قائد الثورة: الأمريكي استخدم طائرات الشبح وقاذفات بي 52 وحاملات الطائرات لكنه فشل في إيقاف العمليات اليمنية المساندة لغزة
الصمود|
قدم السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- قراءة شاملة للموقف اليمني المساند لفلسطين خلال “معركة طوفان الأقصى”.
وتحدث السيد القائد في خطاب له اليوم الاثنين بمناسبة انتصار الشعب الفلسطيني في معركة “طوفان الأقصى” عن مزايا الموقف اليمني، والذي كان ثمرة للانطلاقة الإيمانية والتوجه القرآني لشعبنا العزيز، مشيراً إلى أن “ما يهمنا الحديث عن التجربة اليمنية المهمة هو البناء على ما قد تحقق في الحاضر والمستقبل، وليس للتمنن”.
ووضح أن “الانطلاقة الإيمانية ارتقت بشعبنا العزيز من مجرد العاطفة الوجدانية والتعاطف النفسي إلى مستوى الشعور بالمسؤولية والموقف العملي الجهادي الشامل في كل المجالات”.
الميزة الثانية في موقف اليمن، بحسب السيد القائد، هي الاتجاه الرسمي والشعبي معاً في توجه واحد وموقف واحد بسقف عالٍ أيضاً.
وأكد السيد القائد أن أمريكا لم تنجح ومن معها في التأثير على الموقف اليمني من خلال أسلوبها الذي تستخدمه في بقية البلدان، حيث فشلت في التأثير على موقف اليمن نتيجة للتوجه الشامل على المستوى الرسمي والشعبي، ولم تتمكن من أن تحرك الموقف الرسمي لتكبيل وتقييد الموقف الشعبي ولا هي نجحت في التأثير على الموقف الشعبي ليكون ضاغطاً على الموقف الرسمي”.
وأضاف أن “الموقف الرسمي في اليمن كان يعبر بكل صدق ووضوح عن الموقف الشعبي”، وأنه ما كان يرغب به شعبنا العزيز وما يريده وما طالب به هو التفويج والاشتراك المباشر في القتال جنباً إلى جنب مع المجاهدين في فلسطين، لافتاً إلى أنه “لو تهيأت الظروف لشعبنا لكنا جاهزين لتفويج مئات الآلاف للجهاد في سبيل الله تعالى نصرة للشعب الفلسطيني بالقتال المباشر مع المجاهدين في فلسطين”.
وعبر عن أسفه لعدم تحقيق هذه الأمنية، موضحاً أن أنظمة وحكومات وبلدان فيما بيننا وبين فلسطين لم تستجب لطلب أن تفتح طرقاً ومنافذ برية آمنة للعبور منها للوصول إلى فلسطين.
ولفت إلى أن اليمن اتخذ قراراً تم الإعلان عنه في كلمة متلفزة بأن العدو الإسرائيلي إذا اتجه إلى تجاوز الخطوط الحمر فسنتجه إلى العمليات العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني ومجاهديه في غزة، مبيناً أن “جبهة الإسناد في يمن الإيمان فاجأت العالم بمستوى موقفها واستمرارها وثباتها وبزخمها الشعبي والسقف العالي”.
وتطرق السيد القائد إلى العملية الأولى لمساندة غزة، ودخول اليمن إلى هذه الملحمة البطولية، مشيراً إلى أن العدو عندما ارتكب جريمته الكبرى بالاستهداف للمستشفى الأهلي المسمى بالمعمداني قررنا في تلك الليلة التدخل بالإسناد العسكري”.
وأوضح :” كنا نريد في تلك الليلة أن تكون أول عملية عسكرية مساندة مباغتة ومفاجئة للأعداء لكن الأمريكي مع نشاطه التجسسي في الأجواء اليمنية رصد التحركات والاستعدادات للعملية”، لافتاً إلى أن “الأمريكي أرسل برسالة إلينا فيها التهديد والوعيد والتحذير فكان ردنا عليه بتوفيق الله رداً قوياً وقررنا تنفيذ العملية الأولى في صباح ذلك اليوم”.
