صمود وانتصار

راعيةُ الإرهاب تصنِّفُنا بالإرهاب

احترام عفيف المُشرّف

يأتي الأهوجُ الأمريكي ترامب بولايته الثانية بقرار قديم جديد لا يقدم ولا يؤخر في شيء، وهو تصنيف أنصار الله في قائمة الإرهاب، طبعًا على مذهب أمريكا ومن في فلكها الذين سيفرحهم هذا القرار والذي لن يغير في نهج اليمن وسياسته ومساندته لغزة وللمستضعفين في الأرض شيء.

اليمن الذي لم تركعْه الطائراتُ الأمريكية ولا أنواع الصواريخ التي أمطروه بها لسنوات فلن يكون لهذا القرار في أجندته أي معنى.

دعونا نتعرف على من صنفنا بالإرهاب، أنها أمريكا أُم الإرهاب وعاصمته وعرابته، أمريكا التي حيثما وجدت وجد الإرهاب والخوف والقتل والتدمير والتي أخرجت للعالم النبت الشيطاني المسمى “إسرائيل” وغيرها من النباتات الزقومية كداعش وطالبان، تصنفنا بالإرهابيين.

أمريكا التي خلقت الإرهاب ولقنته دروسها وألبسته عباءتها غير القابلة للآخر، وأطلقته في أرجاء المعمورة وكان نصيب بلاد المسلمين منه هو الأكبر، كيف لا ومخطّطها أن تلصقَ ذاك الوليد النكرة بالإسلام لتتمكّن من محاربة الدين الذي بظهوره وسطوع شمسه الحقة لن يبقيَ لأمريكا وإرهابَها مكانٌ تحت الشمس.

وراعيةُ الإرهاب معروفٌ من تصنيفها مَن هم الإرهابيون، أنهم من يقولون لها لا، هم من يقفون ضد “إسرائيل”، هم من يرفضون التطبيع والمداهنة.

انكشف قناع أمريكا لكل ذي لب، وبانت بوجهها الحقيقي أمريكا الشيطان الأكبر، والتي حيثما مدت ذراعيها وانشبت أظافرها حَـلّ البؤس وبدا الدمار، أمريكا التي تتشدق بحقوق الإنسان وهي من تقتل الإنسانية وتنتهك الحريات.

وإدراج اليمن للمرة الثالثة بقائمتهم ليس بمستغرب، فأنصار الله إرهابيون؛ لأَنَّهم وقفوا مع غزة، إرهابيون لأَنَّهم واجهوا النار بالنار والتصعيد بالتصعيد وغيَّروا المعادلة، إرهابيون لأَنَّ ضرباتهم أوجست الصهيوني وأرهبت الأمريكي.

اليمن البلد الفقير المحاصر لسنوات، اليمن الذي تعرض لحرب كونية من قوى الشر، اليمن الذي لم يدفن رأسه في رمال الذل والاستكانة، ولم يغض طرفه عنما يحدث في غزة من إبادة، بل قام وقالها لغزة “لستم وحدكم” وأعلنها للعالم “نحن مع غزة حتى النصر” وعندما جاء النصر لغزة جاءوهم بقرارهم الكسيح.

إذا كنا إرهابيون لأَنَّنا أرهبنا أمريكا و”إسرائيل” وخدامهم الخانعين فلا ضير في ذلك، لكم دينكم ولنا دين، وسنظل نرهبكم ونرعبكم حتى تعرفوا ويعرف مَن ما يزال جاهلًا بالأمور بأننا لا نخاف ولا نداهن ولا نساوم بالحرية والكرامة والأرض هذا هو إرهابنا، ولكم إرهابكم الذي ترهبون به الأطفال والنساء والآمنين، وترهبون به الدمى الذين تسمَّوا بالحكام وهم لا يعون ولا يملكون من أمرهم شيء، وليس لهم خوف إلا على كراسيهم التي هم عليها خائفين أن تُنزع من تحتهم.

لنا إرهابُنا في إيقافِكم والوقوفِ بوجهكم حتى نخلص الأرض من كُـلّ متكبر قد أخذته العزة بالإثم، ولكم إرهابكم في الذبح وسحق المظلومين هذا إرهابنا وذاك إرهابكم.

(قَدْ كَانَ لَكُمْ آَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخرى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ).

صنفونا ما شئتم فهَـا هو يمن الإيمان وهاهم الأنصار واقفون بوجه أمريكا وربيبتها، ها هم الأنصار يجبرون العدوّ الصهيوني على وقف المجازر في غزة، ويلحقون به الخسائر المادية والهزائم المعنوية وقد جعلوا منهم ومن قبتهم الحديدية أضحوكة، ها هم الأنصار يقولون العزة لله وليست لأمريكا.

وستظل صنعاء شامخة ترفض الاستسلام والخنوع وليصنفها العدوّ بما شاء.