الصمود حتى النصر

من الحروب الناعمة : حرب المصطلحات

 

كانت جملة ” أمريكا قشّة ” : الأبلغ عن أمريكا ؛ فهي جملة قليلة الحروف لكن معناها أعمق من كونها مقولة مختصرة جدا ، فأمريكا مبتدأ و قشّة خبر ، و هنا فصل الكلام ، و هنا أيضا مدرج و ملهم لمن يريد أن يحلل كلمة قشّة لغويا نفسيا معنويا….
إن من أطلق هذه الجملة هو حسين العصر .. من أشجع من عرفهم هذا العهد و هذا الزمان ،
إنه الشهيد القائد حسين بن بدر الدّين الحوثي ، و لعلّ أفقه العارفين بحروب المصطلحات هم حلفاء القرآن و ملازموه ، هم قادة العصر و نسل العترة الطاهرة ؛ فهذا السيد الإمام الخميني يسمي أمريكا ( الشيطان الأكبر ) ، و هذا سماحة العشق يصف ربيبة أمريكا ( كيان إسرائيل الزائل ) بأوهن من بيت العنكبوت .
إن المصطلحات لا تطلق عبثا من أفواه هؤلاء الرجال ، إنما تنطق حكمة و بصيرة و بعد نظر ، و ليتحداني أحدهم و يقول إن أمريكا لا تمثل الشيطان بل لا تدعو لعبادته من دون الله و تقدم القرابين من دماء المسلمين لرضاه ؟؟
و ليقل آخر إنها ليست قشّة أمام السيد القائد و رجاله في القوات البحرية و قبلها البرية ، و ليكذبنا أحدهم و يخبر عن إسرائيل بأنها ليست أوهن من بيت العنكبوت ،
إذن للمصطلحات فسحة و ميدان حربي لكن تختلف مصداقيتها من صاحب حق عن محتل غاصب كاذب ؛ فقادة محورنا حين يطلقون تسمياتهم فهي ضربات نفسية سابقة و لاحقة و مقتبسة من واقع و مصداقية بينما يستخدم العدو مصطلحات تتويهية تضليلية لتشتيت من يريد أن يفهم و تمزيق من يبحث عن الحقيقة أما النائمون المحايدون المنافقون فقد ضربت عليهم الذلة و المسكنة كماضربت على بني إسرائيل حين خافوا الجبهات و قعدوا عن القتال و رددوا شعارات جوفاء تنفصم عن واقع حركتهم و فعلهم في العدو ، و مثل هذه النفسيات هي من تخاطبهم قنوات العدوان و مرتزقتها لليوم
في حروب قد تمرٍ بسهولة عندهم و عند غيرهم من السّذّج على وزن الخُدّج ، خُدّج الفكر و المقام السياسي بينما من ربط الله على قلوبهم بحبله فهم لا يخافون أمريكا و لا أعوانها من شياطين الإنس والجن ؛ فهنا حرب كونية ماعاد للون الرمادي فيها وجود فإنما هما أبيض أو أسود ،
إنه الكفر .. فرعون .. التلمود .. قوم نوح و عاد وثمود و بنو إسرائيل و قريضة و النظير و قينقاع و خيبر أمام المهاجرين و الأنصار .
هو التاريخ يعيد نفسه بشخصيات مختلفة لكن الأصل واحد و الشريعة واحدة و المنهج واحد و الحق واحد لايتجزأ .
إنه إبليس من جديد يحارب آدم و يدلّه على الهلاك غرورا و ها هو آدم يتعلّم الأسماء كلها فيقاوم الابتلاء ، و ها هم الأسوياء من بني آدم ونوح و إبراهيم و موسى و عيسى و آخرهم محمد و من والاه يتقدمون لنصرة الحق على الباطل و الخير على الشر .
نعم : هنا حروب دموية عسكرية يحيلها رجال الله مهرجانات انتصارات .. فاليوم رجال القوات البحرية اليمنية بقيادة ابن الرسول الأعظم ( صلّى الله عليه و آله و سلّم ) ينتصرون لغزة و المستضعفين من الرجال و النساء و الوالدان الذين يقولون: ربنا ثبّتنا على هذه الأرض الطاهرة ، و اجعل لنا من لدنك وليا و اجعل لنا من لدنك نصيرا .
و حتى لا نبتعد عن موضوع حروب المصطلحات القائم سنذكر شيئا يسيرا من المصطلحات التي يحاربنا بها الشيطان الأكبر و يتبعه مرتزقته لتشتيت و تضليل من في قلوبهم مرض ، فمن مصطلحاتهم التزييفية :
كلمة ميليشيا : التي أطلقت على من يدافع و يدفع و يذود بالدم و الروح عن الأرض و العرض بينما ردد غيرهم : ” بالروح بالدم نفديك يايمن ” رددوها و هم المثبطون و القاعدون في بيوتهم آمنين مطمئنين كربّات الحجال يناورون بالكلام و يراقبون الأحداث من خلف ستار عقولهم و غلفة قلوبهم، و لسان حالهم يقول : اذهبوا يا “حوثة ” أنتم و ربكم فقاتلوا إنا هاهنا قاعدون ، لايملكون سوى التشدق برجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، في حين أن قادتهم فرّوا بشراشف النساء و براقعهن ليقيموا في شقق و فنادق الرياض و دبي و بيروت و تركيا و مصر و…الخ ، و قد باعوا الأرض و العرض و العقيدة و القيم .
_ ثاني مصطلح تلاعب به المرتزقة أو اتخذوه ( جُنّة ) أو ( تُقية كما يرمون غيرهم بها ) هو كلمة : ” و أعدوا ” ؛ فقد كان شعار حزب الإصلاح المؤدلج أو الراجع إلى حركة الإخوان المسلمين الصهيونية العالمية التي هي ( أيضا ) رفعت شعار الأقصى و نصرة فلسطين ، و رضعت من قلوب و جيوب اليمنيين المال الوفير سنوات كثيرة و باسم ( جمعية الأقصى) بينما كانت تجند التكفيريين ( في دماج و غيرها ) و تمدهم ب( الضغاطات) و المواد المتفجرة و الأحزمة الناسفة للتفجير في صعدة و صنعاء و إب و…الخ ، و بعدها سيكبر طموحهم لو ترك لهم رجال الله الحبل على الغارب هناك ، فلقد تآلف هؤلاء التكفيريون و انسجموا فكرا و هدفا مع الأقلية اليهودية ، و تمّ جلبهم من كل بقاع الأرض لهدم الإسلام في اليمن بدءا بصعدة فعملوا على نشر الشعوذة و السحر و الخمر و ثقافة التكفير و التفجير لمن خالفهم الرأي ، و كله تحت غطاء و باسم (طلبة علم ) ، نعم أتوا من الشيشان و أفغانستان بعد أن استخدمهم الأمريكي لحرب روسيا، و باسم السنة التي هم بعيدون عنها و عن النبي و إنما كانوا الأذرع و النسخة طبق الأصل لجولاني اليوم و أسامة بن لادن الأمس ، من يومها و الأمريكي يستعين للترويج لهم بشيوخ اللحى المحناة كالزنداني و صعتر و الآنسي و الديلمي و…الخ من الأسماء المناورة المناظرة التي روجت و أفتت بقتل اليمنيين في حرب الانفصال ١٩٩٤ و في حروب صعدة الست منذ ٢٠٠٢ إلى ٢٠٠٩ ، و في تحالف العدوان على اليمن في ٢٠١٥ و إلى اليوم يؤيدون قصف بلادهم التي لفظتهم كجيف مرمية في مزابل التاريخ .