وواصل السيد القائد: “بالرغم من معرفتنا أن الأمريكي سيسعى إلى اعتراض الصواريخ والمسيرات قررنا تنفيذ العملية بالصواريخ والمسيرات باتجاه أم الرشراش وجنوب فلسطين”، موضحاً أن “العملية باتجاه أم الرشراش وجنوب فلسطين كانت هي مرحلتنا الأولى في عمليات الاسناد العسكرية، وكان ذلك أقصى ما نمتلكه”، وأن الأمريكي سعى لاعتراض عمليتنا الأولى، وقد وصل منها ما وصل.
وأشار إلى أنه مع دراسة خيار إضافي من أجل فاعلية أكبر وضغط أكبر على العدو تقرر لدينا أن نعتمد العمليات البحرية وكانت هذه مرحلة ثانية، مبيناً أن “العمليات البحرية بدأت بداية موفقة بتوفيق الله ومفاجئة للعدو الإسرائيلي وللأمريكي وللعالم، وبدأت بالسيطرة المباشرة على سفينة إسرائيلية وكان لها صداها الكبير وتأثيرها الكبير وتمهيدها المهم لما بعدها من عمليات، مؤكداً أن
الأمريكي قلق بشكل كبير وكثف من تواجده بقطعه الحربية في البحر ونشاطه البحري من أجل حماية السفن الإسرائيلية، وأنه من لحظة السيطرة على السفينة الإسرائيلية كان هناك تصريحات من المجرم نتنياهو وقادة جيش العدو تعبر عن شدة غيظهم.
وبين أن العمليات البحرية استمرت بالرغم من تحرك الأمريكي الواسع لحماية السفن الإسرائيلية، وأن القوات البحرية كانت في مقدمة من يقدم الشهداء في سبيل الله تعالى في العمليات البحرية، وأن القوات البحرية والقوات الصاروخية والطيران المسير في القوات المسلحة اليمنية لها الدور الكبير جداً في العمليات العسكرية.
كثف الأمريكي الانتشار في البحار واستعان بالأوروبيين -كما يقول السيد القائد- وكان تركيزه مع من يتعاون معه من الأوروبيين على عمليات الاعتراض وعلى مرافقة السفن الإسرائيلية، لكن وعلى الرغم من الانتشار الأمريكي والأوروبي فقد فشل، وكانت تقابل استراتيجيتهم في الاعتراض بكثرة إطلاق المسيرات والصواريخ.
وأكد السيد القائد أن العمليات البحرية نجحت بالاستهداف للسفن الإسرائيلية وأثرت على حركتها ونشاطها، وأنه تم الانتقال إلى تطوير الصواريخ والطائرات المسيرة والزوارق البحرية، وقد حققت نتائج مهمة ونقلات مهمة، موضحاً أن “الأمريكي تفاجأ بشكل كبير وتفاجأ معه الآخرون أيضاً من استخدام الصواريخ الباليستية في العمليات البحرية لأول مرة في التاريخ.
وقال إنه “لم يسبق أن تستخدم الصواريخ الباليستية التي تستخدم عادة لاستهداف أهداف ثابتة في البر أن تستخدم لاستهداف أهداف بحرية متحركة في البحر، وإن استخدام الصواريخ الباليستية في استهداف السفن في البحر كان بجهد تقني للقوة الصاروخية، وقد حققت نتائج مهمة في تطوير الطائرات المسيرة والزوارق البحرية بموازاة عمليات اعتراض ضعيفة.
ولفت السيد القائد إلى أن التطور على مستوى تطوير القدرات العسكرية كان له تأثير وصل إلى تخوف العدو الإسرائيلي من حركة أي سفن تابعة له بشكل مباشر وتوقف عن ذلك.
