انثى التمساح و صغيرها , عظمة الله.. السيد حسين بدرالدين الحوثي
ولو تأملنا من خلال هدايته للناس ،من خلال تشريعه للناس، من خلال تدبيره لشئون عباده، لشئون مملكته لوجدنا ما يبهرنا من مظاهر رحمته بنا، لوجدنا ما يبهرنا من مظاهر حلمه عنا. رحمته الواسعة بنا ونحن ما نزال في بطون أمهاتنا ،وبهذا ذكَّرنا في القرآن الكريم.
رحمته بنا ونحن في أحضان أمهاتنا، يعطفن علينا بقلوب مليئة بالرأفة والشفقة على الرغم من أننا نكون في ظرف لا ننفع الأمهات فيه بشيء ، بل نؤذيهنّ. أليس الولد يؤذي أمه بأشياء كثيرة؟. يقلقها وقت نومها ، يقلقها أثناء عملها ، يوسخ ثيابها، وتخدمه بكل رغبة ، تخدمه بكل ارتياح ، يعجبها وترتاح حتى عندما تسمع صوته، وإن كان في منتصف الليل بعد أعمال شاقة طول النهار، يعجبها أن تسمع صوته ، وتضمه إلى صدرها وتَحْنُو عليه بقلبها وعطفها.
وهكذا تجد في مختلف الحيوانات الأخرى، حتى تلك الحيوانات الشرسة ،تلك الحيوانات ذات المنظر البشع. أنثى التمساح التي ليس له حِجْر تحتضن صغارها فيه، أين تضع صغارها؟. في فمها. ذلك الفم المليء بالأسنان الرهيبة ، فم طويل فيه مواشير من الأسنان فتحمل أولادها برفق وشفقة فوق أسنانها الرهيبة المفترسة، فيحس بالطمأنينة، ويحس بالارتياح فوق تلك الأسنان، التي لو رآها واحد منا عن بُعْد لولى هارباً من بشاعتها ،لا تحاول أن تطبق فمَها على صغارها، تطبق فمها بالشكل الذي فقط يمسك صغارها. الرحمة حتى داخل الفم المليء بالأسنان المفترسة البشعة الشكل الكثيرة العدد.
وهكذا تجد في بقية مخلوقات الله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بمرحلة من مراحل المخلوقات هي مرحلة الولادة، ومرحلة الحضانة للصغار.
مقتطف من دروس من هدي القرآن الكريم
معرفة الله
عظمة الله
الدرس السابع
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ:
25/1/2002م
اليمن ـ صعدة