صمود وانتصار

دفع الأمين العام لـ”منظمة التعاون الإسلامي” للاستقالة خطوة سعودية ملكية اتجاه مصر

في السياسة، يمكن أن ترتكب أخطاء لا رجعة عنها. حين يكون الأمر متعلقا بالعلاقات الخارجية، يمكن أن يكون الخطأ قاتلا. إلقاء الدعابات مثلا قد يكون خطأ مميتا غير قابل للتصحيح أو المراجعة.

حاول إياد مدني استدراك الخطأ الفادح الذي ارتكبه خلال اجتماع مؤتمر وزراء تعليم دول “منظمة التعاون الإسلامي” في تونس بالاعتذار. تعليق المسؤول السعودي الساخر من الرئيس المصري أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية وتسبب بزوبعة من الانتقادات الحادة. وبالنسبة للسعودية، يضيف كلام مدني ملامح مستجدة على الأزمة المتفاقمة أصلا مع مصر.

كان الموقف المصري واضحا كما جاء على لسان وزير الخارجية سامح شكري باعتبار كلام مدني مسيئا وغير لائق ولا مقبول بالنسبة إلى مصر.

تقول مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى، إن دولا عربية عدة ذات تأثير في منظمة التعاون الإسلامي أجرت اتصالات بإياد مدني، وطالبته بتقديم استقالته من منصبه في أعقاب الأزمة التي تسبب فيها مؤخرا مع مصر.

يوم الجمعة قدم مدني اعتذارا بشأن ما ذكره في مؤتمر التعليم. حاول مدني تبرير إهانته القيادة المصرية بأن كلامه كان على سبيل المزاح والدعابة. لم يقف المسؤول السعودي جيدا عند حساسية العلاقة السعودية المصرية وهو لم يكن يقظا لمحاولات الاسترضاء السعودية أو متنبها إلى أن أي شبه إساءة سعودية ستتسبب بتعميق فجوة التواصل أكثر مع القاهرة.

لم يكن الاعتذار الذي قدمه مدني كافيا لإنقاذ نفسه والحفاظ على موقعه. إياد مدني استدعاه سلمان بن عبدالعزيز إلى القصر الملكي وطلب منه تقديم استقالته من منصب أمين عام منظمة التعاون الإسلامي. في الإطار الأوسع، تفهم الخطوة الملكية محاولة لاحتواء الموقف وتبريد الأزمة مع مصر.

ظهر اليوم، وصل وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان إلى القاهرة. عنصر جديد جندته الرياض للمصالحة مع مصر. تقول مصادر سعودية رفيعة المستوى إن السبهان سيلتقي عددا من المسؤولين المصريين لتقريب وجهات النظر بين القاهرة والرياض التي تبدو غير جاهزة لخاسرة كاملة في العلاقة مع مصر.