعهودهم غير موثوقة

 

الناشط أسامة المحطوري: في محور الجهاد والمقاومة: قوة الروح الجهادية توحد الجبهات رغم التكتيكات والهُدَن

تواصل الجماهير اليمنية الخروج إلى مئات الساحات كل جمعة نصرةً لنضال الشعبين الفلسطيني واللبناني، واستجابةً لدعوة قائد الثورة السيد المجاهد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي، وأبناء القوات المسلحة البطلة المرابطين في الجبال والوديان وعلى شواطئ البحار. مؤدين تحية المجاهدين في غزة، مؤكدين نصرة اليمن للقضية الفلسطينية ولأبنائها المجاهدين الذين خذلهم مليارا مسلم.

تقول معطيات هذه الحرب إنها فرصة كبيرة لتحرير فلسطين، ونحن في اليمن بكل تعدادنا نقول لهم: “لستم وحدكم، نحن معكم”. لو كانت الطريق سالكة لكنا معكم نحارب جنباً إلى جنب، خطوة بخطوة، لكن المسافات البعيدة حالت بيننا وبين ذلك. نحن مع الله، والله سيكون معنا، ومع أبناء غزة وكل فلسطين ولبنان، نجاهد اليوم بأصواتنا وبكل ما نملك.

قضية مقدسات لا مكتسبات

من ميدان السبعين في مسيرة الجمعة أكد مساعد قائد القوات الجوية والدفاع الجوي لشؤون التوجيه: العميد أحمد شرف الدين أن حضور الشعب اليمني إلى ساحات الحرية والنضال والجهاد هو للإدلاء بأصواتهم المناصرة للقضية الفلسطينية التي تُعد القضية العربية والإسلامية المركزية. إنها قضية إسلامية محضة ومقدسات يجب نصرتها، والجهاد من أجلها أمر من الله سبحانه وتعالى.

وأضاف العميد شرف الدين: “من هذا المكان نهنئ إخواننا في حزب الله والشعب اللبناني عامة على ما حققوه من انتصارات عظيمة بتدمير المستوطنات في الأراضي المحتلة بفلسطين. نحن نؤازر ونهنئ أبناءنا في لبنان، ونرسل رسالة إلى أبناء غزة: لا تشعروا للحظة من اللحظات أنكم مستفرَدٌ بكم. نحن معكم، كل الشعب اليمني: رجالًا ونساءً، بأموالهم وأنفسهم معكم في كل الميادين، ننصر غزة، ننصر فلسطين”.

وأردف قائلاً: “إن القضية ليست مجرد مكتسبات، بل هي قضية مقدسات لا بد من نصرتها، كما ننتصر للقرآن ولرسول الله. هذه تعاليم الله سبحانه وتعالى. يجب نصرة غزة؛ لأنها في نصرة الحق، انتصار للقرآن. الجهاد هو سنام القرآن وسنة الله في إحقاق الحق وإزهاق الباطل، وصلة ربانية يجب الالتزام بها. ادعموا غزة، ولا تهنوا، ولا تشعروا للحظة أنكم مستفردٌ بكم. اليمن بكله، 40 مليون نسمة معكم، في كل لحظة وكل وقت: بدعائهم، بأموالهم، بأنفسهم، وحتى آخر قطرة من دمائهم”.

الانتصار الذي لم يأتِ من فراغ

أشار الدكتور يوسف الحاضري إلى أن الشعب اليمني اليوم، كما عهده الجميع خلال 15 شهرًا، خرج ليؤكد استمراريته في دعم إخوانه في غزة، مؤكدًا أننا سنستمر في هذا الخروج حتى 15 عامًا و150 عامًا، جيلًا بعد جيل، ولن نتوقف أبداً. لقد خرج الشعب ليقول لأبناء غزة والمجاهدين هناك: “لستم وحدكم، الله معكم، وشعبنا اليمني معكم بكل ما يمتلكه، بأرواحنا، بدمائنا، بجيشنا، بعسكرنا، بفكرنا، بتحركاتنا، بصواريخنا، بطائراتنا، بجبالنا، وسهولنا، وبحارنا، وبأجوائنا”. وكما أكد السيد القائد ، لا توجد أي اعتبارات سياسية يمكن أن تؤثر في موقفنا. نحن في اليمن، شعب الإيمان، لا يمكن أبداً أن نتراجع أو نتأخر أو نتضعضع ما دمنا على الحق. سنستمر حتى يتوقف العدوان ويُرفع الحصار عن إخواننا في غزة. لدينا الثقة التامة، ولو لم تكن هناك موانع جغرافية لوجدتمونا إلى جانبكم، معًا يداً بيد، ورجلاً برجل، ندافع عنكم بأرواحنا وأجسادنا.

