دلالات مُهلة القائد وعظمة موافقه
أحمد المتوكل
من النِّعم العظيمة على الإنسان أن يَمُنَّ الله عليهِ بقائِدٍ عظيم، فيه الصفات القيادية الإيمانية القرآنية، فيه الحكمة والبلاغة والعِزَة والكرامة، يجد فيه المؤمن الأمان والطمأنينة والقوة لمصارعة تطورات الأحداث ومؤامرات الأعداء، يَجدُ فيه النجاة من الضَلال وأهلَهِ في الدُنيا والفوز بالجنة في الآخرة.
هذه الصفات هي عند أئمة آل البيت عليهم السلام، وفي زماننا هذا هم قادة محور الجهاد في إيران والعراق ولبنان واليمن.
في اليمن أعلن قائد المسيرة القرآنية “قائد أنصار الله” سماحة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- عن مهلة أربعة أَيَّـام للوسطاء بين العدوّ الإسرائيلي والفلسطينيين لإدخَال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين ما لم سوف يتم استئناف العمليات العسكرية اليمنية في البحر لفرض الحصار البحري على العدوّ الإسرائيلي.
لم يكن إعلان السيد القائد وتوجيه كلِمَتِه للعدو الإسرائيلي بشكل مباشر وإنما للوسطاء، ولذلك دلالات عديدة، منها أنه ليس للعدو الإسرائيلي أية قيمة لدينا لكي نعمل له اعتباراً، ولا يوجد لغة حوار بيننا وبينه سوى لغة النار، وهذه هي العزة على الكافرين التي هي من صفات المؤمنين، كذلك أن مقام الصبر على جرائم العدوّ الإسرائيلي ليس من الصبر الذي يؤجر عليه المؤمن، ومِن دلالات دقة كلمة السيد القائد في توجيه المُهلة للوُسطاء هو إقامة الحجة عليهم وعلى المجتمع الدولي الصامت والمتخاذل على ما يرتكبه العدوّ الإسرائيلي من قتل وحصار أبناء غزة، لذلك يكون هذا الطرح فضحاً لهم، وإسقاطاً لشماعتهم بأن من يسمونهم بـ”الحوثيين” يهدّدون الملاحة الدولية” لذلك عندما تبدأ عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر عليهم أن يُلجِمُوا أفواههم بالأحذية ويلتزموا الصمت كما هم صامتون الآن ولا يتحَرّكون لفعل أي شيء لإنقاذ الفلسطينيين.
هذا هو السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- دقيقٌ في حديثه وبلاغته، حكيمٌ في أقواله وأفعاله، مُدافعٌ عن الأُمَّــة ومستضعفيها، ناصِرٌ لكل مظلوم، لا يحرص فقط على هِداية الأُمَّــة، بل يحرِصُ كذلك على نُصرتِها.