صمود وانتصار

الشهيد القائد والمشروع القرآني التحرري

الصمود||مقالات||محمد الضوراني

تحَرّك الشهيد القائد حسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- من استشعاره بالمسؤولية أمام الله عز وجل، وأمام الأُمَّــة الإسلامية المستهدفة بكافة، عانوا الاستهداف العسكري والثقافي والاقتصادي وفي كُـلّ المجالات.

إن تحَرّك الشهيد القائد هو تحَرّك منبعه توجيهات الله عز وجل، في القرآن الكريم الذي أمرنا أن نعد للأعداء العدة، وأن نعرف مخطّطاتهم ومشاريعهم ونعمل على إفشالها وفق المنطلق الإيماني الذي يحافظ على الإنسان المؤمن من الانحراف.

المسيرة القرآنية التربوية الأخلاقية الإيمانية التي تحَرّك من خلالها الشهيد القائد وحرك الأُمَّــة فيها، هي من كسرت وأفشلت وعطلت تحَرّك الأعداء الأمريكي وَالإسرائيلي ومن سار معهم، في زمن ساد فيه الخضوع والخنوع والاستسلام في أوساط هذه الأُمَّــة المستهدفة، جاءت المسيرة القرآنية كمشروع حقيقي، مشروع عملي يتجسد بالقول والعمل والمواقف، مشروع تجلت ثمرته في موقف اليمن المشرف والصحيح الإيماني، الذي ليس فيه لبس أَو تشكيك، موقف يتشرف به كُـلّ اليمنيين وكل أبناء هذه الأُمَّــة، موقف أمرنا الله به وهو الوقوف مع المظلومين المستضعفين والمؤمنين في توحد إيماني حقيقي، ليس فيه حسابات سياسية أَو مصالح دولية أَو أي أهداف أُخرى، موقف يرضي الله في المقام الأول ويرضي رسوله -صلوات الله عليه وعلى آله- ويرضي المؤمنين الصادقين.

لذلك كان للمشروع القرآني وللشهيد القائد الدور الكبير في الانتقال باليمن والشعب اليمني من واقع الضعف والسيطرة الأمريكية الصهيونية على القرار اليمني لواقع آخر لا يمكن أن تصادر فيه المواقف والقرارات من تلك الدول التي تهيمن على العالم بكله لواقع القرار الوحيد، المهيمن عليه هو التوجيهات الإلهية في القرآن الكريم، والحرية الوطنية ضمن المنطلق الإيماني الثابت بعيداً عن الوصاية للخارج، ضمن قرار يمني لا يمكن المساومة عليه أَو المساس به أَو تغييره لصالح أجندات أُخرى.

هذا المشروع التحرّري وفق المنطلق الإيماني، المشروع التربوي الذي من خلاله تعرت كُـلّ الشعارات الكاذبة للغرب الكافر عن الحريات وحقوق الإنسان وغيرها من شعارات بعيدة كُـلّ البعد عن الواقع الذي يعيش فيه العالم الذي يهيمن عليه قِوَى الظلم والجبروت والشر؛ فكان لتحَرّك الشهيد القائد في مرحلة شديدة الْخَطَر، وفي حالة من الاستسلام والخضوع والخوف والقبول بحالة الصمت والسكوت من كُـلّ الأنظمة والشعوب في المنطقة، وبالأخص بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي من خلالها تحَرّك الأمريكي لفرض الهيمنة على كُـلّ الدول باسم مكافحة الإرهاب؛ فجاء الشهيد القائد وعرف الجميع وفق القرآن الكريم أن الإرهاب صناعة أمريكية وكشف مخطّطاتهم وعزز لدى الجميع أهميّة الارتباط بالله والتمسك به والابتعاد عن حالة الخوف من أمريكا والعصا الغليظة للأمريكي كما يسمونها، وأثبت من خلال القرآن والأحداث أن أمريكا ما هي إلا قشة، وقد شاهد الجميع من خلال المعركة البحرية كيف هربت تلك البوارج والسفن الحربية الأمريكية من المواجهة في حالة من الضعف والهوان أمام المؤمنين الصادقين.

إنها مسيرة الحق ومشروع الحق الذي لا بُـدَّ أن يتمسك به الجميع ويرتقي بواسطة الجميع إيمانيًّا وَفق الثقافة القرآنية، فسلام الله على الشهيد القائد رضوان الله عليه.