أشلاء الأطفال تكشف وحشية أمريكا وعجزها العسكري..
الصمود||تقرير||
تتزايد بشاعة العدوان الأمريكي في اليمن بشكل متزايد، إذ أقدم العدو على استهداف الموانئ والأسواق والتجمعات السكنية والصالات والمستشفيات وحتى مركز علاج السرطان والمقابر ومكبات القمامة. كل هذه الأهداف يسميها المجرم ترامب منصات إطلاق الصواريخ ومخازن أسلحة.
فجر الـ15 من مارس الماضي، أعلن المجرم ترامب تنفيذ عملية عسكرية مباشرة ضد الشعب اليمني، معلنا استخدام “القوة المميتة” وتوسيع العمليات العسكرية في المنطقة، وذلك من أجل حماية الكيان الإسرائيلي ليواصل إبادته الجماعية لسكان غزة. وفي اليوم الأول من العدوان قام الأمريكي بقصف المدنيين والأعيان المدنية في عدد من المدن يمنية (صنعاء – صعدة – البيضاء) بأكثر من 47 غارة جوية، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى 53 شهيدا بينهم 5 أطفال و امرأتان، وجرح 98 شخصا بينهم 18 طفلاً وامرأة، أغلبهم في محافظة صعدة حيث استشهد تسعة أشخاص وأصيب تسعة آخرون معظمهم إصابتهم خطيرة. كما استشهد وأُصيب 17 مواطنًا في مجزرتين ارتكبهما طيران العدو الأمريكي بشن غارات على محافظة صعدة. واستهدف العدو منزلًا سكنيا في منطقة قحزة شمال مدينة صعدة، ما أدى إلى استشهاد أربعة أطفال وامرأة وإصابة أكثر من 10 بينهم نساء وأطفال، كما ارتكب العدو مجزرة أخرى بحق مواطنين في مديرية ساقين راح ضحيتها شهيد وجريح.
أبرز جرائم العدو الأمريكي وقعت يوم الخميس ١٧ أبريل ٢٠٢٥م، والتي استهدفت بشكل مباشر ومتعمد ميناء رأس عيسى النفطي في مديرية الصليف بمحافظة الحديدة بسلسلة من الغارات العدوانية أسفرت عن استشهاد 74 مواطنا وجرح 171 آخرين، جميعهم من الموظفين والعمال المدنيين الأبرياء الذين كانوا يؤدون عملهم اليومي في هذا المرفق الحيوي، كما ألحق أضرارًا جسيمة بالميناء، في تصعيد خطير يُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات الممنهجة التي تهدف إلى خنق هذا الشعب، وزيادة معاناته، في محاولة يائسة للنيل من صموده ودفاعه المشروع عن أرضه وحقوقه.
وفي 20 أبريل 2025م، شنّ العدو الأمريكي سلسلة من الغارات الجوية استهدفت بشكل متعمد أحياء سكنية ومناطق متفرقة من العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، ومن ضمن الأحياء المستهدفة “حي وسوق فروة الشعبي” المعروف باكتضاضه بالسكان والواقع في مديرية شعوب بالعاصمة صنعاء. وقد أسفر هذا الهجوم الوحشي عن استشهاد 12 مدنيًا وجرح 34 آخرين.
وفي تفاصيل مروعة تضاف إلى سجل جرائم الحرب الأمريكية، شهد يوم السبت الموافق 19 أبريل 2025م تصعيداً خطيراً في وتيرة الغارات على اليمن، علاوة على استهداف حرمة الأموات في مقبرة ماجل الدمة بمديرية الصافية، وفي مشهد يندى له الجبين، طالت الغارات مقبرة النجيمات بمديرية السبعين. كما استهدفت المقاتلات الأمريكية حي النهضة السكني بمديرية الثورة، لتسيل دماء الأبرياء وتزهق أرواح شهيدين وتترك جريحين مدنيين من أبناء الحي.
