بيان نعي بفاجعة وفاة السيد العلامة المجتهد محمد بن محمد المنصور
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)
والقائل : يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)
والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وآله الطاهرين وصحابته المنتجبين القائل (الأجر على قدر المصيبة، فمن أصيب بمصيبةٍ فليذكر مصيبته بي؛ فإنكم لن تصابوا بمثلي )والقائل صلى الله عليه وعلى آله وسلم {(موت العالم مصيبة لا تجبر ، وثلمة لا تسد، وهو نجم طمس…..)
وبعد
بقلوب يعتصرها الألم وجو مشبع بالأحزان والأسى تنعي رابطة علماء اليمن للأمة العربية والإسلامية السيد العلامة المجتهد الرباني / محمد بن محمد بن إسماعيل المنصور –رئيس الهيئة الاستشارية العليا لرابطة علماء اليمن رحمه الله تعالى والذي وافته المنية قبيل فجر يومنا هذا الجمعة الموافق 7/ ذو الحجة/ 1437هـــ الموافق 9/9/ 2016م عن عمر ناهز الرابعة بعد المائة قضى معظمه في خدمة الدين والوطن والأمة العربية والإسلامية .
إن وفاة مثل هذه القامة العلمية لهي بحق مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
لقد كان هذا العالم العابد الورع نجما من أنجم الاقتداء والاهتداء ومرجعية من مراجع الإفتاء للأمة الإسلامية كلها وليس لأهل اليمن فحسب
فقد أثرى المكتبة الإسلامية بمؤلفاته القيمة وأفنى عمره في خدمة العلم والتعليم وخدمة الدين والأمة الإسلامية
كما أسهم الفقيد الإسهام الكبير في نهضة اليمن الفكرية والتعليمية والمحافظة على أصالته وهويته من خلال مؤلفاته المشهورة و تدريسه للطلاب الذين بلغ بعضهم مرتبة الاجتهاد ومن خلال اهتمامه البالغ ورعايته المباشرة لطلاب العلم .
و كان للفقيد الأثر العظيم في مجال تقنين الشريعة الإسلامية عندما كان عضوا في مجلس الشعب التأسيسي
لقد أجمع على فضله الخاص والعام والقريب والبعيد والعدو قبل الصديق وكان محل تقدير الجميع بلغ مرتبة كبرى أهلته لأن يكون وزيرا للعدل والأوقاف وناظرا للوصايا فكان ذلك العالم الورع التقي والشخصية النزيهة التي حافظت على مقدرات الأوقاف وهيبة العدل
وكانت له رسائله وبياناته المزلزلة لعروش الظالمين أبان حروب صعدة الست الظالمة التي دلت على أنه لم يكن يخش إلا الله في الوقت الذي كان الكثير يعيش حالة الخوف والرعب والمداهنة
ورابطة علماء اليمن إذ تتقدم إلى أسرة الفقيد و الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية بأحر التعازي والمواساة بفاجعة وفاة هذا العالم الرباني العابد الزاهد أحد علماء الأمة وعظماءها ونجوم الآل الكرام بعد تاريخ مشرق حافل بالعطاء والبذل في تبليغ رسالات الله وتعليم عباده وخدمة الأمة ومواساة المستضعفين ومقارعة المستكبرين ونفي تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وكشف حقيقة الحاقدين تدعو الجهات المعنية إلى إحياء سيرة ومناقب هذا العالم وتبني طباعة مؤلفاته كونها تمثل حصانة لليمن والأمة من الغزو لها من الأفكار الدخيلة المدمرة
كما تدعو إلى تشجيع طلاب العلم ودعمهم كما كان الفقيد حتى يتخرج العلماء والدعاة والخطباء الحاملون للفكر الأصيل الذي لا يُقَارُّ عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلَا سَغَبِ مَظْلُومٍ.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان وان يخلفه على الشعب اليمني والأمة العربية والإسلامية باحسن خلافة
وإنا لله وإنا إليه راجعون
صادر عن رابطة علماء اليمن
بتاريخ 7/ذي الحجة /1437هـــ الموافق 9/9/2016م