صمود وانتصار

الشهيد القائد: منارة الحق وجسر الحرية الذي لا يسقط

الصمود||مقالات||عبد الغني حجي

السلام على شهيد القرآن، من جعل من آياته سراجًا ينيرُ به طريق الحق، وجعل من حروفِه درعًا يصد به طغيان الظالمين، السلام على من خطّ في مسيرته معاني الإيمان، واستلهم من كتاب الله قوته، وبنى على هديه عقيدته الراسخة، السلام على سيد المجاهدين، رافع لواء الكرامة، ومزلزل عروش المستبدين.

السلام على من كانت صرختُه نداءَ الحق في زمن الصمت، السلام على من أيقظ الأُمَّــة من غفوتها، وأعاد للإسلام هيبته ورونقه، السلام على القائد الذي ثبت كالجبال أمام العواصف، وأضاء دروب الحرية بشجاعته، السلام على من واجه قوى الظلم والطغيان بثبات الجبال وإيمان الأنبياء، السلام على من كان للحق صوتًا مدويًا، وللمستضعفين ملجًا وملاذًا، من حمل راية الإسلام بصدق النية وصفاء القلب، ورفعها عاليًا ليقول: لا للظلم، لا للطغيان، نعم للحرية والعدالة.

السلام على من زرع في أرواحنا بذور العزة، وسقى قلوبنا بمعاني الكرامة، من علّمنا أن الجهاد ليس موتًا، بل حياة لا يفهمها إلا الأحرار، السلام على الحسين ابن بدر الدين، الذي سلك درب جده العظيم في إصلاح الأُمَّــة، وواجه طغيان الأعداء بقلب لا يخشى سوى الله، فجعل من دمه الطاهر نورًا يهدي المستضعفين، ومن جسده سدًا يصد أطماع الظالمين.

السلام على الشهيد الذي كتب بدمه أروع قصص البطولة، السلام على من جعل حياته سعيًا دؤوبًا لنصرة الحق، وجعل مماته صرخةً خالدة زلزلت قلوب الطغاة وأخافت جبابرة الأرض.

السلام على من علّمنا أن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع من أنياب الطغيان، وأن الشهادة ليست نهاية، بل بداية حياة أبدية بين الخالدين.

السلام على الحسين، القائد العظيم الذي أضاء اسمُه صفحاتِ التاريخ، ورسم بدمه الطاهر معالم المجد.

السلام على المعلم الذي لم تزل كلماته توقظ القلوب، وتجدد العزم، وتحيي الأمل، رمز الفداء الذي أصبحت روحه الطاهرة منارةً لكل الأحرار، وصوتًا خالدًا يدعو إلى الحق، ويدافع عن المستضعفين. السلام عليك يا سيدي ورحمة الله وبركاته، يا من كنت وما زلت نورًا يضيء لنا دروب الكرامة والحرية.

يا سيدي، لقد جعلت من دمائك الطاهرة حروفًا تُكتب بها معاني الإباء، وأسسًا يُبنى عليها صرح العزة والكرامة، وأرويت بها قلوبًا كانت ظمأى للعدالة يا من أصبحت رمزًا لكل مقاوم، ورايةً لكل ساعٍ إلى نصرة الحق، سنظل نستلهم من مسيرتك المجيدة الصبر والقوة، وسنظل نحمل لواءك حتى يتحقّق وعد الله بنصر المستضعفين، ويزول الباطل وتُقام العدالة.

سيدي القائد، إرثك لم يكن كلمات تُروى، بل عقيدة تجري في العروق، وراية لا تسقط، وأملًا لا يموت، لقد أحييت فينا روح الجهاد والإيمان، وأشعلت في نفوسنا نار العزيمة التي لن تنطفئ حتى يتحقّق وعد الله.

سيدي الشهيد، أرادوا بقتلك أن يطفئوا نور الجهاد، فكان من نصيبهم الخزي والهزيمة، ومن نصيب مشروعك العظمة والانتصار، يا من علّمتنا أن المجاهد لا يموت، بل يظل حيًّا في قلوب الأحرار، يوقظ هممهم، ويجدد عزمهم، ويذكرهم أن النصر وعد الله، وأن الباطل زائل مهما طال أمده، السلام عليك يا سيدي ورحمة الله وبركاته.