صمود وانتصار

فلسطين هي بُوصلةُ الأُمَّــة

د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي

مرت المنطقة العربية خلال الفترة الماضية بأحداث كبيرة أثَّرت على مجريات الأحداث في فلسطين، ومن أهم تلك الأحداث استشهاد السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله ووقف إطلاق النار في لبنان وآخرها السقوط المزلزل وغير المتوقع للدولة السورية، ومهما كانت أهميّة تلك الأحداث أَو تأثيراتها على ما يجري في المنطقة فالحكم عليها والتعامل معها يأتي من مدى تأثيرها على الأحداث في فلسطين وموقفها من المواجهة مع العدوّ الصهيوني، فالتوجّـه الرئيسي للأُمَّـة على الدوام يتجه نحو فلسطين؛ باعتبَارها القضية المركزية للعرب والمسلمين، والحكم على موقف أية دولة أَو شعب أَو جماعة يأتي من هذا المنطلق، وَإذَا انحرفت تلك المواقف نحو اتّجاه آخر فيعتبر ذلك مخالفة لتوجّـه الأُمَّــة، وعلى الجميع الوقوف ضده.

وما حدث في سوريا يعتبر شأنًا داخليًّا برغم تأثيره المحدود على محور المقاومة، وما يهم المحور في هذه المرحلة هو موقف حكام سوريا الجدد من قضية فلسطين ومن العدوّ الصهيوني، وما أثار غضب محور المقاومة هو التوغل الصهيوني في الأراضي السورية، والذي يخجل هو الصمت الذي التزم به حكام سوريا الجدد في مواجهة ذلك التوغل، وَأَيْـضًا الموقف الضعيف لمعظم الدول العربية حيال ذلك، وما زاد الطين بلة صمت المنظمات الإقليمية والدولية بما في ذلك الجامعة العربية التي خرجت ببيان هزيل يدعو الكيان الصهيوني للانسحاب من الأراضي السورية، ومنظمة التعاون الإسلامي التي تجاهلت الأمر، والأمم المتحدة ممثلة بمجلس الأمن الذي أصدر بيانًا يلزم حكامَ سوريا بتنفيذ إجراءات داخلية لتطمينِ المجتمع الدولي وامتنع عن الحديث عن التوغل الصهيوني في الأراضي السورية.

وفي اليمن أكّـد قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي على الاستمرار في دعم وإسناد المجاهدين في غزة والضفة الغربية حتى وقف الحرب ورفع الحصار عن غزة، وأن ما يحدّد توجّـه اليمن هو تحَرّكات العدوّ الصهيوني في منطقتنا، كما أكّـدت اليمن على استعدادها الوقوف إلى جانب الإخوة السوريين إذَا تحَرّكوا في مواجهة العدوّ الصهيوني لتطهير أراضيهم من الاحتلال، وسيقف ضد العدوّ الصهيوني إذَا تحَرّك ضد أية دولة عربية في أي زمان أَو مكان، ولن يمنعه من ذلك أي موقف تتبناه الدول العربية أَو الدول الكبرى.