ما يعانيه الناس في الدنيا هو نتيجة الأعراض عن ذكر الله
الصمود| من هدي القرآن الكريم |
وهكذا عمل أيضاً في جانب الهداية، في جانب الترغيب: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}(الأعراف: من الآية96) أليس كذلك؟ ماذا يعني هذا؟ إيمان وتقوى سيكون مما نناله في هذه الدنيا هو أشياء مما نحب، أشياء مما نرغب إليه؛ لأننا نحب العاجلة فستكون هناك أرزاق مبسوطة، يكون هناك رغد من العيش، وهذا هو ما يهم كل إنسان: قضية العيش، المعيشة {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} أليس هذا وعدا من الله؟ {وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}(الأعراف: من الآية96) ما معنى:{أخذناهم}؟ أن يحدث نقص في البركات. عبارة:{أخذناهم} أخذ, أي أخذ كان: نقص في البركات، أو خزي في الدنيا، أو ذلة، أو.. كم أنواع العقوبات من جانب الله كثيرة جداً.{فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
ألسنا هنا في اليمن نسمع من قبل سنين من قبل نحو عشرين سنة، أو خمسة وعشرين سنة، كانت مياه الأودية تتدفق في كل مكان، وكان الناس لا يرون أنفسهم بحاجة إلى أن يحفروا خزانات، وكان إذا كان هناك [بركة] في منطقة تقريباً لا أحد يحتاج إليها إلا في النادر، وكانت بركة واحدة قد لا يكون عمقها أكثر من ثلاثة أمتار تكفي قرية بأكملها، الأمطار كل أسبوع، كل ثاني أسبوع، كل شهر، كل ثاني شهر، وهكذا والأودية الماء يتدفق فيها, لا أحد يحتاج إلى أن يسقي.
ما الذي حصل الآن؟ الماء كاد أن يختفي كاد أن يغور، حتى أمام أولئك الذين يحفرون مئات الأمتار في عمق الأرض يغور الماء ويختفي ما هذا؟ ما هذا؟ هل أن هناك أحواض؟ [صحنة] تحت صنعاء أو [صحنة] تحت صعدة فيها ماء، الإرتوازات تأخذ منها تكاد أن تنجح؟ الله هو الذي جعل في الأرض يوم دحاها، يوم هيأها للمعيشة {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا} (النازعـات:31) هو هو من قال:{فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} أخذناهم بما كانوا يكسبون، أخذناهم في [صعدة]، أخذناهم في [فوط]، أخذناهم في [زبيد]، أخذناهم في مناطق أخرى، أخذناهم في محافظات أخرى، أليس هذا هو ما نشاهده؟.
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} (الملك:30) ويأتي الآخرون ليحللوا لنا الأشياء سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة تحليلات لا تذكرنا بالعودة إلى الله، [اقتصدوا في استعمال الماء، كاد حوض صعدة أن ينتهي، [الصحنة] التي تحت صعدة لم يعد فيها إلا محط إصبعين ستنتهي، وهذا ما تجمع منذ آلاف السنين، اقتصدوا في استخدام الماء].
فنفكر كيف نقتصد في استخدام الماء. بل الماء هو الذي اقتصد من تلقاء نفسه، اقتصد هو من تلقاء نفسه، لم نعد بحاجة إلى أن ننظم استهلاك استخدام المياه، الماء هو الذي فرض علينا وضعية معينة فخفض من مستوى الأشجار التي نزرعها، ومن مستوى المساحة التي نزرعها، بل خفض من مستوى عدد المزارعين أيضا فالكثير منهم هجروا مزارعهم وغادروا وتركوا المضخات وتركوا الآبار، وتركوا الأشجار حطاما.
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} هل أولئك الذين يتجهون لبناء سدود لنا هم من سيأتون بماء معين؟ السدود على من تعتمد؟ أليست معتمدة على الأمطار؟ والأمطار هي ممن؟ من الذي ينزل من السماء ماء؟ هو الله. إذاً السدود نفسها ستلحق باطن الأرض، فحينها لا من باطن الأرض ولا من السماء {فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} وكم كرر في القرآن للناس أن يفهموا: أن معاناتهم في الدنيا هي بسبب إعراضهم عن ذكر الله.
لكن لا حكوماتنا تذكرنا بهذا، ولا كثير ممن ينطلقون لإرشادنا على منابرنا يذكروننا بهذا، ويرسمون لنا كيفية العودة إلى الله، أو متى ما انطلقوا ليذكرونا بالعودة إلى الله، بحثوا عن الأشياء السهلة وتركوا القضايا المهمة التي هي وراء كل مصيبة، التي تقصيرنا فيها هي وراء كل مصيبة نعاني منها، يوجهوننا للأشياء البسيطة التي لا تثير هذه السلطة ولا تثير أولئك الآخرين، ولا تكلف هذا، ولا تشق على هذا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة ” معرفة الله وعده ووعيد – الدرس الرابع عشر “
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ 6/2/2002 م
اليمن – صعدة