صمود وانتصار

كُـلُّ آتٍ قــريـب

سُكينة يحيى المتوكل

مضى عام وشهور وغزة في قصف وإبادة، وإجرام العدوّ قد شب عن الطوق؛ تجاوز حدوده في الإجرام والظلم وحكام العرب وكأن على رؤوسهم الطير في صمتهم البالغ المخزي يكتفوا فقط بالتنديد فرقعًة في الهواء، وكأن ما يحدث وما يرونهُ في القطاع ثورةٌ بيضاء لا تراق فيها الدماء؛ عجبًا لما وصلوا إليه، أراق ماء وجه العرب للعدو وألقى عليهم بظلاله وأصبحوا تحت ولايته خاضعين مستسلمين.

وفي إطار المواجهة ضد العدوّ الصهيوني برز في اليمنِ قائدٌ حكيم، شمر عن ساعده للوقوف مع الشعب الفلسطيني المظلوم منذ بداية انطلاقة طوفان الأقصى، تحدى قوى الاستكبار وجعلهم بين فكَي أسد؛ في خطر كبير، سُميَ بقائد الجرأة والقـرار، قراره الحكم بالحديد وَاستخدم سياسة التهديد بالقوة والوعيد قوي الظهر، أنصاره أولي قوة وبأس شديد، دائمًا على أهبة الاستعداد، لا يشق لهم غبار.

وهذا ما يجسدونهُ في كُـلّ أسبوع؛ فالخميس خطاب القائد والجمعة، يخرج الشعب اليمني استجابة لنداء المخاطِب؛ طوفان بشري مهيب بعزم وإرادَة وقوة بلا كلل ولا ملل ولا تردّد.

وقفوا إسناداً بعزم وثبات، شتان بين هذا القائد الشجاع مع شعبه وبين حكام العرب المتخاذلين، جسدوا البون الشاسع بمواقفهم؛ برز هذا القائد للمواجهة بحقٍ مشروع، وتجلت مواقف إسناده على رؤوس الأشهاد؛ على مرأى ومسمع للجميع.

حطم آمال العدوّ، وفتَّ عضده، جعله مهيض الجناح، ضعيفاً، بائساً، عاجزاً، طاشت سهامه وخارت قواه، وأصبح يعيش على صفيح ساخن؛ بتوتر وقلق من هذا القائد وشعبه، ومن العمليات التي توجّـه له من القوات المسلحة اليمنية في هذه المعركة، وهي المعركة الفاصلة ليست كفرسي رهان؛ لا يوجد طرفان متساويان، وإنما ستنتهي بزوال العدوّ وسيخسر وهو خالي الوفاض، يجر أذيال الخيبة والهزيمة.

العدوّ يسعى لتوسيع عدوانه، ولكنه لا يعلم أنه إذَا تورط سينكص على عقبيه، بمخطّطاته التي يهدف لتحقيقها، يرعد ويبرق؛ تهديدًا ووعيدًا؛ سعيًا لوقف الإسناد للشعب الفلسطيني، ولكن مهما كان حجم التصعيد لن يتوقف قائد الجرأة وشعبه في تصعيد عملياته ضد العدوّ، والعدوّ بخططه وتهديده قشة غريق؛ آماله واهيه، تهديداته رجمًا بالغيب، يتوقع أنه سيحصل على ما يريده ولكن دون جدوى، ومهما كان تصعيده سيقابل بالتصعيد وسيرجع بخفي حنين؛ بفشل وخيبة.

العدوّ إذَا أقدم بأي خطوة حمقاء سيكون في حلقة مفرغة؛ سيدخل في مشكلة لا حل لها إطلاقًا، لا للخطوط الحمراء، ولن يؤثر في موقف شعب الأنصار، فالعدوّ لا يجدي معه إلا القوة، فهو غدار ناقض للعهود، العدوّ لا ينفع معه إلا التعامل بالمقابل، فلا يفل الحـديد إلا الحـديد؛ والقوة لا تواجه إلا بالقوة مثلها.

فَـكل آتٍ قريـب، وهزيمة العدوّ حتمية مؤكّـده، وحقيقة حدوث الأمور المتوقعة بهزيمة العدوّ أقرب بإذن الله، والعاقبة للمتقين.