أهمية الاستعداد والتهيئة النفسية لاستقبال شهر رمضان المبارك
السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي "يحفظه الله"
الصمود| القول السديد |
بما أننا على مقربةٍ من قدوم الشهر المبارك: شهر رمضان، ونحن في الجمعة الأخيرة من شعبان، لم يتبق إلَّا الأيام القليلة إلى حين دخول الشهر المبارك، رأينا أنه من المناسب أن نستفيد في هذه الجمعة المباركة (الجمعة الأخيرة)؛ بغية الاستعداد الذهني والنفسي لاستقبال هذا الشهر المبارك، وأن نستفيد في هذه الجمعة الأخيرة من خطاب رسول الله “صلوات الله عليه وعلى آله” في آخر جمعةٍ من شهر شعبان، ذات مرة مع قدوم موسم شهر رمضان المبارك، وفي آخر جمعةٍ من شهر شعبان، خطب رسول الله “صلى الله وسلم عليه وعلى آله” خطاباً مهماً، وهذا يأتي في سياق لفت الانتباه، والاستعداد الذهني والنفسي المسبق، ما قبل دخول شهر رمضان المبارك، وهذه مسألة مهمة من الناحية التربوية.
في العادة يركِّز الناس مع اقتراب دخول شهر رمضان على بعض الاستعدادات، البعض مثلاً: قد يركز على الاستعدادات فيما يتعلق بالجانب الغذائي، توفير بعض المتطلبات الأساسية والاحتياجات الضرورية لشهر رمضان المبارك، أو كذلك العناية بتوفير بعض أنواع المواد الغذائية، التي- عادةً- يتم التركيز عليها في شهر رمضان المبارك، وتختلف اهتمامات الناس وطبيعة استعدادهم لهذا الشهر المبارك، وللظروف الاقتصادية العامة، سواءً على بلدنا في اليمن، أو حتى في خارج اليمن، لها تأثيرها السلبي الكبير في معاناة الناس، وأثَّرت إلى حدٍ كبير على أشياء كثيرة في واقع حياتهم.
من الطبيعي على المستوى المعيشي أن يكون لدى الناس اهتمام بتوفير احتياجاتهم الضرورية، على مستوى المواد الغذائية، أو غير ذلك، مع أنَّ للظروف الصعبة الأثر الكبير على الكثير من الناس في ذلك، ولكن يجب أن يكون في مقدِّمة اهتماماتنا، وفي مقدِّمة ما نركِّز عليه: هو الاستعداد الذهني والنفسي لاستقبال هذا الشهر المبارك، واغتنامه فيما يتعلق بالمسائل المهمة جداً، والفرص الكبيرة التي هيَّأها الله لنا في شهره المبارك، ودلَّنا عليها، وأخبرنا بها في كتابه الكريم، وعلى لسان نبيه “صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله”، فأن يستبق النبي “صلى الله عليه وعلى آله وسلم” دخول شهر رمضان، ويتحدث في خطبته في آخر جمعةٍ من شهر شعبان، قبل دخول شهر رمضان، فهو في هذا السياق: الذي يدل على أهمية لفت الانتباه، والعناية بما هو مهمٌ ومفيد.
قد يدخل البعض إلى شهر رمضان المبارك دخولاً اعتيادياً روتينياً، والحالة الروتينية الاعتيادية أفقدت الكثير من الناس قيمة الكثير من الأمور المهمة في دينهم، لاحظوا مثلاً: الصلاة أصبحت حالة اعتيادية روتينية، هذا جيد من حيث سهولتها على نفس الإنسان، ولكن أن يفقد الإنسان استشعار عظمتها، وقيمتها، وأهميتها، وإيجابياتها، وفوائدها، وعطائها التربوي والروحي، فهذه مشكلة، تجعل الإنسان يخسر الكثير من أثرها التربوي المهم.
كذلك الصيام، عندما يدخل الإنسان بشكلٍ اعتيادي روتيني إلى شهر رمضان المبارك، بدون أن يكون مستعداً، متهيئاً نفسياً، ومدركاً عظمة هذه الفرصة، أهمية هذه النعمة، ما فيها من عطاء الله الواسع الفسيح الكبير، الذي يشمل أشياء كثيرة جداً، ذات أهمية كبيرة لك أنت كإنسان، فهذا يجعل الإنسان يفوِّت الكثير من الأشياء، أو حتى البعض يُضِيع هذه الفرصة، ويَضِيع أثناء شهر رمضان في اهتمامات ثانية، وشواغل ثانية لا قيمة لها، والبعض قد يكون منها معاصي، أو قد يكون منها ذو تأثير سيء على الإنسان في نفسه، وفي أعماله، وما بينه وبين الله، وفي حياته.
كلمة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في لقاء موسع تهيئة لشهر رمضان المبارك 1442هـ