صمود وانتصار

تباث الموقف اليمني.. تجاه القضية الفلسطينية

الصمود||مقالات||محمد صالح حاتم

كان الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية واضحاً منذ عقود، ولكنه اثبت موقفه وصدق ثباته منذ بداية معركة طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر 2023م، عندما اعلن السيد القائد عبدالملك الحوثي- يحفظه الله-إن أبناء غزة وفلسطين عامة ليسوا وحدهم، وإننا معهم وسنقف إلى جانبهم، وسندافع عن قضيتهم، والتي هي في الأساس قضية الشعب اليمني.

هذا الموقف العروبي، جاء من دافع الإخوة الإيمانية، ومن باب الواجب علينا أن ندافع عن المقدسات الاسلامية، وندافع عن اخوننا في فلسطين، الذين يتعرضون لابشع المجازر، ويرتكب بحقهم شتى أنواع القتل والدمار، والإرهاب الوحشي، وتحتل أرضهم وتصادر ممتلكاتهم، وتستباح دمائهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

القضية الفلسطينية والدفاع عنها هي المحك وهي المعيار لأثبات مدى الإيمان ومدى الالتزام بالتعاليم الدينية، وهي الغربال الذي من خلالها يتضح من هو المؤمن الحق، ومن هو المنافق والعميل والخائن،

من خلالها كذلك نعرف من هو العدو الحقيقي لنا كأمة مسلمة، وكذلك طبيعة الصراع مع العدو الذي حدده الله لنا في القرآن الكريم.

ما يجري اليوم في المنطقة بعد السابع من أكتوبر 2023م، والذي افرز لنا قيادات وأنظمة عربية واسلامية عميلة للصهيونية، وتنفذ مخططاتها وفقاً لاستراتيجيات مدروسة منذ عقود حتى وصل بنا الحال إلى ما وصلنا اليه اليوم من ذل، وهوان وخضوع واستسلام.

كانت سوريا خلال العقود الماضية تعد احدى الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، والرافضة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وكان لها ثقل في المنطقة، رغم السلبيات، التي حدثت أو كانت من قبل النظام السوري طيلة فترات الصراع العربي الإسرائيلي، لكن اليوم بعد سقوط دمشق في الحضن الإسرائيلي وهذه هي الحقيقية التي علينا أن نسلّم بها، أصبحت إسرائيل  في مواقف اقوى من قبل، وضمنت عدم تلقي المقاومة الفلسطينية واللبنانية إي دعم يأتي عن طريق سوريا، وقطعت احد شريان دخول السلاح، لكن هذا لن يثني المجاهدين ولن ينال من عزيمتهم، وثبات موقفهم تجاه العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضهم ويرتكب بحقهم أبشع المجازر اليومية.

رغم تأثير سقوط سوريا بيد الصهيونية، لكن ذلك لن يغير في ثبات الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية، ولن يغير في سير معركة الجهاد المقدس والفتح الموعود، بل سيزيد من ثبات الموقف اليمني، ويؤكد أننا في معركة مقدسة، ولا تراجع عن المواقف، وإن اخواننا في فلسطين وسوريا كذلك  ليسوا وحدهم، بل إننا معهم وسنقف إلى جانبهم، وسندافع عنهم، وإن العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وفي الأراضي العربية المحتلة مستمرة، وستزداد وتيرتها، وفق المرحلة التصعيد، وما يروج له العملاء والخونة منتشيين بسقوط سوريا، وأن معركة تحرير صنعاء قادمة كما يسمونها، ويسعون لحشد الجيوش بقيادة أمريكا وإسرائيل وبقية الدول الصهيونية ومعهم صهاينة العرب، نقول لهم موقفنا ثابت تجاه القضية الفلسطينية، ولن يتغير، وسنقاتل حتى النصر أو الشهادة، وصنعاء ليست دمشق.