صمود وانتصار

ما بعد 21 سبتمبر ليس مثل ما قبله

الصمود | أقلام حرة | 20 / 9 / 2016 م

بقلم/ أمة الملك الخاشب

ها هي الذكرى السنوية الثانية لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر 2014م تمّر علينا، الثورة التي كانت بداية تاريخ جديد ومرحلة جديدة بالنسبة لليمن حيث ومن بعد ذلك التاريخ أدركت أمريكا وقوى الشر من خلفها أن اليمن عرف طريق الاستقلال والحرية وخرج عن التبعية للنظام السعودي الذي ظل حبيسه أكثر من ثلاثة عقود ، وأدركت تلك القوى أن هذه الثورة لو تُرك لها المجال والفرصة لاستكمال أهدافها الثورية لحوّلت اليمن إلى دولة قوية مكتفية ذاتيا في غضون أقل من عشر سنوات لأن قيادة الثورة تمتلك رؤية ومشروع دولة مدنية واضح، وقد قُدمت تلك الرؤية أثناء مؤتمر الحوار الوطني، وكانت الرؤية المتكاملة دللت أن أنصار الله يمتلكون قيادة سياسية محنكة تعي وتدرك جيدا ماهية العمل السياسي، ولو تركت لها الفرصة لبدأت فعلا في تنفيذ ذلك المشروع.
وقد صرح مسئول إسرائيلي سابق أنه لن يكرر الغلط ويترك دولة إسلامية مثل ايران تتكون مرة أخرى؛ لأنهم يدركون فعلا أن هناك ثمة تشابه بين الثورة الإسلامية في إيران وبين ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر في صنعاء، ويدركون أن نتائج تلك الثورتين سيكون بينهما تشابه في الأهداف والمشروع، وهذا ليس عارا، وعلينا ألا نخجل من هذا فالمقارنة بين الثورتين لا يعني ولا يثبت أن هناك تبعية من ثورة 21 سبتمبر للثورة الإسلامية في إيران لكن مبادئ الثورتين قد تتشابه ولا ينكر أي شخص أن الشهيد القائد حسين الحوثي -رضوان الله عليه- مدح الثورة الإيرانية ومدح الإمام الخميني -قدس سره- في عدة محاضرات.
لا أريد أن أعظّم أي دولة لكن كلمة حق ولا بد أن تقال، و لولا أنهم أدركوا هذا التشابه بين الثورتين لما قام العدوان على اليمن من أساسه لأنهم حاولوا إجهاض الثورة وإعاقتها عن استكمال تحقيق أهدافها كما حاولوا إجهاض الثورة الإسلامية في إيران بأن تآمروا عليها وسلطوا عليها النظام العراقي ليشغلها عن استكمال مسارها الثوري لكنهم عجزوا عن ذلك رغم ما دفعوا من أموال، وكل ما وضعوا من خطط لكن انتصرت الثورة الإيرانية رغم كل المؤامرات والإرهاصات التي مرّت بها وتحولت إيران إلى دولة عظمى في غضون عشرات السنوات؛ وهذا ما كان سيكون في اليمن إن هم تركوا ثورة 21 سبتمبر وشأنها .
كانت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر سبب رئيسي للعدوان على اليمن والتحالف
عليه لأن معنى ذلك أن اليمن سيستفيد من ثرواته ومن قدراته ومن كوادره البشرية وتحت قيادة شابه حكيمة من أتباع الإمام علي -عليه السلام- وهم وحدهم يدركون ما معنى أتباع الإمام علي -عليه السلام لهذا حاولوا جهدهم وبكل ما أوتوا من قوة أن يجهضوا هذه الثورة المباركة التي دكت عروش أذيال النظام السعودي المتأمرك الذي كان يدا لهم يعيثون بها الفساد في اليمن، ويعملون على سياسة إفقار وتركيع هذا الشعب العزيز.
ولكن منذ ذلك اليوم يوم الثورة المباركة والشعب اليمني قدم الغالي والرخيص لاستكمال أهداف ثورته، ودفع الثمن غاليا من دماء أبنائه ومن دموع أمهاته ومن صرخات أطفاله ومن آنّات جرحاه، وفي نفس الوقت قائد الثورة لم يقص أحد ومد يد الشراكة والسلم للجميع، وبعث رسائل اطمئنان لدول الجوار أننا لن نعتدي على أحد وأن الاحترام والندية ستكونان أساس كل العلاقات بين كل الدول سواء الدول الصديقة أو الشقيقة.
ومن ذلك التاريخ وإلى يومنا هذا والمسار الثوري مستمر رغم كل ما يعانيه الشعب اليمني من عدوان وظلم، وهاهو الاتفاق السياسي بين المؤتمر وأنصار الله يُتوج بتشكيل المجلس الرئاسي الذي أيّده وباركه نواب الشعب، وخرج الشعب اليمني في حشود مليونية هائلة غير مسبوقة ومن كافة الانتماءات الحزبية ومن مختلف شرائح الشعب وتحت تحليق الطيران وتحت قصفه ليؤكدوا ويباركوا ذلك المجلس الذي جاء ولأول مرة في تاريخ اليمن يتشكل مجلس رئاسي ويليه حكومة إن شاء الله دون تدخل دول الجوار ودون أن يفرضوا علينا وصايتهم، وهذا المجلس لم يكن إلا إحدى نتائج ثورة 21 سبتمبر المباركة التي لا تزال مستمرة ، وستظل مستمرة ما دامت قيادتها المباركة موجودة، ولن يتراجع الشعب اليمني قيد أنملة عن استكمال تحقيق أهداف ثورته حتى يتحقق لليمن كامل الحرية والاستقلال والحياة الكريمة والقوة الاقتصادية والسياسية، وتكون اليمن دولة عظمى يشار لها بالبنان، وتتحدى قوى الاستكبار العالمي وترفض الذل والخنوع والعبودية لغير الله تعالى .