” لاداعي لزفة الشهداء “
{ لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد} .. صدق الله العلي العظيم
بطبيعة الحال .. يعيش الناس في فلك المادة، ويبنون افكارهم وتقارير حياتهم وامورهم ونتائجهم وما يستخلص من تفكيرهم بناءاً على ما يلمسونه ويشاهدونه ويحسون به
وهذه الظاهرة قد تكون مقبولة ابتداءاً ولكن قد تنحو بمن يتقيد بها نواحي غير صحيحة يكتشفون خطأها فيما بعد
من اسباب غياب فعل الخير في الحياة ووجود مايفرضه الهوى هو ان الناس باتوا يتعاملون من الحس والمادة فيغيب الاحساس بالاجر العظيم الجزيل مقابل ما يتم عمله من فعل الخيرات
فيكون الاجر لديهم شيء مغيب لا اثر له فتبهت حياتهم ويتجهون نحو الذي من خلاله تقوم علاقة الاحتكاك الملموس وهي المادة
لذلك تجد الامام علي عليه السلام عندما يصف المتقين في خطبته الشهيرة ” صفات المتقين ” الذي يجب ان نحفظها حفظ وليس فقط قراءه فنجده يقول:
فهم ” اي المتقون ” والجنة كمن قد رأها فهم فيها منعمون، وهم والنار كمن قد رأها فهم فيها معذبون .
فتجد ان الامام علي يصف المتقين يتعاملون مع المغيب وكأنه ملموس محسوس يستشعرون به كما يستشعرون بالمادة من حولهم فتظهر نتائج هذه العلاقة على واقعهم كرجال تأخذهم الهيبة من الله يرجون رحمته ويسألونه فكاك رقابهم من النار
وهنا نقف مع سؤال الناس .. لماذل تزفون الشهداء؟
وقوفاً مع المقدمة اعلاها نتجه نحو الجواب للاخوة السائلين هذا السؤال
ولنناقشه بموضوعيه وبقرائن جلية
الشهيد هو بمنظورنا:
من دافع عن دينه وعرضه وارضه وقُتل وعاد جثة هامدة مرملة بالدماء الى اهله ويذهبون لدفنه
هل نرى غير ذلك … لا
ولكن .. فلسنتعرض الشهيد في مفهوم القرآن لنجد ان
الشهيد في مفهوم القرآن هو:
( ولا تحسبن الذين قُتِلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ٭ فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون)
( ولا تقولوا لمن يُقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون)
صدق الله العلي العظيم
فالشهيد في القران هو انسان حي، ويرزق، ويكسوه الفرح والسعادة، ونحن لا نشعر
حياة ورزق وفرح نحن لا نشعر .. بل ويستبشرون
هناك عناصر للحياة في حياة هذا الشهيد .. ولكننا لا نشعر
فنحن حينما نحمل شهيد فإننا نحمل انسان تتوفر له عناصر الحياة دون ان نحس بذلك … منطق قرآني
اليست دعوات الاعراس يُكتب فيها ” ولا يتم الفرح والسرور الا بحضوركم ”
وماهي مراسم الاعراس .. ماهي مراسم الاعراس؟
فالعريس يفرح بزفافه الذي الله واعلم هل ستكون حياته الزوجية رائعة او لا فتجده يعبر عن فرحته بمراسم العرس
ولكن هل هناك فرحة اعظم في هذا الكون من فرحة الشهيد؟
فلذلك حين نرى البرع والاهازيج ترافق مواكبهم فنحن انما نزف انسان حي يرزق يفرح يستبشر
نحن نشاركه في فرحته بهذا المنال العظيم الذي وهبه الله اياه، نحن اذا حزنا عليه انما نحزن لغياب انسان يشكل غيايه فراغاً في حياتنا وهذا في بوتقه الشوق يتم تعريفه
والا فهو الان يفرح بل يناديك ان إتِ الينا فلا خوف ولا حزن فنحن نفرح لفرحه ونعلن ذلك بما يتناسب مع هذه الفرحة العظيمة .
بـ قلم: أمين المتوكل