وامتدت آلة الحرب الأمريكية لتطال مديريات بني حشيش وبني مطر والحيمة وهمدان التابعة لمحافظة صنعاء، حيث سقط شهيد وجريح آخر في الاستهداف الغادر لمديرية بني مطر. وبذلك، ارتفع الحصاد المر لهذه الهجمة الوحشية إلى ثلاثة شهداء وأربعة جرحى، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والقوانين الدولية، وعلى رأسها القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.
وفي مساء اليوم نفسه، صعّدت الطائرات الأمريكية من غاراتها على محافظة الحديدة، حيث نفذت ثلاث عشرة غارة جوية استهدفت ميناء ومطار المحافظة. ويُعد هذا الاستهداف الممنهج للبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك ميناء الحديدة – المنفذ الرئيسي لوصول المساعدات الإنسانية – والمطار المدني، خرقاً جسيماً وصريحاً للقواعد والأعراف الدولية، وعلى رأسها اتفاقيات جنيف، التي تحظر استهداف المرافق المدنية ذات الطابع الإنساني والاقتصادي.
إجرام متواصل
وتستمر الذاكرة اليمنية في تسجيل فصول أخرى من العدوان الأمريكي، ففي الخامس عشر من مارس، استهدفت الغارات العاصمة صنعاء، مخلفة تسعة شهداء وتسعة جرحى. وفي السابع عشر من مارس، طال القصف حي الجراف الشرقي ومصنع الحبشي للحديد ومصنعاً للقطن، ليتبع ذلك استهداف وحشي للمدنيين في منازلهم بمحافظتي صنعاء وصعدة، مخلفاً ثلاثة وخمسين شهيداً وتسعة وتسعين جريحاً.
وفي الـ20 من مارس الماضي ارتفع عدد الضحايا جراء استهداف طيران العدوان الأمريكي لصالة مناسبات قيد الإنشاء في حي سكني بمديرية الثورة بالعاصمة صنعاء، ما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة، وأسفر القصف عن إصابة سبع نساء وطفلين، إضافة إلى تضرر عدد من المنازل المجاورة، وسط حالة من الذعر بين السكان المدنيين.
كما شنت الطائرات الأمريكية غارات على محيط مدينة صعدة، إلى جانب استهداف مزرعة أغنام في الحزم عاصمة محافظة الجوف، ما تسبب في خسائر مادية كبيرة. وفي محافظة البيضاء، تعرضت مديرية السوادية لقصف جوي أمريكي في تصعيد عسكري يزيد من معاناة المدنيين ويهدد بمزيد من الدمار في البنية التحتية اليمنية.
وفي الرابع والعشرين من مارس استهدف مبنى سكنياً في منطقة عصر.
ويوم الخميس الـ27 من مارس الماضي شنت طائرة حربية أمريكية، غارة استهدفت كسارة أحجار في منطقة العرقوب بمديرية خولان الطيال، شرق العاصمة صنعاء، ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة ثلاثة آخرين، جميعهم من أبناء المنطقة، أثناء عملهم في الكسارة، كما تسببت الغارة في أضرار مادية بالغة في موقع الاستهداف. وفي اليوم التالي شنت الطائرات الأمريكية، غارات مكثفة على مناطق سكنية وحيوية في محافظات يمنية مختلفة، ما أسفر عن دمار كبير في البنى التحتية والممتلكات المدنية، وسط موجة غضب محلية إزاء تصاعد البلطجة العسكرية الأمريكية التي تتجاهل أبسط قواعد القانون الدولي. ففي صنعاء، استهدفت الغارات مطار صنعاء الدولي بضربتين ، تبعتهما غارات متفرقة على منطقة التحرير وسط العاصمة وشارع الستين غرب العاصمة ومنطقة حزيز جنوبها، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بشظايا الصواريخ وتعرض منازل المواطنين وممتلكاتهم لأضرار جسيمة. أما في صعدة فقد شن العدوان الأمريكي 5 غارات على منطقة العصايد بمديرية كتاف، وغارتين على مديرية آل سالم بمحافظة صعدة، ما أدى إلى تدمير مساحات زراعية وتهديد سبل عيش المزارعين. إلى ذلك استهدف الطيران الحربي الأمريكي بثلاث غارات مديرية الحميدات في الجوف. وفي الحديدة شنت الطائرات الأمريكية الحربية ثلاث غارات على مديرية اللحية.