وقال الحاضري موجهاً تحية لحزب الله: “بالطبع؛ إخواننا في حزب الله انتصروا، وهذا هو الانتصار الثالث على الكيان الصهيوني في حروبه. منذ تأسيس حزب الله لم يخسر، وهذا هو وعد الله بأن حزب الله هم الغالبون: “ألا إن حزب الله هم المفلحون”. كما هنأهم بهذا الانتصار الذي جاء نتيجة للدماء والتضحيات العظيمة، وعلى رأسها شهيد الإنسانية والإسلام السيد حسن نصر الله – سلام الله عليه.

ورغم أن الحرب والمواجهة المباشرة مع الكيان الصهيوني قد توقفت، إلا أنها لم تنتهِ. يمكن أن تعود في أي وقت؛ لأن اليهود دائماً ينقضون عهودهم. وهم حالياً يتحركون عبر أدواتهم القذرة مثل داعش والقاعدة والجيش الحر في جنوب سوريا. لذلك؛ ندعو إخواننا في حزب الله إلى أن يكونوا حذرين ويقظين، وأن يستمروا في إعدادهم التسليحي ليكونوا مستعدين لتوجيه الضربات اللازمة للكيان الصهيوني وأدواته.

واختتم الحاضري بالقول: لقد نصركم الله في العديد من المواطن، يوم نصرتم غزة وأنتم قلة، وسينصركم مجدداً في معارك قادمة، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

جبهات محور المقاومة لا تنفصم

الناشط الثقافي أسامة المحطوري من جهته أكد أن العدو الإسرائيلي انطلق لمواجهة لبنان بتبختر وغرور وطموح عالٍ، حيث زعم نتنياهو بأنه يعيد صياغة “الشرق الأوسط” كما يحلو له. لكن فجأة؛ تلاشت تلك الطموحات، وأصبح العدو الإسرائيلي يبحث عن فرصة لإعادة “ضبط المصنع” لنفسه. وهذا في حد ذاته يُعَدُّ انتصارًا كبيرًا، فرضوخ هذا العدو المفترس المتكبر وتراجعه أمام قوة ضربات المجاهدين يعكس نصرًا لا شك فيه.

وفي محور الجهاد والمقاومة، لا تستطيع أي قوة في الكون فصل الجبهات، فهي متصلة. ما يربطها في الأصل هو الثقافة الجهادية والروح الجهادية التي يحملها المجاهدون. قد تحدث بعض التكتيكات هنا أو هناك، وقد يحصل توقف أو هدنة، ولكن هذه أمور طبيعية في كل المعارك والحروب. الأهم هو أن ما حدث ليس النهاية، فحتى لو حصلت هزيمة معزولة، لن تكون نهاية الجهاد. إذ ليس هناك هزائم حقيقية في مواجهة العدو الغاصب، وبالتالي لا داعي للقلق.

كما أوضح السيد القائد عبد الملك الحوثي أن الأبواق الدعائية غالبًا ما تتبنى الرواية الصهيونية. هل نتوقع من نتنياهو وأمثاله أن يعترفوا بهزيمتهم؟ بالطبع لا. المؤكد أنهم سيقدمون مبررات وعنتريات كما أشار السيد القائد، والمنافقون هم مرآة تعكس فاعلية الصهيونية. اليهود والنصارى والمنافقون غالباً ما يعكسون ما يحتاج الصهاينة أن يقدموه للناس. فلا داعي للقلق من هذه الأبواق، مصيرها هو أن تنطفئ، لأنهم يسعون لإطفاء نور الله بأفواههم، بينما الله متم نوره مهما كانت محاولاتهم للتضليل والدعايات.

الحقائق تَفرض نفسها، والعبرة في الخواتيم. عندما يخطب نتنياهو متوعداً بشار الأسد في سوريا، تتحرك الجماعات التكفيرية في اليوم التالي، فماذا بعد ذلك؟ إنهم يقلبون الواقع كما قال الشهيد الملصي: “اليهودي داخله، لكنه بمترجم عربي”. إن لم تكن هذه هي اليهودة، فما هي اليهودة إذن؟

النصرة واجبة حيثما ينادي الأطفال

قال الشيخ حاتم المعقابي عضو مجلس التلاحم والترابط القبلي: إن خروجنا يأتي في إطار معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”. رسالتنا واضحة: نحن ثابتون ومستمرون في تصعيدنا لنصرة إخواننا في غزة. نوجه إليهم رسالة طمأنة نقول فيها: “لستم وحدكم”، فالله معكم، وكل أحرار العالم إلى جانبكم، والشعب اليمني يدعمكم ولن يتخلى عنكم. سنواصل مسيرتنا دون كلل أو ملل.

