كثف العدوان السعودي الأمريكي خلال الأسابيع الماضية من عملياته الإجرامية على الشريط الساحلي الغربي الممتد من ميدي شمالاً إلى ذوباب جنوباً، مستهدفاً كل مظاهر الحياة وأسباب الرزق ومصادر الدخل للمواطنين، تزامن ذلك مع قصف ممنهج للطرق والجسور الرابطة بين مديريات الساحل ببعضها من جهة أو الرابطة بين الساحل والمناطق الجبلية.
وقالت مصادر محلية في محافظتي حجة والحديدة الساحليتين أن طائرات العدوان قصفت معظم الجسور الرابطة بين مدن ومديريات ساحل تهامة من المخاء و حتى عبس، مشيرةً إلى أن قطع الجسور واستهداف الطرق الغرض منه مفاقمة مأساة أبناء تهامة وتعقيد التنقل والتسبب في أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة، على اعتبار أن تلك الجسور لا غنى عنها خاصة في ظل وجود أما وديان مائية أو رمال متحركة يصعب المرور فوقها.
وبنفس النهج قصف طيران العدوان كل الجسور الرئيسية الرابطة بين المناطق الجبلية وساحل تهامة، وكان مطلع الأسبوع الماضي قد استهدف مرتين بغارات مباشرة جسر نقيل الخذالي شرقي حجة، وهو ما يعني قطع الطريق كلياً الرابطة بين محافظات صنعاء وعمران مع حجة والحديدة، تلا ذلك استهداف ممنهج لجسر مناخة الرابط بين صنعاء والحديدة، كما استهدف الطريق العام الواصل بين صنعاء والمحويت المؤدي بدوره أيضاً إلى الساحل سواء حجة أو الحديدة، وكان قد نفذ مراراً ضربات مباشرة للطرق المؤدية إلى الساحل في أكثر من مكان خلال شهور العدوان الماضية.
وبالتوازي مع التفسير الاقتصادي والإنساني لقصف الطرق والجسور، يرى مراقبون أن الغرض أكبر من ذلك، حيث يهدف إلى عزل تهامة عن عمقها الجبلي، وذلك ضمن مخطط يستهدف احتلال الساحل الغربي، وهو الاعتقاد الذي ينسجم مع تحذيرات أطلقها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته عشية ذكرى عيد الاستقلال 14 أكتوبر.
الاعتقاد بوجود مؤامرة تستهدف الساحل تؤيده الكثير من الشواهد، على رأسها الزحوفات المتكررة لمرتزقة العدوان على بوابتي الساحل الغربي الجنوبية من جهة ذوباب ومحاولات الزحف الفاشلة على مدى شهور والتي عادت لتنشط خلال اليومين الماضيين على صحراء ميدي في محاولة لإيجاد موطئ قدم في الساحل الغربي الذي بدا عصياً على بارجات العدوان التي ما إن تقترب حتى تصطدم بصواريخ يمنية يقظة.
على وقع ذلك كثف طيران العدوان السعودي الأمريكي غاراته على المنشآت المدنية في الحديدة والمخاء ورأس عيسى، كان آخرها قصف وتدمير كلية الطب بجامعة الحديدة ومنشئات ومنازل بمديرية بيت الفقيه.