نعم كانت كل تلك الحروب أمريكية بامتياز ، و كان خونة اليمن أذرعا خفية لأمريكا ، و بينما هم كذلك هيّأ الله من أوليائه من كشف القناع عن أمريكا منذ ٢٠٠٢ ، و أسقطها كلاعب رئيس في اليمن تتحكم من سفارتها الأمريكية و كفّها السعودية و تحكم عفاش و الأحمريين مباشرة و تقدّم لها مملكة الرمال الدعم المالي ، بينما تنبّه الشهيد القائد حسين بن البدر ( عليه السلام ) بشخصه و رمزيته كرجل علم و قائد فكر حر يؤمن ب” خطر دخول أمريكا اليمن ” فرفع شعار الصرخة مدويا فاضحا للشيطان الأكبر الذي أمر عملاءه عفاش و الإخوان المسلمين بحرب صعدة و قتلها و تدميرها و لكن الحق و بأمر الله و بناموس الله هو المنتصر ، فقد نهضت المسيرة القرآنية التي أسّسها الشهيد القائد حسين بن بدر الدّين الحوثي من بين رماد الموت و قد وصلت اليوم إلى هذه الأجيال المقاتلة الأبية و لو لم تكن المسيرة القرآنية على حق ما استعادت الحياة بعد ستة حروب مدمرة ، و بعد محاولة مسح صعدة من الخارطة، اليوم شعار الصرخة يتحول بالثقة بالله و الصدق إلى : ” و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوالله وعدوكم ” ، اليوم شعار الصرخة يرسل مع كل صاروخ و مسيرة و قاصف و فرط صوتي إلى عمق تل أبيب ليرهب عدو الله و عدونا!!

