صمود وانتصار

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يعلن استقالته

 أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الإثنين استقالته من منصبه مؤكدا أنّه سيواصل تسيير الأعمال إلى أن يختار حزبه خليفة له.

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يعلن استقالته

 أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الإثنين استقالته من منصبه مؤكدا أنّه سيواصل تسيير الأعمال إلى أن يختار حزبه خليفة له.

وقال ترودو الذي يتولى المنصب منذ عشر سنوات، أمام الصحافيين في أوتاوا: “أعتزم الاستقالة من منصبي كرئيس للحزب والحكومة، بمجرد أن يختار الحزب رئيسه المقبل”.

وأضاف وقد بدا عليه التأثر: “هذا البلد يستحق خيارا حقيقيا في الانتخابات المقبلة. لقد أصبح واضحا لي أنه إذا كان علي أن أخوص معارك داخلية، لا يمكنني أن أكون رئيسا للحكومة”.

اقتراب موعد الانتخابات التشريعية
وتأتي استقالة ترودو في ظل تراجع شعبية حزبه إلى أدنى مستوياتها في استطلاعات الرأي وقبل أشهر قليلة من تنظيم الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في موعد أقصاه تشرين الأول/أكتوبر 2025.

وسيتولى ترودو، الذي أعلن في الوقت ذاته تعليق عمل البرلمان حتى 24 آذار/مارس، تسيير الأعمال لإعطاء حزبه الوقت لاختيار بديل له.

ويمكن أن تستمر الحملات داخل الحزب الليبرالي لعدة أشهر. وحتى لو تسارعت وتيرة هذه العملية، من غير المرجح أن يغادر ترودو منصبه في الأيام القليلة المقبلة.

ومن المتوقع أن يكون على رأس الحكومة في العشرين من كانون الثاني/يناير، خلال حفل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وعانى جاستن ترودو الذي يتولى السلطة منذ عشر سنوات، تراجعا في شعبيته مع اعتباره مسؤولا عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

فضلا عن ذلك، أثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف كانون الأول/ديسمبر بلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف بشأن كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، الذي هدد بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المئة على السلع الكندية والمكسيكية بمجرد توليه الرئاسة. وزار ترودو فلوريدا في تشرين الثاني/نوفمبر للاجتماع مع ترامب لتجنب حرب تجارية.

وتعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الأكبر لكندا ووجهة 75 في المئة من صادراتها. ويعتمد عليها نحو مليوني كندي من إجمالي السكان البالغ عددهم 41 مليون نسمة.

“قضية خاسرة”
وأكدت لوري تورنبول الأستاذة في جامعة دالهاوسي لوكالة الأنباء الفرنسية أن السياق السياسي الحالي “غير عادي”. وتتحرك العديد من الشخصيات خلف الكواليس لتولي قيادة الحزب خلال موسم أعياد الميلاد ورأس السنة.

وأفاد مصدر داخل الحزب الليبرالي لوكالة الأنباء الفرنسية، بأن الحاكم السابق لبنك كندا مارك كارني (59 عاما)، الذي يشغل منصب مستشار اقتصادي للحزب منذ الصيف الماضي، كثف تحركاته في الأيام الأخيرة لتقييم مستوى الدعم الذي يحظى به داخل الحزب. كذلك الأمر بالنسبة إلى النائبة السابقة لرئيس الحكومة كريستيا فريلاند. ومن المقرر أن يعقد الحزب اجتماعا كبيرا الأربعاء.

توقعات بفوز المحافظين في التشريعيات المقبلة
ويقول خبراء إن تحديات كثيرة تنتظر خليفة ترودو، متوقعين فوز المحافظين في الانتخابات المقبلة. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة كيبيك في مونتريال أندريه لامورو “إنها قضية خاسرة”، مضيفا أن “لا أحد في الحزب الليبرالي اليوم في وضع يسمح له بإعادة الحماسة وحشد الدعم”.

وترودو الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزا مفاجئا ليصبح رئيسا للحكومة الكندية على خطى والده في العام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968-1979 و1980-1984) عدة مسارات قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنكليزي والتربية عمل دليلا في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدربا للتزلج على الثلج بالألواح ونادلا في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيرا، دخل معترك السياسة في العام 2007 وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال لكنه لم ينجح في مسعاه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعا إتنيا في كندا، وانتخب نائبا عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين. وفي نيسان/أبريل 2013، أصبح زعيم الحزب الليبرالي الذي هزمه المحافظون قبل سنتين.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقا عاما بشأن نساء السكان الأصليين اللواتي فقدن أو قتلن ووقع اتفاقات تبادل حر مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.

 

فرانس24/أ ف ب