وفي الأول من أبريل، سقط شهداء وجرحى جراء استهداف مشروع ومبنى مؤسسة المياه في الحديدة، وغارات أخرى طالت صعدة وحجة. وفي الثاني من أبريل، استهدف العدوان منطقة رأس عيسى مجدداً، مخلفاً شهيداً وجريحاً. وفي مشهد مروع، استهدف الطيران الأمريكي تجمعاً للمدنيين في فعالية زيارة عيدية في الحديدة، مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى، في جريمة حاول المجرم “ترامب” تبريرها بتضليل الرأي العام.
وفي الرابع من أبريل، استهدف العدو الأمريكي شبكة الاتصالات في عمران.
وفي الـ7 من أبريل قام العدو الأمريكي بقصف المدنيين و الأحياء السكنية في منطقة شعب الحافة بمديرية شعوب بأمانة العاصمة صنعاء مما أدي إلى استشهاد أربعة مواطنين بينهم امرأتان و جرح 25 منهم 11 امرأة و طفل.
كما قام العدو باستهداف منطقة حفصين بمحافظة صعدة بالعديد من الغارات ما أدى إلى استشهاد شهيدين و أربعة جرحى.
وفي الثامن من أبريل، ارتكبت جريمة بشعة باستهداف مدينة “أمين مقبل السكنية” في الحديدة، مخلفة أربعة شهداء وأكثر من خمسة عشر جريحاً.
العاشر من أبريل أعلنت وزارة الصحة والبيئة عن استشهاد ثلاثة مواطنين نتيجة العدوان الأمريكي الذي استهدف منطقة النهدين بمديرية السبعين بالعاصمة صنعاء.
في الـ14 من أبريل قام العدو الأمريكي بقصف مصنع السواري للسيراميك في مديرية بني مطر في محافظة صنعاء وراح ضحيتها 6 شهداء و 20 جريحا.
إعلان إفلاس أخلاقي وتقني واستخباراتي
لقد تجلى الإفلاس الأخلاقي والتقني والاستخباراتي للولايات المتحدة الأمريكية بوضوح، بينما برز اليمنيون بتفوقهم الواضح في نبل مواقفهم وجودة أهدافهم. ففي حين تستهدف الولايات المتحدة المدنيين، والأعيان المدنية، والمرافق الخدمية، وحتى مقابر الموتى، تتعالى عظمة الأهداف اليمنية التي تتجه نحو حاملات الطائرات الأمريكية، مثل “ترومان” و”فينسون”، وتدك أهدافاً عسكرية في العمق الإسرائيلي.
هذا التباين يكشف عن مفارقة تاريخية، حيث تتجلى قوة الحق في مواجهة الغطرسة والعدوان. إن استهداف المدنيين والأعيان المدنية يمثل قمة الانحدار الأخلاقي، بينما يجسد استهداف القوة العسكرية المحضة والدفاع عن الحقوق المشروعة قمة النبل والشجاعة.
إن دقة الأهداف اليمنية -التي تميز بين المدني والعسكري- تفضح التخبط والعشوائية في جرائم الحرب التي ترتكبها الولايات المتحدة وحلفاؤها. كما أن القدرة على الوصول إلى أهداف عسكرية بعيدة، مثل حاملات الطائرات والعمق الإسرائيلي، تشير إلى تطور تقني واستخباراتي لافت للقوات اليمنية، يقابله فشل استخباري واضح للطرف الآخر.