أليس هذا الرعب الذي تعيشه أمريكا اليوم لم يكن لولا الميليشيا التي حاربتها أنظمة عفاش و الأحمريين و دنبوعهم ؟ الذين حاربوا اليمن منذ قتلهم و تآمرهم على مشروع الوطن الشهيد إبراهيم الحمدي ( عليه السلام) ؟؟
و لهذا أقول لمن لازال يؤمن ببراءة هؤلاء الخونة من خياناتهم أن يعرف أنه أحمق بشدة و إلا لعرف العملاء باغتيالهم الحمدي و كفى .

أولئك خانوا اليمن بادئين ذي بدء بقتلهم الحمدي و جار الله عمر و مجاهد أبو شوارب و اللواء يحيى المتوكل و غيبوا من يتبع الحمدي و تمت تصفيتهم في ليل مظلم ، إن تصفية رجال الدولة الشجعان لهي الدليل على عمالة من حكمونا قبل ثورة ٢٠١٤ و ركوعهم للأمريكي و إن بقاياهم اليوم هم من تواطؤوا لقتل اليمن من جديد حين تآمروا لاغتيال الصماد الذي شكل لنا منظومة إنسانية قرآنية سياسية اقتصادية اجتماعية بل كان مشروع وطن حقيقي كالحمدي و أكثر لأنه جاء في زمن أصعب من زمن الحمدي، و فعلا إن من قتل الحمدي هو نفسه قاتل الصماد .

هذه الحرب الشعواء على اليمن لم تكن لولا وجود المرتزقة العملاء الجبناء الذين صوبوا قوة الجيوش الرسمية في صدور أبناء اليمن الأحرار و أما أمام الغازي فقد فر الدنبوع بعد محاولته تفكيك الجيش اليمني الرسمي و بث الرعب بين أفراده بسلسلة الاغتيالات التي نفذها في ضباط الأمن و قادة الفكر السياسي و حملة راية العلم و الاعتدال فتمهيدا للغزو الذي كان يفترض من الشيطان الأكبر اغتيل البروفيسور أحمد شرف الدين و الإعلامي الفذ عبدالكريم الخيواني ، و الدكتور المحاضر عبدالكريم جدبان ، و محمد عبدالملك المتوكل و قبلهم الأستاذ المحاضر المؤثر و ضابط الأمن الفريد من نوعه و السياسي المحنّك الذي هُمّش منذ ١٩٩٧ ( حيث كان مدير أمن لمحافظة حضرموت آنذاك ) إلى ٢٠١٣ و أقعد في البيت من ١٩٩٧ إلى ٢٠١٣ ؛ لأنه كان نزيها حرّا شريفا و له ملاحظات و خلافات بل و معارضات لتلك الحكومات العميلة ، و من ضمن نقاط الخلاف أن هذا الضابط رفض وعارض عفاش و زمرته في مشروع تأسيس القاعدة في حضرموت ، هذا الرجل كان والدي مهدي علي دومان الذي جرت محاولات لاغتياله مرة بحادث سيارة و مرة بضرب رصاص و أخيرا سمم في ٢٠١١ و تجاوز هذه المحاولة بتعافيه لكنهم أعادوا الكرة و سمم في ٢٠١٣ و نال الشهادة على يدي الخونة ، بينما استمرت سلسلة اغتيالات رجال الفكر في تفجيرات المساجد و على رأس شهداء الفكر الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري التي كانت محاضراته مؤثرة و فكره و بيانه أوضح من عين الشمس ، و آخر من اغتيل الشهيد حسن زيد كرجل سياسي مخضرم من الطراز الفريد ، و لا ننسى من قادة الجيش العميد يحيى الشامي و نجله زكريا و معهم الشجاع رجل الأمن سلطان بن زابن الذي كشف عن ١٢٨ شبكة دعارة أسسها و نشرها النظامان العميلان اللذان كانا قبل ٢٠١٤ ، بينما بقي رجال المسيرة يدافعون و يصححون أخطاء العملاء ؛ لقد خُطّط لليمن بأن تكون سوريا قبل سوريا لكن سوريا لم تسقط و صمدت من ٢٠١١ إلى ٢٠٢٤ و سقطت بعد تآمر خليجي أمريكي صهيوني تكفيري إخوانجي فالخليج ضخّت التريليونات لتفكيك الجيش السوري و موّلت التكفيريين الذين هم وجه أمريكا و إسرائيل الآخر ، و أردوغان درّب التكفيريين و بعث بهم و سهّل دخولهم إلى سوريا التي ضعفت كنظام مقاوم بعد استشهاد سيد المقاومة السيد حسن نصر الله ، قاهر جيس إسرائيل في ٢٠٠٠ و محرر لبنان في ٢٠٠٦ ..

نعم : أرادوا لليمن أن تكون سوريا اليوم .

لكن اليمن اختلفت عن سوريا بوجود المسيرة القرآنية و بوجود أعلام الهدى بدءا بالسيد العلامة بدر الدين و ابنيه الشهيد القائد الذي اغتيل غدرا من قبل حكومات ما قبل ٢٠١٤ ، في ٢٠٠٤ ، و فرحت أمريكا باستشهاده حين ظنت و عملاؤها أنهم قد قضوا على الفكر المقاوم لها ممثلا بعدوها حليف القرآن ( الشهيد القائد حسين بن بدر الدّين الحوثي ) بينما لم يفقهوا أن دماء الشهداء لا تجف في الأرض بل تروي قيمة الحرية ،
لم يفقهوا أن أرواح الشهداء لا تموت بل تلاحقهم حتى تنتصر و ينتصر الحق لأن الباطل كان زهوقا .

_ و كذلك من المصطلحات التي حاول العملاء التلاعب بها مصطلح المقاومة الذي أرادوا باستخدامه حرف بوصلته عن محور المقاومة الحقيقي الذي تبنى مقاومة وجود الكيان الإسرائيلي على الأرض المقدسة ( فلسطين ) ، بينما أطلقت أمريكا و عملاؤها مصطلح مقاومة في بداية تحالف العدوان على اليمن ٢٠١٥ ، أطلقوا المصطلح على مرتزقة رخاص الثمن جندتهم السعودية و الإمارات ليوهنوا رجال الله في تعز و جنوب اليمن ، و هناك أسماء أشرفت على استدراج أولئك المغفلين بينما قبضوا الثمن و هاجروا إلى أوطان ارتزاقهم و انتهت مهماتهم بينما بقي في الواجهة من حملوا :
_ مصطلح الشرعية المغلوط أيضا و الذي رمز لشرعية الخائن عبد ربه الدنبوع العميل الذي استولدته أمريكا على شرعيتها كما استولدت توأمه الجنوبي و سمّته الانتقالي في عدن ، و اليوم أهلنا في تعز و المخا و عدن هم من يرضخون لحكم أصحاب مصطلحات الوهم و الخذلان و لعلهم أعرف الناس بمن و ماهية الشرعية و ما عمل الانتقالي و كيف يعيشون تحت وطأة حكمهم ، ولعلهم أعرف لماذا سلم العملاء سقطرى للإماراتي ، و من وراء الإماراتي ، و لماذا أرادوا اليمن أقاليم عبر مبادرات خليجية مرجعيتها بوش و كلينتون و أوباما و ترامب و بايدن ؟!!

هذا شيء يسير من حرب المصطلحات و لنا لقاء في مصطلحات أخر ، و السلام .

أشواق مهدي دومان

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com