سوريا اليوم، غدًا
علي أحمد شرف الدين
ما حدث في سوريا ليس أمرا هينا، بل اجتاحت المنطقة، بسبب ارتدادات عديدة في المنطقة، ولهذا السبب ما حصل ستظل بينما من الدهر تمثل علامات استفهام كبيرة، لأننا أمام انهزام متسلسل، منذ أول طلقة تحركت وأسست تأسيسًا مسلحًا، تحت شعارات التحرير، فالجيش السوري ليس مؤسسة مفكة، ولم يشهد صدامات أوباما، ولا انقلابات متتالية، بل كانت مفيدة تأتيه بالانسحاب، مدينة أخرى، حتى وصلت هذه يكفيات إلى القصر الجمهوري، دون معرفة مصدر هذه التوجيهات الانهزامية، في ظل غياب مطلق لرأس الهرم في السلطة عن السلطة، فالرئيس السوري بشار الأسد لم يقم بأي مكان، ما يضع حول دوره ومصيره من علامات الاستفهام، يبدأ من الاحتمالات الصامت عليه الكثير داخل المؤسسة دون إعلان رسمي، وتنتهي باغتياله في وقت سابق ، يتزامن مع ساعة الثلج التي انطلقت فيها الغزوة العسكرية المنسقة بالرعاية التركية، ولكن كل هذا لا يسيطر على أي فارق في واقع اليوم، وهو الواقع الذي يضع أمامنا الأسئلة المستقبلية الأكثر أهمية من هذه التساؤلات التي تؤثرها الفضول البشري أي مجهول.
أما عن المستقبل فماذا عن مستقبل سوريا؟ هل ستشهدا على تشكيل السلطة؟ وسوف يشترك المتناقضون بين المؤسسين في نقطة التقاء الاشتراكية ليتفقوا عليها، ابتداء من الكردي الذي يحلم بوطن مستقل وانتهاء بالتكفيري الذي يحتفل بإعلان خلافة إسلامية لا يتحدها الحدود اليوم.
لا تأخذ السلطة بعين الاعتبار قدرنا، فهو لا يقرره الكبيرون لو سعى لهم الأيادي في مجال الاختيار، ولكن المهم هو مواقف الدولة السورية، فإلى أي حد تصدق هذه السلطة الجديدة في شعاراتها البراقة، وتصريحاتها المدنية الجذابة، والتي تتناقض مع خلفيتها التاريخية، وسوابقها في ميدان الصراع في المنطقة إبان المراحل السابقة.
أيضا؛ ما مكان الصريح الذي ستعلنه عن الجهود الفلسطينية، هل ستتوجه إلى دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية بالمال والرجال والسلاح؟ وسناد من الاتصالون بها بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والمذهبية؟ وهذا السؤال المهم ليس السؤال اليتيم، بل يتفرع عنه مجموعة من الأسئلة، ترتبط بالاستقلال والتبعية، والحريات العامة، والتوجه الأساسي إلا في المرحلة توقف، فهل سنشهد وتحرر من الحرية التي اعترضت على استقلالها وتحررها، وتتوقف عن ترك المحتل الأمريكي والإسرائيلي من دون استقلال سوريا؟ ؟ فطالما لم تكن هذه المنظمات المسلحة تعاير النظام السابق بما في ذلك تصفيته بالتقاعس لتحريره. وهل يمكن أن تكون هذه الأمور ذات صلة عند هذه المعرفة؟ إلا أن الخيبة الكبيرة ستكون حين يتبين للجميع أن هذه القرارات المجمعة معقدة تركيا الجديدة في سوريا، سيكون له حظوظ الأسد من نظام الأسد.
وأخيراً؛ حيث سيكون محل وحدة الأوقاف السورية من الإعراب في مستقبل سوريا، لا سيما مع المساعى التركي المستمر على “قسد” في الشمال السوري، على خلفية عرقية طائفية، خشية دولة كردية في شمال سوريا، فكر اجتماع عرقي في جنوب تركيا الأمل في انتزاع حكم ذاتي تحقيق أهدافهم القومية، أليسون أكساس سورياراد سوريون حق المشاركة في الحياة السياسية الجديدة؟ لمتابعة تفاصيلها، بنيت أمام ثورة شعبية كما يراد لها أن تكون في وسائل الإعلام العالمية، لا ثورة تركية على المذبح النازي الإيطالي، والمتوقع أن نشهد قريبا حرقنا مع قوات قسد لا ريب، سيفضي لتكسير الكعكة، وترسيخ التشطير.
أنا شخصياً لن أفرط في التفاؤل، ولن أتوقع أن عدوا جديدا لإسرائيل جاء من معسكرات التدريب التركي، فالحقيقة الآن هي نفسها هي أن بشار الأسد قد تدفع توقعاته القومية العروبية المناهضة للاحتلال بكل صوره، وهذا ظهر الأمة العربية قد انكسر، وليس محورا المشارك، والرابح الأكبر هو الأجنبي الأمريكي والتركي، مجموعهما الاشتراكي، الذي سيستغل هذه الفرصة التي لا تعوض، وتداعى الإضراب وارتدت هذا ثم على المنطقة بالكامل، ومحور التطبيع في المقدمة.