صمود وانتصار

اليمن يعيد رسم خارطة الصراع البحري في معركة طوفان الأقصى

كتب: محمد الأمير

 

مع دخول معركة “طوفان الأقصى” عامها الثاني، رسخ اليمن مكانته كلاعب رئيسي في قلب الصراع الإقليمي والدولي، وعلى مدى خمس مراحل تصعيدية، أثبتت القوات المسلحة اليمنية قدرتها على تجاوز التحديات التقليدية وتطوير استراتيجيات غير مسبوقة، حيث وصلت صواريخها الباليستية إلى عمق فلسطين المحتلة، وامتدت مسيراتها إلى ثلاثة أبحر، بينما تسيدت عملياتها نطاقات خليج ومحيط ومضيق في نطاق أهم مناطق حيوية واستراتيجية في العالم

أعنف اشتباكات بحرية تخوضها القوات المسلحة اليمنية

في البحار خاض اليمن أعنف اشتباك مع الأساطيل والقطع البحرية الأمريكية والبريطانية في معارك وصفتها الأوساط الغربية بغير المسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، هذا الاشتباك التاريخي لم يكن اليمن فيه فقط هو السباق عالميا إلى مهاجمة حاملات الطائرات الأمريكية، بل استطاع اليمن تغيير قواعد الاشتباك بنحو أذهل كُبريات القوى التقليدية.. صواريخ برٍ تضرب لأول مرة مواخر في البحر، ومسيرات وزوارق مسيرة وغواصات، مما جعل من هذه المواجهات محطة فاصلة في تاريخ الحروب البحرية.

 

استهداف 210 قطع بحرية

وفي مسار معركة اليمن الإسنادية لغزة بلغ عدد القطع البحرية المستهدفة في مجملها زهاء مائتين وست قطع، شملت:

– 102 سفينة تجارية ونفطية من جنسيات متعددة.

– 74 سفينة تجارية ونفطية أمريكية وبريطانية وإسرائيلية.

– 34 قطعة حربية أمريكية وبريطانية ما بين بارجات ومدمرات وحاملات طائرات أجبرت على مغادرة مسرح العمليات في البحر الأحمر والعربي والمتوسط، عبر سلسلة من العمليات القتالية.

انسحابات مذلة للحاملات الأمريكية

من أبرز المحطات في هذه المواجهات كانت الاشتباكات مع حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” التي تعرضت لهجمات القوات اليمنية أربع مرات، ما أجبرها على انسحاب وصفه المراقبون بـ”المخزي وغير المسبوق” في تاريخ البحرية الأمريكية. أعقب ذلك انسحاب حاملة الطائرات “روزفلت”، التي لم تجرؤ على دخول مناطق عمليات القوات المسلحة اليمنية، ثم “إبراهام لنكولن”، والتي لا تزال تداعيات فرار الأخيرة تحت ضربات اليمن محل اهتمام القادة العسكريين وحديث وسائل الإعلام، باعتبارها ثالث حاملات طائرات تغادر منطقة الشرق الأوسط.

هشاشة التحالفات البحرية.. وإعادة تشكيل موازين القوى

مع كل انسحاب تنجو به القطع الحربية الأمريكية من النيران اليمنية، يمثل تآكلاً وتناقصا لمنسوب هيبة واشنطن في العالم وتتسع شروخ تحالفها البحري في المنطقة، الذي طالما قدم نفسه كقوة لا تقهر.

ومع كل ضربة يمنية، يتكشف للعالم مدى هشاشة وضعف أسطورة البحار والمضائق أمريكا وبريطانيا تحالفهما البحري، وأن الإرادة الصلبة والابتكار العسكري يمكنهما زعزعة أقوى التحالفات وإعادة صياغة ملامح الصراع الإقليمي والدولي.

وعلى وقع عمليات القوات المسلحة اليمنية يتشكل واقع عالمي جديد على الأقل في المنطقة العربية.. واقع يتربع اليمن فيه “قلب المعادلات” وعلى رأس صناع المتغيرات.