صمود وانتصار

تأثير الشاشات على إجهاد العين

الصمود| منوعات

يكون استعمال الحاسوب أصعب مع تقدّم العمر، حيث تصبح عدسات العين أقل قدرة على التكيف مع الضوء القادم من الشاشات. ومع بلوغ سن الأربعين تقل قابلية العين على التكيف مع رؤية الأجسام القريبة، وهو ما يسميه أطباء العيون شيخوخة البصر.

مشاكل العينين الناتجة من استعمال أجهزة الحاسوب تندرج تحت عنوان (متلازمة النظر للحاسوب)، وهي في الواقع ليست مشكلة محددة بل تتكون من طيف واسع من آلام وإجهاد العين.

وقد أظهرت الأبحاث أنّ ما بين 50 إلى 90 % من الذين تتطلب أعمالهم استعمال الحاسوب يعانون على الأقل من واحدة من هذه المشاكل.

ولا تقتصر هذه المتلازمة على البالغين الذين يعملون بشكلٍ مستمر على الحاسوب، بل تمتد إلى الأطفال الذين يستعملون الحاسوب في المدارس، وخاصة في حال عدم وجود إضاءة مثالية.

وقد يفضي العمل لوقت طويل على شاشة الكمبيوتر بشكل متواصل، إلى جفاف العين وإجهادها وتعبها. وقد يعاني المتضررون من الشاشات بما يسمى متلازمة رؤية الكمبيوتر (CVS).

وهنا يقول البروفيسور وولف لاغريز من عيادة العيون بجامعة فرايبورغ عن هذه المتلازمة: “هذا مصطلح جديد نسبياً”.

وولف لاغريز، يشغل منصب عضو في المجلس التنفيذي للجمعية الألمانية لطب العيون (DOG)، التي أشارت في منشور حديث إلى أن المساعدات البصرية مثل العدسات، يمكن أن تكون أيضاً جزءاً من المشكلة عندما يتعلق الأمر بإجهاد العين الرقمي، حسب تقرير لصحيفة تاغس شاو الألمانية.

 متلازمة رؤية الكمبيوتر

وتنجم متلازمة رؤية الكمبيوتر عن حقيقة أننا نرمش بشكل أقل بكثير أمام الكمبيوتر، كما يوضح لاغريز. لأنه “حتى نتمكن من استيعاب أكبر قدر ممكن من المعلومات المرئية من الشاشة، فإننا نقوم بشكل لا إرادي بتقليل تردد رمش العيون، بمقدار ثلاثة أضعاف. وهذا يعني أن الغشاء المسيل للدموع لم يعد مستقراً، وينفتح بسرعة أكبر تصبح العين متعبة وربما حمراء قليلاً في نهاية اليوم”.

ونصح لاغريز في مقابلة مع صحيفة SWR الألمانية، أيضا بأخذ فترات راحة قصيرة قائلا “ربما تغمض عينيك لمدة عشر ثوان كل عشر دقائق حتى يهدأ سطح العين، أو ربما تمسك كتابا أو صحيفة لقراءته بعيداً عن الشاشة”.

أما المصابين بضعف النظر الشيخوخي، وهم في الغالب من تجاوزت أعمارهم الخمسين سنة، والذين يلاحظون أنهم يعانون من الصداع أمام الكمبيوتر، فيجب أن يفكروا أولا في قياس النظر، وبعد ذلك يستطيعون اختيار النظارات التي قد تناسبهم.

الصداع كنتيجة

أمّا المشكلة، وفق لاغريز، هي أنه “مع تقدّمنا في السن، تصبح أعيننا أقل قدرة على التكيّف مع عدسة النظارات، بحيث لا يكون هناك سوى وجهة نظر واحدة يمكننا من خلالها الرؤية بوضوح. هذا يعني أنني لا أستطيع ذلك إذا قمت بتحريك رأسي، وإلا فسوف تتحرك النظارة وستصبح رؤيتي غير واضحة. وهذا يعني أن وضعيتي أمام الكمبيوتر سوف تتجمد وسأعاني من آلام أيضاً.

يمكن أن يكون سبب الصداع أيضاً أمراض العيون المختلفة. ومن بين الأسباب الأكثر شيوعاً للصداع هي التوتر، أو الصداع النصفي، كما يقول لاغريز. لكن أمراض العين يمكن أن يتم اكتشافها أيضا من خلال الشعور المتكرر بالصداع، ومن بين هذه الأمراض التهاب المشيمية أو إصابة القرنية.

وبعض أمراض العيون خاصة الصداع الشديد والرؤية المزدوجة أو تدلي الجفن أو توسع حدقة العين بشكل غير متساوٍ، غالباً ما تكون حالات طارئة، كما يمكن أن تكون علامات على نزيف أو إصابة في الدماغ، ويجب عليك التصرف فوراً وإجراء فحص طارئ.