وواصل السيد القائد: “نجحت قواتنا المسلحة في تلك المرحلة في إيقاف النشاط المباشر الملاحي للعدو الإسرائيلي عبر البحر الأحمر بشكل كامل من خلال سفنه التي يمتلكه، و انتقل العدو الإسرائيلي إلى استخدام طريقة أخرى هي نقل بضائعه في سفن أخرى لشركات أخرى ولدول أخرى”، منوهاً إلى أن العدو الإسرائيلي كان يعتمد على أسلوب التمويه لسفنه فلم تكن تحمل العلم الإسرائيلي وهي تمر في البحر الأحمر وباب المندب.
.ا
انتقل العدو الإسرائيلي -بحسب السيد القائد- إلى التمويه باسم دول أخرى وشركات أخرى فلم ينجح في ذلك، وتم اكتشاف تمويه العدو من خلال نشاط معلوماتي منظم وقوي واختراق معلوماتي مهم، لافتاً إلى أن العدو الإسرائيلي انتقل إلى طريقة نقل بضائعه في سفن لدول أخرى ولشركات أخرى، وكان الاستهداف لها يمثل مرحلة جديدة ذات حساسية كبيرة.
وأضاف أنه “ترافق مع استهداف سفن الدول المرتبطة بالعدو الإسرائيلي تحذير للشركات وللدول، وتحذير للسفن نفسها أثناء تحركها، وأن الأمريكي والإسرائيلي انزعجا بشكل كبير من منع نقل البضائع في التصدير والاستيراد بشكل نهائي عبر البحر الأحمر وباب المندب، موضحاً أنه كان للحظر البحري على العدو الإسرائيلي تأثيره المباشر على اقتصاده، وأن الأمريكي انتقل لمرحلة جديدة من التصعيد وحاول أن يحشد لها الآخرون ولكنه فشل في ذلك، وانتقل مع البريطاني بالعدوان على بلدنا إسناداً للإسرائيلي.
ولفت السيد القائد إلى أن الأمريكي أعلن عدوانه على بلدنا لأنه أصبح يفشل في مسألة الاعتراض فأراد أن يستهدف البنية الصاروخية، وأنه حاول أن يكثف من استهدافه للبنية التحتية لكنه فشل في ذلك، ثم توسعت دائرة العمليات من البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن إلى بحر العرب فكانت نقلة في العمليات ومرحلة مهمة وجديدة.
توسعت العمليات البحرية إلى أقصى البحر العربي وإلى المحيط الهندي وبمحاذاة سقطرى وهذه إنجازات كبيرة وتصعيد له تأثير على الأعداء كما يقول السيد القائد.
وأضاف أن العمليات البحرية توسعت إلى البحر الأبيض المتوسط وهذه الخطوة تمت بناء على التنسيق ما بيننا وبين الإخوة في المقاومة الإسلامية في العراق، لكن هذا المسار واجه الكثير من العراقيل نتيجة حجم الضغوط على الأخوة في المقاومة الإسلامية في العراق.
وفيما يتعلق بالنشاط الملاحي للعدو الإسرائيلي عبر البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي، فأكد السيد القائد أنه توقف بشكل كامل وبالتالي توقف ميناء أم الرشراش بشكل نهائي عن العمل، حيث كان لتوقف النشاط في ميناء أم الرشراش تأثيره الكبير على العدو الإسرائيلي في الجانب الاقتصادي.
وواصل السيد القائد: “استمرت العمليات بالصاروخية والمسير في استهداف العدو إلى فلسطين مع التطوير المستمر لتجاوز حالات الاعتراض، وكان للنجاح في تطوير الطائرة المسيرة “يافا” مرحلة متقدمة بالوصول إلى يافا المحتلة، وبتطوير صاروخ فلسطين تحققت نقلة حقيقية فيما يتعلق بالصواريخ وكذلك للوصول به إلى يافا المحتلة وإلى أي مكان في فلسطين المحتلة، مؤكداً أن هذه النقلة بتطوير الصاروخ فلسطين كانت مزعجة جداً للعدو الإسرائيلي، وأن العدو الإسرائيلي أصبح في وضع صعب وكان يوبخ الأمريكي ويلومه لماذا لم ينجح في توفير الحماية له.
