صمود وانتصار

( عملية فجر يافا العسكرية ) الرابعة والنصف عصر الخميس

كتب / مراد شلي .. ( عملية فجر يافا العسكرية ) الرابعة والنصف عصر يوم الخميس 19 ديسمبر 2024 م .

داخل مقر عسكري محصن يتواجد في ملجأ تحت الارض رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نيتنياهو ووزير دفاع الجيش الاسرائيلي يسرائيل كاتس بداخل غرفة متوسطة خالية عدا اريكتان بنيتان متجاورتان يجلسان عليها الاثنان وشاشة على الجدار امامهما يتابعان كلمة القائد اليمني الشاب الترقب والتوجس والتوتر بدا جلياً من لغة جسديهما كلما استمعا عبر سماعات الترجمة لجملة عاصفة واخرى قاصفة ذات تأكيد قاطع فالاثنان ينتظران تزحزح في الموقف اليمني المساند لغزة بسبب الاحداث المتوالية وبدء موجة جديدة من عدوانهم وقصفهم لاهداف في اليمن كل هذا ليعلنوا انتصارهم .

تواصلت الكلمة حتى سمعا القائد اليمني يقول : ” المعادلة في رؤيتنا وعقيدتنا الجهادية هي قول الله سبحانه: (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجُونَ من الله ما لا يرجون) عندها استشاط نتينياهو غضباً وبدت عيناه ضيقتان اكثر ورمى سماعة الترجمة بيدين مرتعشتين صائحاً انهم يقاتلوننا بعقيدة دينهم لهذا لن يجدي اي ضغط انه لعنة ضدنا .

*   *    *

الساعة الخامسة والنصف فجر الجمعة 20 ديسمبر 2024 م يعود الحاج عبدالله من المسجد لمنزله فيما تبدء بواكير الضوء تعلن صباح يوم جديد مودعة ليلة اخرى من ليالي ديسمبر القارسة . يدخل منزله المبني من لبن وطوب محروق والمزينة بشكل لافت للنظر بأنماطٍ هندسيةٍ من الطوب المحروق والجبس الأبيض.

يتناسق لون المباني مع لون التراب النحاسي للجبال المجاورة. المنزل مؤلف من اربعة ادوار متراصة بشكل جمالي بديع .

يشاهد ام الكرار في مطبخ الطابق الاول تقوم بتجهيز وجبة الافطار . :صباح الخير يا ام الكرار يناديها وهو يتذكر ابنهما الكرار الذي طال اتصاله منذ اربعة شهور تلتفت اليه ام الكرار وبلهجة اهل صنعاء المميزة صباح النور يا ابو الكرار هيا صبوح ذهب لصالة مجاورة للمطبخ ينتظرها لتلحق به وبيدها صحن الفطور المكون من اكلة يمنية شهيرة فتة بالخبز المرشوش بالحبة السوداء والمغموس بالحليب وقليل من السمن البلدي .

ثم قدمت كأسان من القهوة الصافية الغير محمصة بدءا تناول وجبة الافطار في صمت لم تشأ ام الكرار ان تبدو مزعجة لتسأله عن الكرار بدد ابو الكرار صمت الافطار بقوله مبتسماً : لو كان الكرار بيننا كان التهم الفتة قبلنا .

سمعت كلماته ورفعت راسها تجاهه لتسأله بعينين دامعتين لام تفتقد فلذة كبدها : هل زد اتصل الكرار . اجابها بابتسامة : سيتصل يا ام الكرار ادعي له ولرفاقه . لتدعو ام الكرار لولدها ورفاقه بيقين الام المؤمنة المحتسبة اجر صبرها وثبات نهج ابنها

*    *    *

الساعة السادسة فجر السبت 21 ديسمبر 2024 م في ذات المقر المحصن للجيش الاسرائيلي وبذات الغرفة يقهقه نيتنياهو عالياً وهو يحدث وزير دفاعه لقد كانت هجماتنا مدمرة لهم في صنعاء والحديدة الم اقلك انها ستلقنهم درساً يوقف تهورهم.

لم ينبس وزير الدفاع كاتس ببنت شفة فهو لم ينس جملة قائدهم التي كانت سبباً في لحظة الجنون التي اظهرها حينها نتينياهو. يتفاجأ الاثنان بدخول مساعد وزير الدفاع بعينين خائفتين وصوت مرتعش ليقول : لقد هاجمونا الحوثيين بصاروخ فرط صوتي ولم تستطع انظمة الدفاع صده وهنالك انباء اولية عن قتلى وجرحى تابع نتينياهو الخبر بعينين جاحظتين ليسقط على الاريكة وتتحول قهقهته لفاجعة مرعبة

*    *    *

الساعة الثامنة وخمسة وعشرون دقيقة صباح يوم السبت 21 ديسمبر 2024 م بداخل منزل الحاج عبدالله يتحدث الحاج عبدالله مع زوجته ام الكرار عن العدوان الاسرائيلي يوم الامس على صنعاء وفجأه يرن هاتفه الموضوع على المدكى المجاور يلتقطه ويجيبه الو ليجيب المرسل كيفك يا ابو الكرار انه صوت ابنهم الكرار تتسع حدقتا عينيه فرحاً حيا يا كرار حيا تسمع الام اجابة زوجها وتتهلل فرحاً وتقترب من الهاتف كرار كيفك يا ابني حيا مية حيا يستمع لصوت امه ويناولها الاب الهاتف لتتحدث معه بكل سعادة وفرحة وشوق ثم تعيد الهاتف لزوجها ليتحدث معه ويطلب منه قبل ان يودعهما ان يدعوان له ولرفاقه ان يفتحوا قناة المسيرة فهنالك خبر عظيم ودعا ابنهما وقام الاب ليفتح شاشة التلفاز وتظهر قناة المسيرة التي بدأت بث بيان للجيش اليمني تلاه العميد يحيى سريع المتحدث الرسمي للقوات اليمنية المسلحة بيانٌ صادرٌ عن القوات المسلحة اليمنية استهدفت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة يافا المحتلة وذلك بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع فلسطين2 وقد أصاب الصاروخ هدفه بدقة ولم تنجح الدفاعات والمنظومات الاعتراضية في التصدي له

. .

انتهى البيان وعلى محياهما مسحة من فرح وفخر