صمود وانتصار

{فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ}

صفوة الله الأهدل

كم عربدت أمريكا في البحر الأحمر بحاملات طائراتها ومُدمّـراتها وبوارجها الحربية وسفنها العسكرية، وكم حشرت قواعد لها في الشرق الأوسط وأرسلت جنودها، وكم أرعبت العالم بقوتها حتى جعلت من نفسها قوة عظمى لا يستطيع أحد مقارعتَها أَو الوقوف بوجهها؛ بل جعلت من نفسها إلهاً يجب أن يُعبد من دون الله، وأن ينصاع لأوامرها جميع البشر وأولهم العرب المسلمين ويكونوا خدمًا وعبيدًا تحت إمرتها كما هو حال الأنظمة العربية وغيرهم من العملاء والمرتزِقة، إذَا بها اليوم عاجزة عن حماية نفسها والدفاع عن حاملات طائراتها ومُدمّـراتها وسفنها في البحر الأحمر.

فكما لكل مجرم نهاية لكل فرعون بحر يغرقه بما معه؛ وكأن البحر الأحمر هو تلك الأرض التي ألقى فيها سحرة فرعون حبالهم وعصيهم وأُبطل سحرهم؛ ففي كُـلّ مرة ترسل أمريكا حاملات طائراتها ومدمّـراتها للبحر الأحمر، إذَا بهن ينسحبن ويعدن أدراجهن خائبات بعد أن تلقّين ضربات قوية موجعة من بأس رجال الله؛ بفعل تلك الصواريخ البالستية والطائرات المُسيّرة التي تنال منهن.

لو حدّثك أحد من قبل أن هزيمة أمريكا وكسر شوكتها سيكون على يد اليمن خَاصَّة أنصار الله لسخرت منه وضحكت من قوله مستهزئاً به! كانوا غرباء وحيدين مستضعفين في الأرض، لكن الآن من يُصدّق أن أمريكا بكل قوتها وجبروتها لا تقوى على مواجهة أنصار الله التي استخفت بهم؛ بل وتولي هاربة أمام قدراتهم العسكرية البسيطة التي قد تكون لا شيء مقابل ما تمتلكه هي، صدق الله القائل: {وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا} و:{وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ}، هُزمت أمريكا أمام مرأى ومسمع أتباعها وجنودها ومن كان يطبل لها على يد من كانوا لا يتصورون أنهم يستطيعون فعل ذلك، لكنهم غفلوا عن أنها سنة الله في هذه الأرض: {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}، وباتت تُصرّح للعلن في أنها عجزت عن حَـلّ “المعضلة اليمنية” صدق الله القائل: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}، بل أدركت أن زوال قوتها بما فيه مُلكها سيكون على يد هؤلاء المقاتلين الذين باتت تخاف منهم ومن قدراتهم المتصاعدة يومًا بعد يوم، رغم ما هم عليه وما يعانونه من عدوان وحصار على بلدهم؛ لذا تحاول اليوم أن تفعل كُـلّ بما بيدها لدفع هذا الأمر ورده عن نفسها.