صمود وانتصار

اليـمن حين تـغضـب !

الصمود | أقلام حرة | 6 / 9 / 2016 م
بقلم / عبدالله علي صبري
بسم الله الرحمن الرحيم

الحرب على اليمن ليست نزهة..حقيقة خبرها الغزاة عبر التاريخ، بيد أن آل سعود لم يفقهوا بعد أن عدوانهم على اليمن لن يكون بلا ثمن.
وحتى عندما باتوا يتململون على استحياء جراء الضربات الموجعة التي تصفعهم فيما وراء الحدود، فقد دأبوا على التهوين من شأن القوة الصاروخية اليمنية، والزعم أن ما يتعرضون له في الحدود مجرد مقذوفات لا وزن لها في الاعتبارات الميدانية..وبالطبع فقد زعم قائلهم أن المتسللين اليمنيين في الحدود السعودية يدخلون ولا يخرجون، قاصدا في استخفاف أنهم يلقون حتفهم بمجرد أن تعثر عليهم قوات حرس الحدود.
غير أن المشاهد التي بثها الإعلام الحربي وحظيت بمشاهدة كبيرة من لدن المواطن السعودي قبل اليمني، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن المقاتل اليمني لا يتسلل أو يخاتل، لكنه يقتحم المواقع ببأس شديد تجعل العدو في حالة من الذعر، تدفعه للفرار إلى حيث يمكن أن ينجو، إن نجا بالفعل.
لكن ما كان يتحدث عنه إعلام العدو على خجل، كشف عنه الوزير الأمريكي جون كيري، الذي تعمد ذكر الصواريخ البالستية في خطته، وضرورة تسليمها لطرف ثالث ما يزال مجهولا..
وبرغم أن اليمن ما تزال منفتحة على الحل السياسي الذي يضع حدا للحصار ونزيف الدم، إلا أن السعودية ومرتزقتها ما زالوا غارقين في سباتهم وهم يتحدثون عن مليشيات عليها أن تسلم السلاح للدولة، وكأن على اليمن أن تكون دولة منزوعة السلاح حتى يكون مرضيا عنها من قبل المجتمع الدولي..( لاحظوا أن تل أبيب تشترط نزع السلاح عن الدولة الفلسطينية المحتملة إن كان لا بد من القبول بهذه الدولة أصلا)..
وهكذا فمن أجل أمن السعودية وليس بهدف تأمين الشرعية المزعومة، يقترح كيري نزع سلاح اليمن بزعم أنه تحت سيطرة المليشيا، متجاهلا أن التحالف سبق وأعلن أنه قضى على القوة الصاروخية البالستية اليمنية، ومتغافلا عن حقيقة أن الجيش واللجان الشعبية اليمنية يخوضون غمار معركة مقدسة يلتف حولها الأحرار في الداخل والخارج، وأن إدارة المعركة بمختلف جوانبها تؤكد أن اليمن يعيش حالة لا تعرفها حتى الدول التي كانت تمتلك أعتى الجيوش.
لقد كان على اليمنيين دولة وشعباً، أن يخوضوا معركة الصمود والتحدي ضمن خطوات استراتيجية وقودها الغضب الفاعل تجاه أفاعيل وجرائم العدوان، وكما نجحت اليمن وتجاوزت مرحلة الصبر الاستراتيجي، فإنها اليوم وبعد الإعلان عن بركان 1، على أعتاب مرحلة جديدة من الردع الذي يوجب على العدو أن يعيد النظر في مختلف مخططاته إن شاء أن يأمن غضب اليمنيين ونفاد صبرهم!!