كما نبارك النصر الذي حققه إخواننا في حزب الله، وهو نصر وعد به إمام المجاهدين وسيد الشهداء السيد حسن نصر الله – رضوان الله عليه – الذي قال: “إن زمن الهزائم قد ولى وأتى زمن الانتصارات”. ومن هذا الميدان نجدد عهدنا ونقول لقائدنا: مثلما كنت تعدنا بالنصر في الماضي، فإننا نعدك بالانتصار مجدداً وفي المستقبل.

إلى إخواننا في غزة نقول: أنتم “لستم وحدكم”، ولن يتفرد بكم الإسرائيلي أو الأمريكي؛ نحن معكم. انتصار غزة هو انتصار للبنان، وانتصار جنوب لبنان هو انتصار لغزة.

وفي المقابل نوجه حديثنا إلى أولئك الذين يقومون بحملات هجومية عشوائية على إخواننا في سوريا، نسألهم: أين أنتم من الجهاد؟ أين أنتم من نصرة المستضعفين؟ هل مقاومتكم للنظام السوري تُعَدُّ نصرةً لغزة؟ أم أن الأَولى هو أن نتكاتف جميعاً من أجل فلسطين وغزة؟ يجب علينا أن نكون إلى جانبهم، فالنصرة واجبة حيثما ينادي الأطفال والكبار والنساء: “هل من مناصر في زمن قل فيه المناصرون وازداد فيه المنافقون؟” وفي النهاية، نؤكد أننا واثقون بنصر الله، فـ”ألا إن نصر الله قريب”.

 

ختاماً؛ أكدت الأيام أن خروج الشعب اليمني العظيم هو بمثابة تأكيد على النصر الكبير الذي حققه حزب الله والشعب اللبناني من خلال صمودهم وثباتهم وقوة تماسكهم. إن هذه المناسبة تجسد ثمار دماء الشهداء، وعلى رأسهم القادة العظماء الذين بذلوا أرواحهم الزكية من أجل القدس، وعلى رأسهم شهيد الإنسانية سماحة السيد حسن نصر الله، والشهيد فؤاد شكر، والشهيد هاشم صفي الدين، وجميع شهداء لبنان الذين قدموا أرواحهم نصرةً لفلسطين وقضيتها.

وفيما يتعلق بإخواننا المجاهدين في فلسطين، نتوجه إليهم بالقول: “نحن معكم، وسنستمر في دعمكم مهما كانت الصعوبات”. كما قال السيد المولى عبد الملك بدر الدين الحوثي: “نحن مستمرون معكم ومستعدون لمواجهة أي تحدٍ يأتي من الأمريكيين أو البريطانيين أو الإسرائيليين، في أي زمان ومكان”. وأكد قائلاً: “لقد أحكمنا الحصار على البحر لمنع أي سفينة تدعم “إسرائيل” أو سفينة إسرائيلية، وحتى البوارج الأمريكية منعت من الدخول إلى الموانئ الإسرائيلية في الأراضي المحتلة”. لذا، نحن نؤكد دعمنا ونتوكل على الله، واثقين بنصره، قائلين: “قادمون يا فلسطين”. مثلما انتصر الشعب اللبناني وحزب الله، نحن جاهزون، وسنظل راسخين، ولن نتراجع أو نسكت أو نخنع، كما قال السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي. قرار الشعب اليمني هو الرفض للخضوع أو الانحناء أمام أمريكا و”إسرائيل”، مهما كانت التحديات.

حقيقةً، نحن انطلقنا في موقفنا من أجل غزة من منسوب إيماننا الذي يزداد قوة أمام التحديات الكبيرة. إن الناس قد اجتمعوا في ساحات العزة والنصرة، فزادهم ذلك إيمانًا. ولهذا، ليطمئن إخوتنا في غزة أننا سنتشبث بموقفنا أكثر من أي وقت مضى؛ خاصة في ظل الظروف المحيطة بنا. نحن نرى أنه لا حل أمامنا سوى المواجهة والصمود، لأن التراجع حتى ولو بشكل طفيف أمام هذا العدو الإسرائيلي يعني فقدان مزايا ومكتسبات ثمينة راكمناها عبر مراحل طويلة.