صمود وانتصار

بايدن أو ترمب .. الفشل في اليمن سيد الموقف

الصمود||تقرير||محمد المطري

الناشط السياسي والإعلامي طالب الحسني: الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على مواصلة المغامرة الحربية في العدوان على البلد وذلك لمعرفتهم بمدى التضحية التي سيخسرونها دون تحقيق أي نتيجة.
الناشط السياسي أبو طالب: تعزيز القيود الاقتصادية وفرض العقوبات على اليمن خيارات متوقعة لدى ترمب.
العميد حميد عنتر: القدرات العسكرية اليمنية المتطورة كفيلة بكسر أي عزلة اقتصادية وسياسية قادمة

بعد تنصبه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في العام 2017م والتي استمرت لأربعة أعوام، يعود دونالد ترمب مجدداً للرئاسة، مؤكداً في حديثه أثناء التنصيب اتخاذ سلسلة من الإجراءات والقرارات الداخلية والخارجية بما يسهم حد قوله في إعادة العصر الذهبي لأمريكا.

 في ليلة تنصيب دونالد ترمب للرئاسة بالبيت الأبيض تحدث حديث فضفاضاً حول العديد القوانين والإجراءات التي ستطال المؤسسات الحكومية في أمريكا، مؤكدا نوايا أمريكا في ضم قناة بلما ورفع التعرفة الجمركية لعدد من المنتجات القادمة من البلدان الأوربية والغربية.

العجيب في خطاب التنصيب أن ترمب لم يتطرق بتاتاً للسياسة الأمريكية تجاه المنطقة العربية وبالذات اليمن الذي يواجه التحالف الأمريكي البريطاني المعتدي على البلد منذ الـ12 يناير 2024م. إلا أن ترمب وقّع ، أمراً تنفيذياً بإعادة تصنيف أنصار الله في اليمن “منظّمة إرهابية أجنبية”، ويسري مفعول القرار في غضون 30 يوماً من تاريخ إصداره. وزعم البيت الأبيض في بيانٍ له إنّه نتيجةً لسياسة إدارة الرئيس بايدن الضعيفة، أطلق “الحوثيون” النار على السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية عشرات المرات، و”شنّوا العديد من الهجمات على البنية التحتية المدنية في الدول الشريكة، وهاجموا السفن التجارية التي تعبر باب المندب أكثر من 100 مرّة”.

جميعنا يدرك جيداً فشل التحالف الأمريكي البريطاني في عدوانه على اليمن وعجزه الكامل في التصدي للعمليات العسكرية اليمنية المستهدفة للسفن الصهيونية في البحار نصرة لغزة.

تحشيد عسكري أمريكي غربي هائل لم يسبق له مثيل، نفذته الولايات المتحدة الأمريكية في عدوانها على اليمن دون تحقيق أي نتيجة في الحد من القدرات العسكرية اليمنية التي مثّلث معضلة كبرى أمام التحالف الغربي في البحر الأحمر. وعلى إثر ذلك يعلق حلفاء أمريكا  آمالهم على ترمب في إعادة الهيمنة الأمريكية التي أسقطتها القوات المسلحة اليمنية في معركة البحر الأحمر.

سياسة أمريكية ثابتة

 وفي هذا السياق يؤكد الناشط الإعلامي طالب الحسني أن السياسية الأمريكية ثابتة في التعامل مع الملف اليمني ولا تتغير بتغير الرؤساء.

ويوضح في حديث خاص لموقع أنصار الله أن الديمقراطيين الأمريكيين ينظرون للشرق الأوسط بشكل عام ولليمن على وجه الخصوص من منظور التعامل وفق الممكن والمتاح. ويبّين أن الممكن والمتاح تم استخدامه عسكرياً وسياسياً خلال معركة طوفان الأقصى.

ويشير الحسني إلى أن الإدارة السابقة بذلت جهودا إقليمية ودولية كبرى لمواجهة اليمن وإضعاف قدراته العسكرية.

ويلفت إلى أن قدوم الأسطول البحري بكامل عدته ذات التقنيات المتطورة مؤشر واضح على الجدية الأمريكية في ضرب اليمن وانتهاك سيادته وتدمير قدراته العسكرية.

 وبالرغم من تواجد الترسانة البحرية الأمريكية الكبرى في البحر الأحمر ومساعيها الحثيثة في توجيه ضربات دقيقة للقضاء على القدرات العسكرية اليمنية، إضافة إلى استنجادها بدول الاتحاد الأوربي ودول الغرب، إلا أن الفشل الذريع كان سيد الموقف.

ويؤكد الحسني أن أمريكا دائما تُرجع فشلها وهزيمتها السياسية والعسكرية صوب الجمهورية الإسلامية في إيران في محاولة أمريكية للتهرب من الإقرار بالقدرات اليمنية الفذة التي أعيت الأعداء.

الفشل الأمريكي سيد الموقف

ويشير الناشط السياسي والإعلامي طالب الحسني إلى أن التعامل العسكري الأمريكي مع اليمن مُني بهزيمة كبرى ولن يحقق أي شيء سواءً في ضل الرئيس السابق بايدن أو الرئيس الحالي دونالد ترمب، لافتا إلى أن ترمب سيتجه إلى تصعيد الضغوط الاقتصادية على البلد.

ويذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على مواصلة المغامرة الحربية في العدوان على البلد وذلك لمعرفتهم بمدى التضحية التي سيخسرونها دون تحقيق أي نتيجة، مبيناً أن ضغوطاتهم التي مارسوها سابقاً على التحالف السعودي والإماراتي لم تعد تجدي حالاً؛ وذلك نظراً للمخاوف السعودية والإماراتية من نتائج أي عدوان قادم على البلد كون اليمن يمتلك قدرات عسكرية متطورة ستسهم في إلحاقهم خسائر اقتصادية كبرى.

ويرى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعطي مساحة كبرى للسفارة الأمريكية في التعامل مع الملف اليمني.

ويعتقد الحسني أن ترمب لن يخاطر في التصعيد العسكري ضد اليمن وذلك لإدراكه أن الدخول في الحرب المباشرة ضد اليمن خطأ فادحاً له تبعاته على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي.

أمريكا تنظر لليمن من منظور إسرائيلي

بعد هزيمتها المدوية في اليمن وسقوط أعظم ترسانتها العسكرية من حاملات طائرات ومدمرات وغيرها تنظر الولايات المتحدة الأمريكية لليمن أنه يشكل تهديدا خطيرا على المصالح الأمريكية في المنطقة.

وبناء على ذلك تبحث أمريكا عن وسائل وخيارات بديلة تسهم في التخلص من التهديد اليمني، إلا أن الجهوزية العالية للقوات المسلحة اليمنية وتطويرها المستمر لقدراتها العسكرية سيسهم بلا شك في إبقاء التهديد على أمريكا وحلفائها وتعزيزه في المنطقة.

ويرى الناشط السياسي والإعلامي عبد العزيز أبو طالب أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر لليمن ولـ “الشرق الأوسط” من منظور إسرائيلي أي بما يخدم الكيان الصهيوني والمصالح الأمريكية في المنطقة.

 ويحكي أبو طالب أن من الخيارات المتوقعة خلال المرحلة القادمة قيام ترمب بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والدولية على اليمن بغرض إبقاء اليمن في عزلة دولية، مشيرا إلى أن الخيار العسكري بعد فشله في مواجهة اليمن غير وارد في خيارات ترمب.

ويرى أبو طالب أن ترمب سيبذل جهوداً عالية في محاولة لعزل اليمن عن الدول الصديقة أمثال العراق ولبنان والجمهورية الإسلامية في إيران. ويعتقد أن ترمب سيلجأ لاستخدام الملف الإنساني المتمثل في المساعدات الدولية لليمن وذلك  بهدف الإضرار باليمن.

عزل اليمن سياسياً واقتصادياً هدف غير ممكن

وبالرغم من القدرة العالية للولايات المتحدة الأمريكية في اليمن عن بقية الدول وفرض حصار اقتصادي خانق وهي سياسية أمريكية معروفة تنهجها ضد أي دولة مناهضة لسياستها، إلا أن الموقع الاستراتيجي لليمن سيؤهل البلد في كسر أي حصار اقتصادي تحاول أمريكا فرضه على اليمن، كما أن إطلالة اليمن على مضيق باب المندب سيجبر كافة بلدان العالم في التعامل السياسي والاقتصادي مع اليمن.

وفي هذا السياق يؤكد الناشط السياسي مستشار مجلس رئاسة الوزراء العميد حميد عنتر أن القدرات العسكرية اليمنية المتطورة كفيلة بحماية الحق السياسي والاقتصادي للبلد.

ويوضح في حديث خاص لموقع أنصار الله أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها وعملائهم من الأنظمة العربية وعلى رأسها النظام السعودي والإماراتي لهم تجربة عسكرية واسعة في مواجهة اليمن استمرت لعقد من الزمن وخلالها أدركوا فشلهم الذريع وأيقنوا أن هزيمة اليمن عسكرياً غير ممكن ومستحيل البتة.

ويبين عنتر أنه وأثناء التكالب العالمي بقيادة السعودية والإمارات قدمت الولايات المتحدة الأمريكية دعما لوجستيا وعسكرياً كبيرا تضمن أسلحة محرمة دولياً، كما أن التحالف الأمريكي البريطاني الداعم للإجرام الصهيوني استخدم ما بوسعه في سبيل استهداف القدرات العسكرية اليمنية والحد منها غير أنهم فشلو في ذلك.

ويشير إلى أن الإدارة الأمريكية في السابق والحاضر استخدمت كل أوراقها العسكرية والسياسية والاقتصادية وفشلت في كل أوراقها، فحين انتصر اليمن انتصارا سياسيا وعسكرياً اذهل العالم، مستدلا بالموقف اليمني التاريخي المشرف في مساندة غزة والانتصار لمظلوميتها.

ويؤكد أن لا سبيل أمام أمريكا وحلفائها سوى ترك اليمن وعدم التدخل في شؤونه الداخلية، وترك مصيره لليمنيين أنفسهم، وما دون ذلك ستعود نتائجه السلبية على أمريكا وحلفائها.