ضفةُ الضفات
منى ناصر
يبدو وكأن العدوّ الإسرائيلي لم يتعلم الدرس الذي لقنه له محور المقاومة في غزة العزة، فهُزم ثم أدبر فهَرب، وتناثر وتناثرت سمعته التي كان يدعي بها، هرب من غزة العزة وأصبحت خارج نطاق حسابات العدوّ الإسرائيلي؛ لأَنَّه بإذن الله لن يدخلها مرة أُخرى لما حصل له من هزيمة ساحقة في غزة، فاتجه إلى شركائه من قطعان المستوطنين ليفرغ عليهم أكاذيبه وهو الذي اعتاد على الكذب، فمن منظوره الغبي أنه قد حقّق بعض الانتصارات في حربه على غزة: منها تأمين جبهة سوريا اليد الممتدة للمقاومة من حزب الله فاتجه إلى الضفة الغربية.
إن الكيان الصهيوني لم يستطع دخول الضفة الغربية إلا بمساعدة حكومة عباس النظام العميل للأسف، فاستطاعت السيطرة على مقاومة الضفة الغربية، واتجه لها محاولًا تأمين تلك الجبهة لصالحه، فقام بالحصار وعمل على أسر المواطنين محاولًا صنع سور حديدي يحمي الكيان الصهيوني من تلك الجهة وهذا ما أطلقه على عمليته “عملية السور الحديدي” أي أنه حاول بمساعدة السلطة الفلسطينية الموالية له في التحكم في زمام الأمور في الضفة الغربية الباسلة، ومن جهة أُخرى يحاول تأمين تلك الجبهة؛ مِن أجلِ كسب الوقت لكي يستمر العدوّ الإسرائيلي والعدوّ الأمريكي في مسار التطبيع، فتكون تلك الجبهة جميعها مؤمنة، وأن يكون العدوّ في مأمن خوفًا من طوفان آخر، ليؤخر عملية التطبيع وحتى إن لم تجهض عليه نهائيًّا عملية مسار التطبيع فهو يحاول تأمين تلك الجهات في فلسطين؛ لأَنَّه لن يستمر في مسار التطبيع ما دام هنالك انتفاضة في فلسطين تسمح له بالتطبيع، فالانتفاضة معناها إيقاف العدوّ عند حده.
لذلك إن الانتفاضة ما زالت مُستمرّة في فلسطين وكذلك محور المقاومة وجميع الأحرار والشرفاء في هذا العالم، سيجعلونه يقف عند حده من جديد فمهما حاولوا لن يستطيعوا ذلك أبدًا بإذن الله تعالى ما دام الله معهم.
إن الدول التي تحاول التطبيع والذي بكل تأكيد لن يرضى لها كُـلّ مقاوم حر وشريف في هذا العالم، وما دام هناك اضطهاد للشعب الفلسطيني فهو يحاول تأمين جميع الجهات لإكمال مسار التوسع، وَهيهات له ذلك ما دامت الأُمَّــة تمتلك محور مقاومة باسلة بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- وزاده الله قوة وتمكين، كذلك الرجال البواسل الذين هم:{أشداء على الكفار رحماء بينهم} فمهما خطط العدوّ وعمل على التطبيع والاحتلال فنحن له بالمرصاد وسنحبط أعماله والعاقبة للمتقين والله حسبنا ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير.