صمود وانتصار

وكفَّةُ اليمن أرجح

علي عبد الرحمن الموشكي

مُستمرّون في مواجهة العدوّ الصهيوأمريكي بلا كلل ولا ملل ولا تردّد ولا هوان ولا تكاسل، يسطر اليمن قيادة وشعباً مواقف عزة وشموخ في الدفاع عن قضايا الأُمَّــة العربية الإسلامية، بكل تفانٍ وصبر وعزيمة لا يأبهون بأعداء الله ولا يوهنون أمام حشد أعداء الله، متخذين من مسيرتهم القرآنية عزائم تهد كيانات العدوّ وتحبط مؤامراته التي يسعى من خلالها إلى الإساءة والتشويه وزرع الدسائس والمكائد بأهداف شيطانية أصبحت أوهن من بيت العنكبوت أمام قوة المشروع القرآني العظيم، الذي تحَرّك وظهر وأصبحت آياته متجلية قولاً وعملاً، وذلك لقوة القيادة القرآنية المعتمدة والمتوكلة على الله والواثقة بالله، متخذين مواجهة أعداء الله أهدافاً استراتيجية تشمل كُـلّ مجالات تحَرّكات الأعداء، وما عاشه الشعب اليمني من آيات ومعجزات إلهية هي مصاديق تأييد الله ونصره لمن يتحَرّكون في سبيل إعلاء كلمة الله.

الشعب اليمني يعي أهميّة حشد الطاقات ويسعى من خلال مواقفه العظيمة التي أبهرت العالم وَجعلت الأعداء يموتون ذعراً وخوفاً، ويتطلع من خلالها إلى توحيد صفوف الأُمَّــة، ولإفشال المؤامرات الكبيرة التي يحيكها الأعداء، والتي يحاولون من خلالها تدمير الأُمَّــة العربية والإسلامية بكافة الأساليب اقتصاديًّا واجتماعياً وفكرياً وعسكريًّا وأمنيًّا؛ فالمؤامرات التاريخية من قبل اليهود تجاه الأُمَّــة الإسلامية وتاريخهم السيئ من خلال استهداف المسلمين في كافة المجالات ومحاولات التأثير على المجتمع المسلم بغية إفساده وتدمير ثقافته.

فكما هو معروف عنهم قدرتهم الرهيبة على لبس الحق بالباطل.. وهذا ما تعاني منه الأُمَّــة، هذه نقطة واحدة من الأشياء التي يشتغل بها اليهود داخل هذه الأُمَّــة: لبس الحق بالباطل، التزييف للثقافة، التزييف للفكر، التزييف للإعلام الصادق، التزييف للحياة بكلها.

ويوضح الشهيد القائد -رضوان الله عليه- أن العالم الإسلامي الصامت أمام ما يجري يسير بسيرة اليهود ووفق ما يريد اليهود، ويحسبون أنهم مهتدون، وأنهم يحافظون على أوطانهم وبلدانهم ومجتمعهم ويظنون أنهم لا زالوا أحراراً، وأنهم وطنيون وأنهم متحضرون وأنهم متقدمون، هذه القدرة الرهيبة التي يعملها اليهود: لبس الحق بالباطل؛ الله حكاها عنهم كصفة سيئة، وعندما يحكيها يجب أن نتساءل هل عندما يصف الله اليهود بأنهم قديرون على لبس الحق بالباطل سيترك المسألة بدون حَـلّ أم أنه سيهدي؟ سيهدي الأُمَّــة إلى ما يمكن أن يجعلها قديرة، وبمنأى عن تلبيس بني إسرائيل لا بدّ أن يكون قد وضع، وقد وضع فعلاً.

فالمخاطر والتحديات الكبيرة التي تواجه الأُمَّــة الإسلامية تبرز أهميّة التحَرّك لمواجهة هذه الأخطار من خلال التحَرّك الجماعي المنظم.. فالدور والمسؤولية أمام كُـلّ شعوب الأُمَّــة العربية والإسلامية في الوقوف صفاً واحداً لإفشال مخطّطات الأعداء أمريكا وإسرائيل وأنظمة النفاق العربي والإسلامي.

ولقد وضح السيد القائد -حفظه الله- أهميّة التحَرّك خلال هذه المرحلة المهمة والحساسة ووضح خطورة التخاذل والتقصير والتهاون الذي عواقبه وخيمة على الأُمَّــة العربية، ويطالب الشعوب العربية وأنظمتها بأخذ العظة والعبرة والاستفادة من التجارب التي كانت تجارب قاسية وأليمة على الشعوب العربية والإسلامية، وأهميّة التحَرّك في الإعداد وأخذ الحيطة والحذر من الاستعمار الصهيوني، الذي يتحَرّك وفق مخطّط صهيوني عالمي على أنهار من الدماء العربية والإسلامية، ويشيد بالدور اليمن الذي يتحَرّك في تنفيذ الأنشطة الشعبيّة والتعبوية فيقول: “أما على مستوى الأنشطة الشعبيّة فاليمن في كفه وكلّ دول العالم في كفة وكفة اليمن أرجح”.

فالموقف اليمني المتقدم رسميًّا وشعبيًّا في مساندة الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري وما يترتب عليه من مؤامرات ضد الشعب اليمني… فموقف اليمن يمثل موقف الأُمَّــة الإسلامية بأكملها وهو موقف مؤيد بالنصر من الله.

من لا يزال يرى أن اليهود والأمريكيين حمائم سلام ويتعامى عن مشاهدة الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري؛ فالقصص التي سطرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن خبث وضلال وفسق اليهود والعواقب الإلهية التي وقعت عليهم.. وأهميّة الأمر بالمعروف والنهي المنكر وسيلة هامة في هذه المرحلة من وسائل مواجهة فسق وخبث اليهود والنصارى والمنافقين.

فلتستفد دول العالم العربي وشعوبه من يمن الإيمَـان والحكمة، الدور الشعب اليمني عظيم في مواجهة الطغيان والتسلط الأمريكي والإسرائيلي والمنافقين بالقدرة المستطاعة، وضرورة استغلال الفرص والإمْكَانات بشتى أنواعها والتي بالإمْكَان الحصول عليها والتفوق فيها.