صمود وانتصار

20 مارس خلال 9 أعوام.. 7 شهداء وجرحى في 3 جرائم حرب لقصف العدوان السعودي الأمريكي على الطرقات وخيام البدو والمراعي باليمن

الصمود|
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، يوم العشرين من مارس خلال عامي: 2017م، و2019م، ارتكابَه لجرائم الحرب، بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفاً بغاراته الجوية المباشرة.

وقصفه المدفعي شاحنة “قلاب” لأحد المواطنين على الطريق العام، وخيام البدور الرحل، ورعاة الأغنام في محافظتي صعدة وحجة:

ما أسفر عن 3 شهداء بينهم طفل، و4 جرحى بينهم امرأة، وطفل وطفلة، ونفوق عشرات المواشي، وتفاقم المعاناة الإنسانية، وتضييق الخناق على مصادر عيش الفئات الأكثر فقراً، في ظل غياب المساعدات الإنسانية، وانعدام الخدمات الأساسية.

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

20 مارس 2017..6 شهداء وجرحى في جريمتي حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على سيارة مواطن وخيام البدو الرحل بصعدة:

في يومٍ مرير من أيام العدوان 20 مارس 2017م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب جديدتين، تضافا إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني في محافظة صعدة، مستهدفاً في جريمته الأولى، سيارة أحد الموطنين في الطريق العام بمنطقة سويد مديرية مجز، بغاراته الوحشية المباشرة اسفرت عن استشهاد 3 مدنيين أبرياء بينهم طفل ، واعاقة حركة السير ، وترويع المسافرين وتقييد الحركة ، فيما استهدفت جريمته الثانية خيام البدور الرحل في منطقة الحبكة بذات المديرية، بغارات مدمرة جرحت أم مسنة طفل وطفلة، ونفوق عشرات المواشي، وترويع أهالي المناطق المجاورة، ومضاعفة المعاناة.

السويد: 3 شهداء بغارات استهدفت شاحنة نقل على الطريق العام

شاحنة نقل نوع “قلاب، محملة حديد وسمنت لأحد المواطنين، تمشي على الطريق العام بمنطقة بني سويد مديرية مجز، حولها العدوان السعودي الأمريكي إلى هدف استراتيجي يحقق بشاعته وجرمه المستهدف للمدنيين والأعيان المدنية في اليمن، حين استهدفتها غارت طيرانه بشكل مباشر ، ما أسفرت عن استشهاد 3 مدنيين بينهم طفل ، وتحويل رحلتهم إلى إبادة جماعية ومجزرة مروعة، وجريمة حرب تهز وجدان الإنسانية.

الساعة الثالثة ليلاً، تحوَّل طريق عام بمنطقة “بني سويد” إلى مسرح لجريمة حرب ضد الإنسانية، بعد أن كان القلاب يمشي على الخط الجبلي، كعادته في أمان، فيما طيران العدوان يتتبع وجهته، وينهي رحلته بغارات وحشية، حولته إلى كتلة حديد مدمر، ومزقت جثث من كانوا عليه، وحرفت مساره ليتقلب في الجبل ، في جريمة حربة مكتملة الأركان ، استهدفت عابري السبيل، وحمولتهم التي كانت لإعادة بناء منزلهم الذي سبق ودمرته غارات العدوان.

بعد الغارات فزع أهالي المنطقة من نومهم، وهرعوا إلى مكانها، لينقذوا ما يمكنهم إنقاذه لكنهم لم يجدوا غير جثث وأشلاء مبعثرة فوق منحدرات الجبل، وملفات الطريق وعلى ما بقي من جسد الشاحنة، وحين طلعت شمس اليوم التالي ولا تزال الجثث في المكان نزل المسافرين ومالكي الشاحنات والسيارات لمساعدة المسعفين في تجميع الأشلاء ، والتواصل بأهالي الشهداء، واخبارهم بالفاجعة، وتظهر المشاهد صورة أحد الشهداء لا يزال طفل في عمر الزهور ، أقل من 15 عاماً ، رافق والده ، ولكنه لا يعرف أن هذه الرحلة ستغير حياته للأبد”

من جوار جثث الشهداء وما بقي من هيكل القلاب وحمولته المبعثرة يقول أحد المواطنين: “العدوان ضرب هذا القلاب المحمل بالحديد والأسمنت، ما ذنبهم؟ وما معهم أي حاجة، وهم عائدين أمس الليل الساعة ثلاثة في الليل عربي، واستشهد منهم 3 مدنيين أبرياء، كانوا يطلبوا الله على أطفالهم وأسرهم ، ما لهم دخل بأحد، وهذه ليست المرة الأولى لضرب الشاحنات والمواطنين ، ولكن سبقها العديد من الجرائم المماثلة، غارات العدوان لا تفرق بين مدني وعسكري ، بل تستهدف الإنسان والحياة”.

استقبل الأهالي خبر الجريمة، وعم الحزن في قلوب الأطفال والنساء، والمارة، وبدأت الأسر في خوض معترك اليتم والحرمان من معيليها، وتشييع جثامين الشهداء، وتوديعهم بقلوب مكلومة، وعيون دامعة، وهمم الرجال تناطح السحاب، لمواجهة العدوان ورفد الجبهات بقوافل المال والمجاهدين، للذود عن المستضعفين وكرامة اليمن وسيادته، ودماء أبنائه، العائلات الثكلى تناشد المجتمع الدولي بوقف العدوان ورفع الحصار، وتحميل العدوان المسؤولية عن “جرائمه المتكررة”.

