الدولة العميقة في أمريكا .. خطرها على العالم وسيطرة الصهيونية على مقاليد الحكم
الصمود||تقرير||
تُعتبر “الدولة العميقة” في الولايات المتحدة مفهومًا معقدًا يشير إلى شبكة من النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري التي تعمل خلف الكواليس. هذه الشبكة تتكون من مجموعة من النخبة السياسية، رجال الأعمال، وأجهزة الأمن، الذين يسعون للحفاظ على مصالحهم الخاصة، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثير هذه القوى على السياسة الخارجية الأمريكية.
الدولة العميقة: تعريف وآليات عمل
تعريف الدولة العميقة
تشير الدولة العميقة إلى مجموعة من المؤسسات والجهات الفاعلة التي تعمل بشكل غير مرئي، وتؤثر بشكل كبير على صنع القرار السياسي. تتضمن:
– أجهزة الاستخبارات: مثل وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، التي تلعب دورًا رئيسيًا في جمع المعلومات وتوجيه السياسة الخارجية.
– الجيش: الذي يمتلك نفوذًا كبيرًا في السياسة الأمريكية، حيث يُعتبر أحد أكبر المستفيدين من الميزانية الفيدرالية.
– الشركات الكبرى: التي تُعتبر مؤثرًا رئيسيًا في السياسات من خلال اللوبيات القوية.
آليات العمل
تعمل الدولة العميقة من خلال عدة آليات:
1. الضغط على صناع القرار: من خلال اللوبيات التي تمثل مصالح معينة، مثل اللوبي الإسرائيلي (AIPAC) الذي يروج لدعم السياسات المؤيدة لإسرائيل.
2. الدعم العسكري: عبر توفير موارد كبيرة للحروب والتدخلات العسكرية، مما يعزز من نفوذ الجيش.
3. التحكم في المعلومات: عن طريق وسائل الإعلام التي يمكن أن تعزز أو تضعف السياسات المعتمدة.
الصهيونية وتأثيرها على السياسة الأمريكية
السيطرة على مقاليد الحكم
تتمتع الصهيونية بنفوذ كبير داخل الدولة العميقة، مما يؤثر على السياسات الخارجية الأمريكية. يتجلى ذلك من خلال:
– الدعم العسكري لإسرائيل: تُعتبر الولايات المتحدة أكبر مانح للدعم العسكري والاقتصادي لإسرائيل، حيث يتم تخصيص مليارات الدولارات سنويًا لدعم الجيش الإسرائيلي، مما يعزز السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
– التأثير على الحملات الانتخابية: تُعتبر التبرعات من اللوبيات الصهيونية جزءًا رئيسيًا من تمويل الحملات الانتخابية، مما يُجبر السياسيين على الاستجابة لمصالح هذه الجماعات.
أمثلة على التأثير
– قرار نقل السفارة: تمثل خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في 2018 تجسيدًا للنفوذ الصهيوني، حيث اعتُبرت خطوة سياسية تهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على المدينة المقدسة.
– السياسات تجاه إيران: تتبنى الولايات المتحدة سياسة معادية تجاه إيران، مدفوعة بالضغوط من اللوبي الإسرائيلي، مما يُزيد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
دونالد ترامب: مناهضة الحروب وتناقضات السياسة
انتخاب ترامب
عند انتخاب دونالد ترامب، تم الترويج له كمرشح يُعبر عن رغبة الشعب الأمريكي في تغيير النظام القائم. وعد ترامب بإنهاء الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط وسحب القوات، ما أعطى أملاً للناخبين الذين عانوا من آثار الحروب.
تهديده الأخير بشأن الأسرى في غزة
في الآونة الأخيرة، أطلق ترامب تهديدًا بضرورة الإفراج عن الأسرى في غزة قبل 20 يناير، مُشيرًا إلى أن عدم القيام بذلك سيؤدي إلى “دمار كبير” في الشرق الأوسط. هذا التهديد يتناقض بشكل صارخ مع حملته الانتخابية السابقة التي كانت تدعو إلى إنهاء التدخلات العسكرية. مثل هذا التناقض يُظهر كيف يمكن أن تؤثر الدولة العميقة على قرارات ترامب وتدفعه نحو اتخاذ مواقف أكثر تشددًا.
أمثلة على التدخلات العسكرية
– حرب العراق (2003): تم تبرير الحرب بالزعم بوجود أسلحة دمار شامل، لكن النتائج كانت احتلالًا طويل الأمد وفوضى.
– أفغانستان: بعد 20 عامًا من الحرب، لا تزال البلاد تعاني من عدم الاستقرار، مما يُظهر الفشل الذريع في تحقيق الأهداف المعلنة.
العقوبات الاقتصادية
تُستخدم العقوبات الاقتصادية كأداة للضغط على الدول التي لا تتوافق مع السياسات الأمريكية. تؤثر هذه العقوبات بشكل مباشر على المواطنين، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية.
أمثلة على العقوبات
– العقوبات على إيران: تهدف إلى تقليص برنامجها النووي، لكنها أثرت بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين الإيرانيين، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية.
– العقوبات على فنزويلا: تسببت في أزمات غذائية وصحية، مما يُظهر كيف يمكن أن تكون العقوبات وسيلة لفرض السيطرة على الدول.
دعم الأنظمة الاستبدادية
تتعاون الولايات المتحدة في بعض الأحيان مع أنظمة استبدادية، طالما أنها تخدم مصالحها الاستراتيجية. يُظهر ذلك كيف يمكن أن تتجاوز الدولة العميقة القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان في سعيها للحفاظ على الهيمنة.
أمثلة على الدعم
السعودية: رغم سجلها السيء في حقوق الإنسان، تُعتبر السعودية حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
– مصر: الدعم العسكري والاقتصادي لنظام السيسي، رغم انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان.