صمود وانتصار

إنهم يعيدون رسم العاصفة، فليحزم “أل سعود متاعهم”

 

الصمود – خاص – تحليلات- 1/ 12 /2015

الحسين محمد الجنيد

بعد سقوط مدينة الربوعة، باتت مدينة الخوبة وغيرها من المدن في الجنوب السعودي تتهيء وتشرّع أبوابها لاستقبال أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية، بعد مضي ما يقارب التسعة أشهر على بداية عملية “عاصفة الحزم” التي دشنت بها مملكة التكفير عدوانها على بلد الإيمان، وكأن الجيش اليمني ولجانه الشعبية يوجهون رسالةً إلى القابع على كرسي الإعاقة الذهنية، مفادها “هكذا يكون العصف”.

حصاد العصف
اثنا عشر موقعاً عسكرياً سعودياً في جيزان هي حصيلة الانتصارات التي حققها أبطال جيشنا اليمني المسنود باللجان الشعبية في عمق الأراضي السعودية، حيث أفادت المصادر العسكرية الميدانية من هناك أن الجيش واللجان الشعبية خاضوا معارك عنيفة طوال ليلة الأحد الفائت مع القوات السعودية المسنودة بالطيران، أسفرت عن تمكن الجيش واللجان الشعبية من السيطرة الكاملة على 12 موقعاً عسكرياً سعودياً أهمها “موقع ملحمة”، “موقع الرديف”، “موقع الممعود” بالإضافة إلى سقوط عدد من القرى المحيطة بتلك المواقع، هذا وقد أكدت المصادر سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات السعودية ولاذ بقيتهم بالفرار، مخلفين وراءهم العديد من الأليات العسكرية المدمرة وكميات كبيره من الذخائر والعتاد العسكري، غنمها أبطال الجيش واللجان الشعبية.
وعلى ذات السياق ولكن في مشهدٍ بطوليٍ أخر، لم تكد تمر الـ 24 ساعة على انتصارات جبهة جيزان، حتى يعلن الجيش اليمني واللجان الشعبية عن اسقاطهم لثلاث مواقع عسكريه هامه في جبهة نجران، فقد أفادت المصادر العسكرية عن قيام الجيش واللجان الشعبية بعمليات عسكرية نوعية خاطفة في منطقة الشرفة بنجران تمكنوا خلالها من إسقاط كافة المواقع العسكرية السعودية فيها، وأكدت المصادر بأن تلك العمليات نُفِذَت في فترةٍ زمنيةٍ وجيزة، لم يتمكن فيها العدو السعودي من إلتقاط أنفاسه أو حتى إدراك ما جرى، مشيرةً إلى أن خمس عشرة آليةٍ سعوديةٍ قد تم تدميرها خلال تلك العمليات، إضافةً إلى تدمير دبابتين من نوع “إبرامز” وثلاث عربات من نوع “برادلي” وسبع مدرعات وثلاث جرافات عسكرية وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات العدو السعودي. ولفتت تلك المصادر بأن هذه العمليات تعد استكمالاً للعملية التي أطلقها الجيش واللجان الشعبية بتاريخ 21 من شهر نوفمبر الفائت والتي سقط على إثرها موقع الشبكة العسكري، وبهذه العمليات يكون الجيش واللجان الشعبية قد تمكنوا من تأمين موقع الشبكة العسكري تأميناً كلياً وبات يخضع فعلياً للسيطرة الكاملة، لتصبح بذلك مدينة نجران عاريةً تماماً ولقمةً سائغةً إذا ما قرر أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية اقتحامها.

رتوش لتجميل الهزيمة
بالمقابل، حيث انشغلت وسائل الإعلام السعودي بالتغطية الخبرية لسقوط عدد من القذائف المدفعية على حيي “الفيصلية”، و”الضيافة” داخل مدينة نجران وذلك لاحتواء ما يجري في الجبهات الحدودية من معارك وهزائم نكراء يتلقاها جيشهم الهارب من مواقعه العسكرية، حيث صرّح أحمد عسيري المتحدث الرسمي باسم “التحالف” عبر شاشة الحدث معللاً سقوط تلك القذائف داخل مدينة نجران “إن نجران تقع على الحدود، وعسكرياً هي في مرمى أي نوع من هذه القذائف” مضيفاً في تصريحه بأن من أسماهم “بمليشيات الحوثي” يستغلون العوامل الجغرافية للأرض فيتمكنون من التسلل وإطلاق تلك القذائف، فين حين يرى مراقبون بأن هذا التعليل لا يعد إلا اعترافاً مبطناً وواضحاً عن تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية من التوغل في عمق الأراضي السعودية.
هذا وقد أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن مصرع ثلاثةٍ من جنودها في قطاع الحرث بجيزان عند الحدود مع اليمن، في حين أكد الأستاذ صلاح العزي مسئول المعلومات في الإعلام الحربي اليمني للأخبار اللبنانية “من غير الممكن تحديد عدد دقيق للقتلى”، مشيراً إلى أن اعتراف الرياض بمقتل عدد من جنودها “هو دليلٌ كافٍ على أن عدد القتلى كبير”.
وفي نفس السياق التجميلي للهزيمة حين باغت أحد الصحفيين عسيري أثناء المؤتمر الصحفي بالسؤال عن أسباب استمرار الحرب لأكثر من ثمانية أشهر يرد عسيري “نحن نقوم بعمليات عسكرية كبيرة نواجه فيها قوات ليست قليلة العدد” مضيفاً بقوله: “الميليشيات الحوثية لديها استعداد كبير”، وفي سابقةٍ تعد هي الأولى يتحدث فيها عسيري عن مشاركة أعداد كبيرة من الجيش اليمني في المعارك حيث أشار في سياق إجاباته على الصحفيين أن الجيش اليمني جيش مدرب تدريب عالي ولديه إمكانات كبيره ويتفوق على العديد من جيوش بعض الدول.