وقال إن الأمريكي اتجه إلى التصعيد في عدوانه على بلدنا واستخدم وسائل جديدة في تصعيده ومنها طائرات الشبح أتي بها من أمريكا رأساً لتنفذ عمليات قصف عدوانية في بلدنا، وإن الأمريكي استخدم في العدوان على بلدنا قاذفات البي اثنين وخمسين وهي أيضاً من أهم ما بحوزة الأمريكي من سلاح جوي مدمر، مؤكداً أنه مع استخدام الأمريكي لوسائل لا يستخدمها إلا نادراً وفي حالات استثنائية لكنه فشل واستمرت العمليات المساندة إلى فلسطين المحتلة.
اتجه الأمريكي لاستخدام حاملات الطائرات التي كان يرعب بها كبار منافسيه في العالم وأتى بها إلى البحر الأحمر والبحر العربي ومع ذلك تم استهدافها، لكنها أصبحت في حالة الدفاع بدلاً من أن تكون في موضع الهجوم، وتزامنت كثير من عمليات الاستهداف لحاملات الطائرات مع تحضيرها وترتيبها لتنفيذ عمليات عدوانية على بلدنا بحسب السيد القائد.
وأكد أن الأمريكي اضطر إلى أن يهرب بحاملة الطائرات روزفلت من البحر الأحمر ثم حاملة الطائرات لينكولن حتى من البحر العربي ثم أتى بحاملة الطائرات ترومان وهي تهرب باستمرار في كل عملية اشتباك معها. إلى أقصى شمال البحر الأحمر، وأن حاملة الطائرات ترومان تتموضع بعيداً جدا ًعن السواحل اليمنية بما هو أبعد من ألف كيلومتر، وكلما اقتربت من أجل تنفيذ عملية يتم الاشتباك معها ثم تهرب على الفور.
وأكد أن مستوى التصعيد الذي وصل إليه الأمريكي لم ينجح في الضغط على العمليات اليمنية لإيقافها مع أنه من الخطوات المتقدمة جدا للضغط الأمريكي العسكري، وأن حاملات الطائرات الأمريكية فشلت في أن توفر حالة ردع لمنع العمليات اليمنية أو أن تنجح في إيقافها بالفعل لا بالردع ولا بالفعل ولا بالاعتراض.
وتطرق السيد القائد إلى العمليات العسكرية في عمق الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن القصف الصاروخي والطائرات المسيرة والعمليات البحرية استمرت ولم تتوقف حتى تم النصر بفضل الله تعالى.
ولفت إلى أن القوات البرية في القوات المسلحة كانت أيضاً في جهوزية مستمرة، ومرابطة دائمة واستعداد للتصدي لأي محاولات عدوانية برية، وأن العدو الإسرائيلي اشترك مع الأمريكي بعد عجزه عن حماية “إسرائيل”، كما أن
المنظومات الإسرائيلية لم تتمكن من اعتراض الصواريخ وكان لها تأثيرها الكبير الضاغط جداً على العدو الإسرائيلي.
وأوضح أن مستوى الفزع والرعب الذي تصاعد للعدو الإسرائيلي تسبب في طرد ملايين المستوطنين الصهاينة من على فراش نومهم إلى الملاجئ، وأن 5 ملايين صهيوني أو أكثر كانوا يهربون في منتصف الليل أو في آخر الليل إلى الملاجئ في حالة من الرعب والتدافع، لافتاً إلى أن “العمليات اليمنية ألحقت ضررا مباشرا بالوضع الاقتصادي للعدو وتأثيرا على حركة الرحلات الجوية إلى مطار بن غوريون وغير ذلك”.
وأشار إلى أن مسار العمليات العسكرية في الأسابيع الأخيرة ضد العدو الإسرائيلي كانت بأعلى سقف وبكل جرأة من منطلق إيماني وإحساس بالمسؤولية الإيمانية، وأن القوات الصاروخية كانت رأس الحربة في التضحيات التي قدمها المجاهدون في بقية التشكيلات التي كان لها إسهام.