نقول لشبابنا وشاباتنا : كونوا محسنين بعفتكم وطهارتكم لتحصلوا على الحكمة والعلم
الصمود| من هدي القرآن الكريم |
هكذا يصبح العرب أنفسهم, يصبح المسلمون أنفسهم.. وكل هذا شاهد على أنه لو تمكنت أمريكا من بلادنا ستجد الكثير والكثير من الشباب قابلين لأن يكونوا عملاء يسخرون النساء كما يعملون في فلسطين, وكما يعملون في لبنان.. لو تقرؤوا قصص العملاء أشخاصاً فلسطينيين, وأشخاصاً لبنانيين تحولوا إلى عملاء وكان من أكثر الأشياء إغراءً لهم النساء والمال فيتحول إلى عدو يتنكر لدينه، ويعمل على أن يغتال, ويُغتال على يديه العظماء من الأحرار الذين يحاربون من أجل شرفه, ومن أجل وطنه.. إن النساء خطيرات جداً إذا ما أتجه الإفساد إليهن.
ونحن لا نعمل، حتى أولئك الذين كانوا يتشدقون بأنهم دعاة إسلاميين،لم يهتموا بهذا الجانب وهم من تمكنوا أيضاً في السلطة، وهم من أصبح في معاهدهم ومدارسهم مجاميع كبيرة من النساء، يستطيعون أن يوجهوا فلم يوجهوا بالشكل المطلوب الذي يجعل المرأة اليمنية ترفض هذا الشكل, وهذا التقليد الذي يريد اليهود أن تسير عليه.
هذا في الجانب الأخلاقي، وهذا ما يعمله اليهود، مع أننا نجد أن نبياً من أنبياء الله العظماء وهو من بني إسرائيل جعله الله مثلاً للعفة, مثلاً للنزاهة على الرغم من جماله البارع، على الرغم من شبابه المكتمل، وعلى الرغم من الأجواء المهيأة الكاملة لفساد أخلاقي، لفاحشة يرتكبها.. فإذا به يصبح مثلاً للعفة, نبي الله يوسف، سورة يوسف، قصة يوسف في القرآن الكريم هي مثل للعفة، مثل للطهارة، نبي الله يوسف هو مثل لكل شاب مهما رأى نفسه في المرآة جميلاً، الكثير من الشباب متى ما تصفح وجهه في المرآة فرأى شعره جميلاً، وشكله مقبولاً انطلق هنا وهناك، وراء البنات، انطلق وهو بكل غرائزه مستعد لأن يسقط في مستنقع الرذيلة.
إن نبي الله يوسف الذي قد يكون ربما أجمل إنسان خلقه الله، وكان في وقت مكتمل الشباب، هو من قال عندما اجتمعت [المصريات] عليه وبعد أن بـهرهن جماله، وقطعن أيديهن، وهددنه بالسجن إن لم يقبل ما يردن منه قال: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ}(يوسف:33) هذا هو الشاب التقي الطاهر.
أليس من بني إسرائيل؟ نقول لشبابنا، نقول لشاباتنا، نقول لبنينا وبناتنا في كل مكان: أنتم وراء من تسيرون؟ وبمن تقتدون؟ كلنا – سلمنا – وراء بني إسرائيل .. لكن وراء من؟ إنكم تسيرون وراء أولئك الذين يبيعون بناتهم، ويبيعون أعراضهم من بني إسرائيل.. لماذا لا تسيرون بسيرة يوسف نبي الله؟. لماذا لا تسيرون هذه السيرة لتحصلوا على ما وعد الله به نبيه يوسف عندما قال: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (يوسف:22)؟ كونوا محسنين بعفتكم، كونوا محسنين بطهارتكم وستحصلون على الحكمة، وستحصلون على العلم، العلم الذي تزكو به نفوسكم، والعلم الذي تبنون به أمتكم، العلم الذي تبنون به اقتصادكم وحياتكم.
أما أن تسقطوا في مستنقع الجريمة، وتسيرون وراء أولئك الذين يريدون أن تضلوا السبيل، أولئك الذين هم أعداء لكم، فإنهم يعلمون علم اليقين أنكم عندما تسيرون في هذا الطريق، وتسقطون في هذا المستنقع فإنكم ستكونون وسيلة لضرب نفوسكم، وضرب أمتكم، وضرب شعوبكم، وأنكم ستكونون وسيلة لتدمير أنفسكم، وتدمير أمتكم، وأنكم ستصبحون أجساداً لا قيمة لها يدوسونها بأقدامهم وهي تبتسم، وتقبِّل تلك الأقدام.
وهكذا متى يمكن أن تتوقع لشاب همه أن يجري وراء البنات سواء في ساحات الجامعة، أو في الشوارع، هل تتوقع لشاب نفسيته غارقة في هذا المستنقع أن يحمل همّ أمة؟!.، أن يتألم إذا ما قلت له اليهود يدوسونك بأقدامهم؟!. إنه لا يمانع أن تدوسه يهودية جميلة بأقدامها اللينة مباشرة!!. فكيف تريد منه أن يتحرك؟. سيقبل قدما تدوسه، وهم فعلاً قد يصلون بالشباب إلى هذه.
بعد أن تصالح معهم المصريون، وبعد أن أقامت مصر معهم مصالحة، وتبادلاً دبلوماسياً هل أصبحت مصر تنعم بالسلام مع إسرائيل؟ أم أصبحت تعاني معاناة شديدة من الفساد الذي يريد الإسرائيليون أن يصل إليه شباب مصر أكثر مما قد وصلوا فيه؟ وفساد من ذلك الذي يحمل الدولة عبئاً مادياً كبيراً، فساد بثمن، فساد بأموال كثيرة، نساء ممن هن مصابات بمرض (الإيدز) ينتشرن في أوساط الشباب المصري، الشاب الذي يصاب بمرض (الإيدز) هل سيعود له أثر في بناء الحياة، أم سيصبح عبئا على الدولة والمجتمع؟. ألا تجد الدولة نفسها مرهقة فيما بعد وهي تعمل على مكافحة (الإيدز)؟. وهي تعمل على حجز من يصابون بمرض الإيدز، فتتحمل كامل نفقاتهم، وتتحمل كلما تفرضه وضعيتهم السيئة.
هم يريدون أن نضل السبيل، ثم أن يكون ضلالنا أيضاً مما ينهكنا اقتصادياً، هكذا يعمل اليهود وبخبثهم الشديد، وهكذا نحن نجري وراءهم وليس وراء أنبيائهم، أنبيائهم العظماء.
{وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ}(آل عمران: من الآية69)[ يتمنون وبكل لهف وشوق أن يضلوكم {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(آل عمران: من الآية69) وعندما يكونون – كما قال الله تعالى عنهم – يودون، فمن الطبيعي أنهم عندما يمتلكون كل وسائل الإضلال أنهم سينطلقون إلى إضلالنا، فنحن هنا وجدنا فيما يتعلق بنموذج واحد من أنبيائهم أنه النموذج الذي لا يسير وراءه شبابنا، أو الكثير من شبابنا في البلاد العربية.
دروس من هدي القرآن الكريم
ملزمة لتحذن حذو بني إسرائيل
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 7/2/2002م
اليمن – صعدة