استهداف الطرقات وعابري السبيل والاعيان المدنية جريمة حرب، وحرابة معلنة، وانتهاك للمواثيق والمعاهدات الدولية والإنسانية، ووصمة عار في جبين الأمم المتحدة ومحكمتي الجنايات والعدل الدولية، وشاهد على إمعان العدوان في ارتكاب أبشع المجازر، وممارسة مختلف وسائل القتل والإبادة للمدنيين في اليمن، فيما تزداد المخاوف من تصاعد وتيرة استهداف المدنيين في المناطق النائية، التي تعاني من انعدام الخدمات الطبية والبنية التحتية، كما هو حال محافظة صعدة، ومناطقها ومديرياتها المختلفة.

غارات على مخيمات البدو: جرحى بين الأطفال ونداءات لإنقاذ الناجين

لم تكن خيام البدو المتناثرة في منطقة “الحبكة” بمديرية مجز في صعدة بمنأى عن غارات العدوان السعودي الأمريكي، التي خلَّفت ثلاثة جرحى بينهم أم وطفلها، وطفلتها، وتحويل المخيمات، التي هي ملاذاً عائلات البدو الرحل، إلى فخ مميت بعد أن سقطت عليها غارات الطيران دون سابق إنذار.

الأم الجريحة التي فقدت بعض أصابع يدها وجرحت بالشظايا في ظهرها ورأسها، من فوق سرير المستشفى تقول: “جاء علينا طيران السعودية وأمريكا، واستهدف خيامنا ونحن بدو نرحم الله مستضعفين، ما معنا شيء، رمتنا الطائرة، وجرحن بناتي وأطفالي، ما عاد شعرت بنفسي إلى هنا، ضربونا وقت المغرب، وما دريت من سلم ومن استشهد ، حسبنا لله ونعم الوكيل يا سلمان المجرم”.

استهداف خيام البدو الرحل، جريمة حرب مكتملة الأركان على المدنيين، وليست الجريمة الأولى، بل سبقها عشرات الجرائم المستهدفة لهذه الفئة المجتمعية في اليمن في مناطق ومديريات محافظتي صعدة وحجة، خلفت مئات الشهداء والجرحى، ونفوق آلاف المواشي، ومضاعفة معاناة هذه الفئة الأشد فقراً ، وعوزاً، فيما المنظمات الإنسانية تُشير إلى أن استهداف المخيمات يُفاقم معاناة البدو والنازحين، الذين يعيشون دون مأوى كافٍ أو إمدادات طبية، وتُحذر من كارثة إنسانية في ظل صمت دولي مطبق.

20 مارس 2019.. جريح بقصف مدفعية العدوان السعودي الأمريكي على رعاة الأغنام بحجة:

وفي اليوم ذاته من العام 2019م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب، إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بقصفة المدفعي وقذائف الهاونات، راعاه الأغنام في منطقة غربي المزرق بمديرية بكيل المير، محافظة حجة، ما أسفر عن جرح راعي بجروح خطيرة ونفوق عدداً من مواشيه، وتشريد ما سلم من القطيع، وتخويف سكان ورعاة المناطق المجاورة، وتضييق الخناق، وتقييد الحركة، ومفاقمة المعاناة.

في نهار ذلك اليوم المشؤوم تحوَّلت مراعي غربي منطقة “المزرق” بمديرية بكيل المير إلى ساحة حرب من طرف واحد، بعد أن استهدف العدوان السعودي، الأمريكي رعاة الأغنام بقذائف الهاون، على مصدر ارزاق المزارعين، وتعمده في استهداف حياة المدنيين البسطاء الذين يعتمدون على موارد الطبيعة للبقاء في ظل ظروف الحرب القاسية.

يقول أحد الرعاة: “هذا عمي الجريح ضرب العدوان منطقتنا ومراعينا بأكثر من 15 صاروخ، ونحن نرعى المواشي حقنا، وعندما ذهبنا للصلاة ، استهدفتنا قذيفة مدفع ظهر اليوم، ولم نستطيع اسعافه وإخراج الشظايا من ظهرة وقدميه ويده، وسبق للعدوان ان استهدفنا هذه اليومين الماضيين بالطيران والمدفعية ، ونفقت العشرات من مواشينا، وبعد الغداء استهدفنا العدوان وفي كل وقت نحن مواطنين لا دخل لنا بأحد ، راح على ابن عمي 12 غنمة وجرحن 5 أبل ”

راعي أخر “كنا نرعى الأغنام ككل يوم.. فجأة سمعنا دوي الانفجارات، وهربت الحيوانات في كل اتجاه”، يقول أحد الرعاة الناجين من الجريمة، مضيفاً: “زميلي أصيب بشظايا في ظهره، ولم نتمكن من إنقاذه إلا بعد ساعات بسبب بُعد المنطقة عن أي مركز طبي”. العائلات في المنطقة تُعبر عن غضبها من “استهداف العدوان لكل ما يتحرك”، خاصةً مع تكرر مثل هذه الجرائم التي تُدمر سبل العيش وتُزيد من معاناة النازحين الذين يعتمدون على الزراعة والرعي.

المنظمات المحلية والدولية ناشد لأكثر من مرة، بضرورة وقف استهداف المدنيين والاعيان المدنية ومصادر عيش المواطنين، فيما لا تزال أصوات الضحايا تعلو: “حتى الحيوانات لم تعد بمنأى عن قصف العدوان وجرائمه بحق الإنسانية في اليمن. فأين العدالة؟”.

جرائم العدوان في مثل هذا اليوم جزء بسيط مما هو في الواقع ، وتبقى الكثير من الجرائم الغير موثقة أو غير مكتملة التوثيق بالمشاهد الحية والصور وشهود العيان ، ملف أخر يضاف إلى سلسلة واسعة من جرائم الحرب ضد الإنسانية والانتهاكات للقوانين الدولية والإنسانية.