دلالة الانتصار بتدمير البارجة تفوق كل الانتصارات السابقة من عدة نواحي اهمها حجم الخسائر واهمية المنطقة الجغرافية التي وقعت فيها الضربة الموجعة، واستراتيجية العدو هناك والتناغم العسكري والسياسي اليمني، بمقابل فشل ذريع لامريكا اولا، ظهر هذا الفشل من خلال اعلام العدوان المتخبط عقب تدمير البارجة
مأساة الإمارات اليوم شبيهة بمأساتها السابقة في صافر فسحق عشرين عنصر من البحرية الاماراتية ليس بالأمر الهين، اضاقة الى خسائر كبيرة في العتاد العسكري المتطاير والذي احدث كل ذلك الانفجار الهائل كما هو واضح في مشاهد بثها الاعلام الحربي ما ادى الى تدمير البارجة بالكامل وبالتالي تكون الخسائر المالية اكبر من تلك التي خسرتها الامارات بصافر، خاصة ان البارجة كانت محملة بأسلحة لافراغها في المنطقة لتنفيذ عملية عسكرية كبيرة تعد لها قوى العدوان، ذلك هو الانتصار العسكري لهذه الضربة الكبيرة وهو نجاح للعقل اليمني المقتدر بفضل الله في ادارة المعركة وقبله النجاح والتفوق الاستخباراتي.
نجاح بحرية الجيش واللجان الشعبية استخباراتيا بهذه الصورة المذهلة يأتي من عدة زوايا:
الأول: عملية الرصد في هذه الضربة وامتلاك معلومات العدو التفصيلية لم تكن للمرة الأولى فقد سبقها عدة عمليات مشابهة وفي نفس المنطقة بضربة توشكا باب المندب التي مزجت دم مرتزقة بلاك ووتر ومن معهم من لفيف المرتزقة متعددي الجنسيات، وكذلك في مارب بضربة توشكا صافر وكبدت الغزاة خسائر ضخمة في الأرواح والعتاد، اضافة الى عشرات العمليات المشابهة والتي لم يعترف بها الغزاة
الثاني فشل كل أجهزة الاستخبارات المشاركة في العدوان وأولها الCIA التي عجزت في اختراق الجيش واللجان الشعبية، والفشل الاستخباراتي هو رأس الحربة في أي حرب فمن لا يمتلك المعلومة الاستخباراتية سيتحرك كالأعمى.
الثالث نوعية الصاروخ المستخدم في هذه العملية المباركة وهو ما فاجئ كل دول العدوان وعلى راسها الامارات ومن خلفها امريكا وبما يؤكد امتلاك الجيش واللجان الشعبية دوما لعنصرا المفاجأة والمبادرة معا بدءا بصاروخ توشكا فقاهر1 وزلزال3 وليس انتهاء ببركان1 وصمود وصاروخ اليوم ” بحر ارض ” الدقيق في اصاباته وبما سيشكل ذلك من فزع واندهاش لدى قوى العدوان خاصة بعد معرفتهم ان اليمن باتت تمتلك صواريخ بحرية دقيقة الاصابة ويصعب مواجهتها، مما يجعل التحرك العدواني عن طريق البحر باهض الكلفة وبشكل كبير لا يفهمه الا من شاهد تلك المشاهد التي بثتها قناة المسيرة اليوم بدقة الاصابة، وهذا نجاح يضاف الى نجاح الجيش واللجان الشعبية في البر، اما الجو فعن قريب سيكون العدو امام مفاجئة أخرى!
البارجة سويفت هي من البوارج الأحدث عالميا وتستخدم في العمليات العسكرية الكبيرة وسبق لامريكا استخدامها في غزو العراق وكانت الامارات ومن خلفها امريكا توجهها في مهمة نقل اسلحة عسكرية ضخمة تمهيدا لبدء معركة باب المندب والمخا ومن ثم المناطق غير المحتلة في تعز ولحج وتهديد الحديدة، ويمكن فهم ذلك من الاهمية الجغرافية لمنطقة باب المندب والمخا وحاجة دول العدوان لتثبيت اقدامها هناك، لتهديد عدة محافظات كما يمكن الربط بين ذلك وبين مبادرة ولد الشيخ الاخيرة !
الاهمية الجغرافية لهذه المنطقة تأتي من انها تأمن عدة محافظات اهمها تعز ولحج والخط الساحلي الممتد من الحديدة بالجهة الجنوبية والسيطرة على هذه المنطقة سيمهد بشكل كبير لتهديد المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية في لحج وتعز وتهديد محافظة الحديدة.
اما مبادرة ولد الشيخ الاخيرة الجاري تفاوضه بشأنها مع وفدنا الوطني بمسقط فقد تضمنت انسحاب الجيش واللجان الشعبية من صنعاء فقط دون الحديث عن تعز او الحديدة بخلاف مبادرته السابقة التي تضمنت الانسحاب من تعز والحديدة وصنعاء اما لماذا؟
فلأن هاتين المحافظتين جاري الاعداد لغزوهما وما سيترتب على ذلك من تهديد بقية محافظات الوسط، وهو ما يعني وجود تنسيق متكامل بين ولد الشيخ وقوى العدوان.
وفيما تعمل الامارات على فصل الجنوب والسيطرة فيما بعد عليه وتحت المظلة الامريكية فانها ستشرف على منطقة باب المندب بالكامل ومنطقة المخا، فيما تسلم الحديدة ومحافظات الشمال لاشراف السعودية تمهيدا لاستكمال مشروع الأقلمة على كامل الأرض اليمنية.
و هذه هي الاستراتيجية التي تتحرك عليها قوى العدوان وان كانت بعيدة المنال بالوقت الحاضر الا انها استراتيجية مستقبلية.
أتت التصريحات النارية لمحمد عبدالسلام في حديثه عن الدور الاماراتي القذر في الجنوب الساعي نحو فصل الجنوب وتفتيته، واحتلال جزره، محبطة لدول العدوان كونها مثلت رسالة قوية مفادها أن هذا الدور سيتلاشى وان على الامارات الا تظن بأن الجو خلا لها في الجنوب، خاصة ان تصريحات عبدالسلام اتت متزامنة مع رد سلاح البحرية اليمنية الذي مثل ضربة قاضية لها تبعات كبيرة وسيحسب لها حساب، اذ ان ضربة توشكا السابقة لازلت مدوية في نفس المكان ومن تبعاتها انسحاب بلاك ووتر وتأخرت العمليات العسكرية بهذه المنطقة كل هذه المدة، وهو ما يعني ان قوى العدوان لن تجد الوقت الكافي للاعداد الشيطاني ولا المكان المناسب للتحرك فأرض اليمن رملها بارود.