صمود وانتصار

ما قبل نهاية المهلة

 

إبراهيم مجاهد صلاح

في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة ومنع دخول الغذاء والدواء، وجهت القيادة اليمنية ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، تحذيراً صارماً للكيان الصهيوني، مانحة إياه مهلة أربعة أَيَّـام لرفع الحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وأكّـدت أن تجاهل هذا الإنذار سيؤدي إلى تصعيد العمليات البحرية للقوات المسلحة اليمنية ضد أهداف إسرائيلية.

تحمل هذه الخطوة رسائل سياسية وأمنية متعددة الأبعاد؛ إذ تهدف إلى فرض معادلة جديدة على الأرض تؤكّـد أن استمرار تجويع المدنيين في غزة أمر غير مقبول، وأن أية مماطلة ستؤدي إلى تصعيد نوعي يعيد الأوضاع إلى دائرة المواجهة.

التهديد اليمني يأتي في سياق استراتيجي يذكر العدوّ الإسرائيلي بتأثير العمليات البحرية السابقة، التي أسهمت في إغلاق الموانئ الإسرائيلية وإرباك حركة التجارة؛ إذ إن الهدف من هذا التحذير ليس التصعيد لأجل التصعيد، بل ممارسة ضغط فعال لإجبار الاحتلال على السماح بدخول الإمدَادات الإنسانية، في ظل صمت المجتمع الدولي عن الجرائم المُستمرّة في القطاع.

ويمكن اعتبار هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية يمنية تهدف إلى تعزيز موقف المقاومة الفلسطينية في أية مفاوضات مستقبلية، مما يمنحها قدرة تفاوضية أقوى، ويدفع الاحتلال إلى إعادة تقييم حساباته الأمنية والسياسية، كما أنها تعكس رسالة تضامن واضحة مع الشعب الفلسطيني، تؤكّـد أن اليمن يقف في خندق واحد مع غزة، رغم التحديات والظروف التي يمر بها.

تحذيرات قائد الثورة وضعت الكيان الصهيوني أمام اختبار صعب، فإما أن يرضخ للضغوط ويرفع الحصار، وهو ما سيضعف موقفه أمام حلفائه، أَو يرفض الإنذار، فيواجه تصعيداً عسكريًّا يضر بمصالحه الاستراتيجية، وفي كلتا الحالتين، وصلت الرسالةُ بوضوح بأن غزة ليست وحدها، والحصار لن يستمر دون ثمن.